بطاقة ملونة

• ما أحوجنا الى اللياقة واللباقة والبلاغة في حياتنا اليومية، لأن في اللياقة: هندام السلوك، وفي اللباقة: هندام العلاقة، وفي البلاغة: هندام الكلام.
هذه الخصائص والخصال، هي من مكونات الشخصية الوازنة في أعمالها، والرصينة في علاقاتها والغنية في ثقافتها والقوية في تواضعها.

• معادلة:
- في الأناقة المستعارة: عري دائم.
- وفي الوجاهة المستعارة: وجه من دون هوية.
- وفي الجشع: شبع جائع.
- وفي التزلف: نفاق وهدر للكلام.
- وفي التطفل: إرتماء على الأبواب.
- وفي الإتكالية: إتكاء على جدار من الريح.

• جاءني أحدهم، مثقل الرأس بالهموم، بطيء الخطوات، حدثني بكلمات مبعثرة لا رابط بينها، ثقيلة بالتأفف والتذمر والإحباط والنفور من كل شيء حتى من نفسه.
وقبل أن يكمل مطالعته الثقيلة على السمع، قلت له: سمعتك شاكياً من الحياة، وشاهدتك باكياً على الأطلال، ومشدوداً الى اليأس، وغارقاً في التأوه الى درجة الإختناق، وهذا لن يجديك نفعاً سوى المزيد من البؤس والقنوط.
ولذا، أعتق إرادتك من القعود، ونفسك من التشاؤم، وانطلق في دروب الحياة الواسعة، فتحصد الغلال الوافرة، وتهنأ في استراحة تنبض بروح العمل والإنتاج والنجاح.

• قالت الرياح للأرض:
أهديتك عباءة من الغيم والمطر، كي يأتي ربيعك: ابتسامة زهر، وشدو بلابل، وأعراس مواسم.
وقالت الأرض للفلاحين:
أهديتكم بيادر الغلال وأوسمة الحصاد والخيرات، فلا غلال من دون حصاد، ولا حصاد من دون زرع، ولا زرع من دون عشق للأرض.
وقالت السنديانة للرياح:
أنتِ العاجزة عن اقتلاع جذوري، وإن كنت قادرة على التلاعب بأوراقي، فهل نسيتِ أن الأشجار تُقاس بعمق جذورها، وأن الجذور تُقاس بعنادها.

• رسالة:
كتب اليها يقول:
هل تذكرين يا حبيبة يوم كنّا نتواعد لنلتقي بالقرب من الطاحونة في «الضيعة» ونحن نتبادل الرسائل المكتوبة بأنامل الياسمين وعطر الورد وطهارة العشق؟
وكتبت اليه تقول:
هل تذكر أعراس الضيعة على أنغام الناي والربابة والعود وزغردة الصبايا، وهنّ يحملن الهدايا الى دار العروسين، ويردّدن أغنيات يصفّق لها النهر طرباً، وتتمايل الأغصان معها نغماً.

• تناقضات:
جمال الأشياء في كثرة ألوانها، وبشاعة الإنسان في تلوّن مواقفه وهويته.
أمران لا يأتيان بالإستعارة: الثقة بالنفس والموهبة في التفكير.
نغم الكلام في معانيه، ونغم التفكير في دقة المنطق، ونغم الأحلام في واقعية الأماني.