الجيش في عيونهم

تحية من تلفزيون لبنان إلى جيش لبنان
إعداد: ندين البلعه خيرالله

استقلال 2022

 

تلفزيون لبنان هو تلفزيون الوطن، ومَن أحق منه بالاحتفال بذكرى استقلال هذا الوطن؟ صحيح أنّ عيد الاستقلال هذا العام حلّ صامتًا خجولًا بسبب الأوضاع التي يعيشها لبنان، ولكن تلفزيون الوطن أصر على إحياء هذه الذكرى من خلال تكريم الجيش المؤسسة الوطنية الجامعة والتي تُشكل الدعامة الأساسية للاستقلال.

 

«ليه منشوف بالجيش: الوطن والأرض والهوية؟» هو السؤال الذي انطلقت به الحلقة مع الإعلامية باتريسيا سماحة زيتون التي أكّدت أهمية عيد الاستقلال بالنسبة لأسرة التلفزيون، «هذا العيد لا علاقة له بالتجاذبات السياسية ولا بالفراغ الرئاسي والاقتصادي الذي نعيشه. لذلك كانت هذه الحلقة، انطلاقًا من قناعتنا وقناعة المديرة العامة في تلفزيون لبنان الأستاذة فيفيان لبّس صفير، بأنّ استقلال لبنان أمر مقدَّس والجيش هو الجهة الوحيدة التي تمثّله بحق. تضحياته لن تذهب سدًى، فشهداؤه هم من جعلوا استقلال لبنان ناجزًا عبر التاريخ».

في مقدمة الحلقة كلمات تختصر ما يعنيه الجيش لكل مواطن صادق وشريف، كلمات سُمع صداها مالئًا البث المباشر باحتفاليةٍ غابت هذا العام عن الشاشات مع غياب العرض العسكري.

عبرّت باتريسيا عن مشاعر اللبنانيين تجاه جيشهم، فهو الجهة التي تقيهم من الفتن المتنقلة على مساحة الوطن، والشواهد في هذا المجال أكثر من أن تحصى، وهو من يلجأون إليه لمحاربة الإرهاب، فمن جرود الضنية إلى نهر البارد وعبرا وصولًا إلى جرود عرسال ورأس بعلبك - القاع، وغيرها، سطّر الجيش ملاحم وبطولات بدحر الإرهابيين والجماعات التكفيرية، ودفع أثمانًا باهظة وروى بدم أبطاله تراب الوطن. هو من يحمي بلدنا من الأطماع الإسرائيلية، ويقف بالمرصاد لشبكات المخدرات، حتى في حماية المتظاهرين وحفظ أمن الانتخابات تتجه الأنظار إلى الجيش، وهو في كل مرة يقوم بالمهمة قاطعًا الطريق على شياطين الفتنة...

تم تحضير هذه الحلقة التي قدّمتها باتريسيا، وزميلَيها نانسي شحادة وجوزيف إبراهيم، من الألف إلى الياء، مع الجيش اللبناني في تعاون رائع مع مديرية التوجيه إلى جانب جنود مجهولين لهم جزيل الشكر والتقدير من أسرة التلفزيون. أما عن أهمية الحلقة، فتؤكّد باتريسيا، وخصوصًا في ظل هذه الظروف الصعبة والأزمة التي تعصف بنا منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي أثّرت على الجميع ومن ضمنهم العسكريين، أنّ شعبنا بحاجةٍ إلى أن يعرف أنّ جيشه بخيرٍ، متماسك لا يهتزّ. وتقول: «على الرغم من كل الظروف شعرنا بقوة الجيش، والاستقرار، وخصوصًا مع ضيوفنا: العميد الركن ماهر أبو شعر رئيس الطبابة العسكرية الذي طمأننا على صحة العسكريين وبالتالي صحة الوطن، والعقيد الركن الياس عاد مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي الذي تحدّث عن محطات مهمة وخصوصًا عن ثقة الشعب والمجتمع الدولي بالجيش، والنقيب عماد عامر عضو لجنة كتابة التاريخ في مديرية التوجيه، والملازم دانييلا الريس وهي ضابط مدرب في الكلية الحربية تناولت دور المرأة في الجيش، إلى عدد من زوجات الشهداء الأبطال».

باتريسيا التي ارتدت البزة العسكرية و«الرينجر» وشعرت بالفخر والتكريم لذلك، أرادت أن تقول للمشاهدين أنّ هذه البزّة هي من أجمل مظاهر الاستقلال، وختمت بكلماتٍ يجب أن تترسّخ في عقل وقلب كل لبناني على حدّ قولها: «بيروح سياسي وبيجي غيرو، ولكن الجيش باقٍ باقٍ باقٍ... لا يتغير ولا ينجرّ مع محور ضد آخر، الجيش وطني بامتيازٍ ينحاز للوطن فقط»!