- En
- Fr
- عربي
موضوع الغلاف
الجيش استهدف بدم بارد وبنيّـة إشعال فتيـل التفجيـر كما العام 1975
وضعت بيانات قيادة الجيش – مديرية التوجيه النقاط على الحروف، فعرضت وقائع ما حصل محذّرة من تداعياته، معلنة أنها ستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه سفك دماء الجيش.
في ما يلي البيانات التي أصدرتها قيادة الجيش - مديرية التوجيه حول الاعتداء الذي تعرض له في صيدا وما أعقبه من تطورات.
23 /6 /2013:
أصدرت القيادة في هذا اليوم ثلاثة بيانات، وذلك على النحو الآتي:
• «بتاريخ اليوم الساعة 14.00، قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ومن دون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا - صيدا، ما أدى إلى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح، بالإضافة إلى تضرر عدد من الآليات العسكرية. وقد اتخذت قوى الجيش التدابير اللازمة لضبط الوضع وتوقيف المسلّحين».
• «لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرًا عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه.
لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألاّ يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصًا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون. وكذلك فعل حين استهدف ضباطه وجنوده في طرابلس وعرسال. ولم يرد على محاولات زرع الفتنة إلاّ بالعمل على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة عناصره، تارةً بالحوار وتارةً أخرى بالرد على النار بالمثل والسعي الدائم لتوقيف المرتكبين.
لكنّ ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدمٍ بارد وبنيةٍ مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددًا في دوامة العنف.
إن قيادة الجيش ترفض اللغة المزدوجة، وتلفت إلى أن قيادات صيدا السياسية والروحية ومرجعياتها ونوابها مدعوون اليوم إلى التعبير عن موقفهم علنًا وبصراحة تامة، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجّي الفتنة وقاتلي العسكريين.
إن قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيًا أو عسكريًا، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيدٍ من حديد كلّ من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وستردّ على كل من يغطي هؤلاء سياسيًا وإعلاميًا».
• «إلحاقًا لبياناتها المتعلقة بالوضع في مدينة صيدا، تشير القيادة إلى إقدام مجموعات تابعة للشيخ أحمد الأسير، على الصعود إلى مآذن المساجد في بعض مناطق المدينة والتحصّن بداخلها، وإطلاق النار منها باتجاه قوى الجيش، غير عابئةٍ بحرمة الأماكن المقدسة ووجوب الحفاظ على أمنها وسلامة منشآتها».
24/6 /2013:
«تواصل وحدات الجيش عملياتها العسكرية في مدينة صيدا، ومنطقة عبرا للقضاء على المظاهر المسلحة وتوقيف المعتدين على مراكز الجيش وإعادة فرض الأمن والاستقرار، وقد عمد العديد من المسلحين إلى القنص على عناصر الجيش باستخدام المراكز الدينية سواتر لهم، بالإضافة إلى اتخاذهم المواطنين الأبرياء دروعًا لهم لتفادي المواجهة المباشرة مع قوى الجيش.
إن قيادة الجيش إذ تؤكد حرصها التام على دُور العبادة وحياة المواطنين، تدعو المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين، وهم معروفون بالنسبة إليها فردًا فردًا، إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم فورًا إلى قوى الجيش، حرصًا على عدم إراقة المزيد من الدماء، كما تؤكّد لجميع اللبنانيين بأن الجيش ماضٍ في اجتثاث الفتنة من جذورها، ولن تتوقف عملياته العسكرية، حتى إعادة الأمن إلى المدينة وجوارها بصورة كاملة، وانضواء الجميع تحت سقف القانون والنظام.
وتدعو القيادة المواطنين، وخصوصًا الموجودين في بقعة العمليات العسكرية أو داخل مجمع الأسير ومحيطه، الذين يتعرضون لمشاكل أمنية إلى الاتصال بعمليات قيادة الجيش على رقمي الهاتف: 1701 / 01/422245 وذلك بغية معالجة هذه المشاكل بالسرعة القصوى، وإخلائهم عند الضرورة».
25 /6 /2013:
«تناول عدد من المواقع الإلكترونية وبعض الصحف خبرًا مفاده أن قائد الجيش العماد جان قهوجي وضع استقالته بتصرّف رئيس الجمهورية في حال لم يتم السماح للجيش باقتحام المربع الأمني للمسلحين في منطقة عبرا. يهم قيادة الجيش أن تنفي ما ورد أعلاه جملة وتفصيلًا وتشير الى أن فخامة رئيس الجمهورية قد أعرب عن ثقته الكاملة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها وعن دعمه جميع الإجراءات الأمنية التي سيتخذها الجيش للرد على اعتداء المسلحين وإعادة فرض الأمن والاستقرار في المنطقة المذكورة».
27 /6 /2013:
«تداول بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا وصورًا تتعلق بالجيش اللبناني وتظهر مشاهد حساسة لعسكريين في منطقتي البقاع وصيدا، وتلمّح إلى تقاعس الجيش عن قيامه بمهمّاته من دون وجه حق.
تعلن قيادة الجيش أنها فتحت تحقيقًا داخليًا في ظروف الصور المتداولة وحيثياتها، وتهيب بوسائل الإعلام أخذ الظروف الأمنية الراهنة بالاعتبار وعدم التشهير بالجيش والتجني على عسكرييه عبر توزيع أخبار وبث صور للعسكريين من دون التحقق من الظروف التي حصلت خلالها».
• كذلك، أعلنت القيادة في بيان آخر، أنه «في وقت كان الجيش اللبناني يخوض معركة شرسة ضدّ مجموعة مسلّحة تعمل على نشر الفتنة والعبث بأمن البلاد، وفيما كانت تُشنّ عليه حملة تكفير ودعوات إلى الجهاد ضده، فوجئ الجيش بحملة إعلامية وسياسية لبنانية رخيصة، من خلال فبركة أفلام وتسجيلات صوتية وصور مركّبة، حول دخول الجيش إلى منطقة عبرا ووجود مسلحين يقاتلون إلى جانبه.
لقد انتظرت قيادة الجيش عبثًا حتى يعي القائمون بالحملة خطورة ما يقترفونه بحق الجيش وشهدائه، وجرحاه الذين لا يزالون في حالات الخطر، وفي حق لبنان عبر بث مشاهد مزيفة وبعيدة عن مناقبية الجيش وتربية ضباطه وعسكرييه. فالجيش قاتل وحيدًا في صيدا، أمّا بالنسبة إلى وجود بعض المدنيين المسلحين، فتذكّر قيادة الجيش أن عناصر مديرية المخابرات يرتدون اللباس المدني، إذ سبق أن حصل ذلك في عدة أماكن، وأي تجاوز أمني أو أخلاقي من قبل جندي أو وحدة عسكرية سيكون عرضة للتحقيق العسكري الداخلي، ولاتخاذ أقصى الإجراءات التأديبية.
إن قيادة الجيش تأسف لوصول بعض وسائل الإعلام اللبناني الذي كان رائدًا في مجال قول الحقيقة، إلى هذا المستوى من التضليل، الذي يكشفه أي خبير تقني بسهولة، وهي مع عائلات الشهداء والجرحى، لا ترى في هذه الحملة المشبوهة إلاّ اغتيالًا ثانيًا للشهداء، وبدم أكثر برودة.
إن قيادة الجيش تعتبر أن الحملة المذكورة فضيحة إعلامية، وهي كما لم تسكت عن استهدافها عسكريًا وأمنيًا، فإنها لن تسكت عن التعرض لشهدائها إعلاميًا، وتحتفظ لنفسها بحقّ اللجوء إلى القضاء اللبناني المختص، كي يعود الحق إلى أصحابه، وينال المعتدون على الجيش جزاءهم العادل، ويرتاح الشهداء في مثواهم الأخير».