بطاقة ملونة

بطاقة ملونة
إعداد: محمد سلمان

• يقول الشاعر: إني أرتحل الى الغيم لأقطف القصائد من دموع المطر، ويقول الفلاح: إني أرتحل الى الحقول لأقطف السنابل من ضوء الشمس.

 

• يقول العامل: إني أرتحل الى المصانع لأقطف من سواد دخانها بياض الأرغفة الحلال.

 

• يقول القاضي: إني أرتحل الى محراب العدالة لأصدر الحكم بإسم العدل والأدلة والقرائن الصحيحة.

 

• يقول الطالب: إني أرتحل الى الجامعة لأقطف كنوز المعرفة، وأكتشف مناهل الثقافة.

 

• يقول الصيادون: نرتحل بالصنارة والشبكات والزوارق الى أعماق البحار لنأتي بلآلئ الأسماك وأسماك اللآلئ.

 

• يقول العسكري: إني أرتحل الى الخندق الأمامي لأصنع النصر بالعقيدة القتالية ضد أعداء الوطن.

 

• كل ذلك، من يوميات العاملين والساهرين لأجل وطنهم، والقائلين: ماذا أعطينا للبنان وليس ماذا أخذنا من لبنان.


• الرمزية الخلاّقة في التفكير والممارسة والعلاقات هي من خصائص الوطنية، ومكوّنات المواطن الصالح، ومرتكزات التماسك الوطني، بحيث يرى الجميع أنفسهم من خلال مصلحة وطنهم، وعلى أساس أن المسؤولية هي تكليف وطني، وليست تشريفاً وظيفياً.

 

• في التخاطب البنّاء، يعلو صوت العقل على صوت الإنفعال، ويتغلّب الواقع والمشاهدات على التخيّل والإبهام، وتظهر الحقائق، ويخبو التلفيق، وحينئذٍ، يصبح التخاطب إبداعاً في البرهان والدليل، كنقيض للإدعاء وإختلاق المزاعم في الأقوال.

 

• في المعادلة، أن المنطق سيد الكلام، وأن البلاغة روح الكلام.
وهكذا، تنتظم العلاقات العامة في إطارها التعاوني والحواري والديمقراطي، بعيداً عن الغائية الذاتية والتي تلغي الآخر، وعن المطامع التي تصادر المطامح المشروعة في هذه العلاقات، وتؤدي الى خلخلة البنية المعنوية للأفراد، وإصابة النظام الإجتماعي بالتفكك.
ولذا، يبقى الصالح العام، هو السقف والأساس، للنهوض بالوطن في المجالات كافة.