- En
- Fr
- عربي
عبارة
زحمة تطورات إقليمية ودولية أرخت بظلالها على الداخل اللبناني الذي يعيش على وقع أزمة مالية خانقة وانكماش اقتصادي طال كل فئات الشعب اللبناني. وفي خضمّ هذه الأوضاع أطلّ العدوّ الإسرائيلي محاولًا باعتداءاته على الداخل اللبناني تغيير كل قواعد اللعبة ووضع لبنان بين فكيّ كماشة الأمن والاقتصاد. وليس جديدًا على العدوّ الاسرائيلي الذي لم يتوقّف يومًا عن المسّ بالسيادة اللبنانية وخرق القرارات الدولية لا سيما القرار ١٧٠١، أن يكرّر محاولاته العدوانية على لبنان والتي تتّخذ في كل مرّة أشكالًا مختلفة لكن هدفها واحد.
وما الطائرات المسيّرة التي أطلقها العدو في الضاحية الجنوبية لبيروت إلا خير دليل على رغبة هذا العدو باختلاق الذرائع للاعتداء على لبنان هو الذي يبيّت نيات عدوانية واضحة تجاه لبنان، ويترجمها على مدار الساعة خروقات للسيادة برًّا وبحرًا وجوًّا. يعمد إلى اختلاق الروايات الكاذبة، والسيناريوهات المضلّلة في محاولة منه لتبرير اعتداءاته المتكرّرة وتضليل الرّأي العام العالمي لاستقطاب الدعم الدولي لسياسته وحرف الأنظار عن حقيقة ما يقوم به. لكن التحرك الديبلوماسي الذي سارع لبنان للقيام به لتطويق محاولات العدو العدوانية وتضامن لبنان الرسمي والشعبي والتفافه حول جيشه، قد فضح مرّة أخرى النيات العدوانية لإسرائيل، وأقام درعًا فولاذية في وجه المحاولات الإسرائيلية المتغطرسة والهادفة إلى إحداث شرخ في الداخل اللبناني وتهشيم نسيج عيشه المشترك.
لقد أثبت لبنان بجميع مكوناته، أنّ الجيش اللبناني رغم تواضع إمكاناته سيبقى بالمرصاد لأي محاولات إسرائيلية لمسّ السيادة اللبنانية وجرّه إلى حالة عدم الاستقرار. وما تصدّينا للطائرات المسيّرة في العديسة وكفركلا إلاّ ترجمة فعلية للعقيدة التي يعتنقها الجيش وللنهج الذي تتبعه المؤسسة العسكرية. ولعلّ هناك من راهن على أن لبنان المتخبط اقتصاديًا وماليًّا ورغم احتدام صراع المطالب، سيقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولة للاعتداء عليه. لكنّنا في المؤسسة العسكرية على أتمّ الجهوزية للدفاع عن لبنان وبذل التضحيات مهما غلت في سبيل إحباط محاولات إسرائيل العدوانية والذود عن الحدود وحماية ثرواتنا الطبيعية. وفي الموازاه سيبقى الجيش حاضرًا لينزع فتيل أي توتر داخلي. فالعودة إلى الماضي ممنوعة ولن يُسمح لأي كان بأن يجرّ لبنان إلى تجربة مشؤومة جديدة من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار وإعادة البلاد إلى الوراء
العميد علي قانصو
مدير التوجيه