- En
- Fr
- عربي
أخبار جيشنا
أقيم في ثكنة سعيد الخطيب في حمانا إحتفال تخريج الدفعة الثالثة من مجموعة مروّضي كلاب كشف الألغام, والعسكريين الذين تابعوا دورة ممرض, الى المجموعة التي تدربت على استعمال كاسحة الألغام نوع(100 ARMATRAC)
حضر حفل التخرج سفير الولايات المتحدة في لبنان السيد فنسنت باتل الذي تموّل وزارة خارجية بلاده برنامج التدريب, ومثّل العماد قائد الجيش قائد منطقة جبل لبنان العميد الركن ميشال لحود, كما حضر الإحتفال, رئيس المكتب الوطني لنزع الألغام العميد الركن جورج مسعد وقائد موقع حمانا العميد الركن بسام أبو الحسن, وضباط.
افتتح الإحتفال بالنشيدين اللبناني والأميركي, ثم تحدّث المقدم تقي الدين التنير, من المكتب الوطني لنزع الألغام, مرحباً بالحضور وعارضاً لمشكلة الألغام ووضعها في لبنان.
بعده ألقى السفير الأميركي فنسنت باتل كلمة أعرب فيها عن سعادته “لتخريج ستين من عناصر الجيش اللبناني من دورة كاشفي ألغام”, وأكد أن “المساعدة في كشف الألغام في لبنان هي من أولويات إهتمامات الولايات المتحدة الأميركية, حيث هناك العديد من الأطفال والنساء والرجال قد فقدوا حياتهم أو أطرافهم في مئات الآلاف من الحقول الملغمة والموزعة في لبنان. وإن عملكم مصيري للحفاظ على صحة وحياة المواطنين, وأتمنى عليكم القيام بهذا العمل الخطر”.
وأشاد السفير باتل بجهود العسكريين الذين تابعوا الدورة التدريبية وهنأهم بنجاحهم, ولفت الى أن “أنظار العالم قد اتجهت الى الأضرار الرهيبة التي أصابت المدنيين بسبب الألغام في البوسنة وكمبوديا في نهاية الحرب عندهم”. وأشار الى “وجود العديد من القنابل غير المنفجرة التي لا تزال تكتشف في أجزاء من أوروبا الشرقية والتي تعود الى فترة الحرب العالمية الثانية”.
وأكد السفير الأميركي “أن حكومة بلاده التزمت مساعدة لبنان لتنظيف أرضه من الألغام”, لافتاً الى أن “برنامج التقديمات للبنان يتضمن الكلاب الكاشفة للمتفجرات, وخمس سيارات إسعاف, الى تدريبات لمعالجة الإصابات الناجمة عن الألغام, والبزات الواقية, ومتحسسات الألغام وآليات النقل”.
وأشار الى أنه خلال العام الحالي تسلّم الجيش اللبناني خمس طوافات UH1A ستعمل على إخلاء مصابي حقول الألغام, الى إخلاءات إنسانية أخرى. لكنه إعتبر أن “هذه التقديمات تعتبر ضعيفة مقارنة مع العمل الخطر الذي تم انتقاؤكم للقيام به لتنظيف بلادكم من الألغام”. وختاماً حيّا السفير المتخرجين وهنأهم على العمل الذي يقومون بهم.
وألقى العميد الركن لحّود كلمة جاء فيها:
“بكل سرور نلتقي اليوم مجدداً وفي ثكنة حمانا للتأكيد على الإرادة الواعدة لتضافر الجهود المؤدية الى المتابعة في عمليات نزع الألغام وفقاً للخطة الموضوعة والتي بدأنا العمل بها منذ مدة.
إن الإدارة الأميركية منذ أن أخذت على عاتقها مبادرة دعم إنشاء المكتب الوطني لنزع الألغام في العام 1998, عـملت على إدخال وسائل متطورة في عمله, من تلك الميكانـيكية الى كلاب كشـف الألغام, ما سـاهـم في بنـاء قدرات الجـيش اللـبناني الذاتية, التي تنسـجم مـع الخطة الإستراتيـجية لنـزع الألغام, وتسير وفـق المقايـيس الدوليـة لمراقبـة جـودة النـوعيـة والفـعاليـة.
إن دعمكم للخطة التي نسير بها, وتأمينكم لوسائل جديدة, ساعدت لبنان على تحقيق نجاح باهر في مجال عمليات نزع الألغام لأهداف إنسانية.
إن تزايد المساحات المنظفة في العام 2002, خير دليل على تكامل نجاح استعمال الوسائل الميكانيكية مع كلاب كشف الألغام والوسائل اليدوية, وقد عزز هذا الموضوع سهولة إنتقال نحو 300 ألف مواطن, يعبرون بأمان ما بين البقاع الغربي وجزين في الجنوب. وما يزال أمامنا الكثير من العمل لنزع الألغام التي زرعها جيش الإحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من عشرين عاماً, والتي انفجر بعضها وأودى بحياة أكثر من 20 مواطناً بريئاً.
حالياً يقوم الجيش اللبناني مستخدماً الوسائل الثلاث, لتنظيف بقعة سينشأ عليها خزان مياه يستفيد منه نحو خمسون ألف مواطن في بلدة الخيام وجوارها, بالإضافة الى عمله اليومي في نزع الألغام من مختلف المناطق والقرى اللبنانية.
إن الصدى الذي رافق ويرافق عملية إعادة الأراضي المنظفة الى أصحابها في كل لبنان كان إيجابياً. فعملية البناء في المناطق المحررة في تزايد مستمر والبنى التحـتية قيد الإنجاز أو التجديد, كما يتم أيضاً إستثمار المزيد من الأراضي الزراعية المنظفة حديثاً من قبل المزارعين.
يسرنا اليوم أن نحتفل بتخريج الدفعة الثالثة من مروّضي كلاب كشف الألغام, والدفعة الثانية من الممرضين, والدفعة الأولى من فريق عمل كاسحة الألغام, التي سوف ينضمون الى رفاقهم للعمل في عمليات ضمان جودة النوعية في الجنوب وكل لبنان.
سعادة السفير, إن هدفنا الأساسي هو حماية المواطن في لبنان من خطر داهم يتهدده في كل لحظة وهو خطر الألغام, والذي تقوم حكومتكم مشكورة بالمساعدة على إنجاح هذا الهدف.
باسم حضرة العماد قائد الجيش نشكركم على تعاونكم الدائم والبناء, ونتطلع معاً الى مستقبل قريب حيث يكون بلدنا قد أزاح عن كاهله أوزار الحرب الثقيلة بفضل تضحيات وجهود الجيش اللبناني ومساعدة الأشقاء ودعم الأصدقاء في العالم أجمع”.
ثم سلّم السفير باتل والعميد الركن لحّود الستين متخرجاً شهاداتهم وهم من الدفعة الثالثة من مروضي الكلاب الكاشفة للألغام, والدفعة الثانية من الممرضين والدفعة الأولى من فريق عمل كاسحة الألغام ARMATRAC.
وقد أشرفت مؤسسـة “رونكو” الإستشـارية الأمـيركية المتخصصة على تنـفيذ برنامج الدعـم والمساعدة الإنسانية لنزع الألغام والذي تموله وزارة الخارجية الأميركية, إستـناداً الى إتفاقية مبرمة بين وزارة الخارجية الأميركية والحكـومة اللبنانية.
وبعـد توزيع الشهادات تفقد السفـير الأميـركي والعمـيد الركـن لحود والضباط المعدات والتجهيزات الخاصة بإزالة الألغام, وانتقل بعدها الجميع الى المقصف حيث حضـروا حفـل كوكتيل أقـيم للمنـاسبة شرب خلاله الجميع نخـب البلـدين والتعاون القائم بينـهما.