- En
- Fr
- عربي
أخبار جيشنا
أقيم في قاعة العماد نجيم في اليرزة, إحتفال تخريج ضباط دورة الأركان الخامسة عشرة في لبنان.
ترأس الإحتفال رئيس الأركان اللواء الركن فادي أبو شقرا ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان, وحضره سفيرا المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة, وفد من قيادة الجيش العربي السوري الشقيق, ممثلون عن المملكة العربية السعودية, وقطر, ممثل للمدير العام لقوى الأمن الداخلي, ممثل لرئيس الجامعة اللبنانية, الى عدد من ضباط قيادة الجيش وقائد كلية القيادة والأركان العميد الركن عباس نصرالله, وأساتذة الكلية وذوي المتخرجين.
استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني, ثم كلمة قائد الكلية العميد الركن عباس نصرالله, التي جاء فيها:
أرحب بكم أجمل ترحيب في يوم التخرج لدورة الأركان الخامسة عشرة بعد متابعتهم الدراسة لمدة سنة تقريباً في كلية القيادة الأركان, وقد تميزت هذه السنة بأمرين:
الأمر الأول, أن هذه الدورة بدأت في الثالث من أيلول 2001 أي قبل أسبوع من إعصار الحادي عشر من أيلول الذي نعيش تداعياته حتى اليوم, رغم أننا كنا وما زلنا أولى ضحايا الإرهاب وقد عانينا منه ما لم تعانه دولة أخرى. ورغم ذلك فإن إسرائيل رائدة الإرهاب في هذا العصر, تحاول الإستفادة مما جرى في 11 ايلول لتشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه والمقاوم للإحتلال. وقد ساءها أن يستطيع لبنان تحرير أرضه بالمقاومة, فلجأت الى الإرهاب بالتهديد لكل من سوريا ولبنان بهدف إستفرادهما ومحاصرتهما, بالإضافة الى تهديد دول عربية وإسلامية أخرى.
الأمر الثاني, وهو انعكاس للأمر الأول, فإن الضباط المتخرجين, وإحساساً منهم بدقة المرحلة وخطورة الموقف, قد أقبلوا على العمل بجدية ومسؤولية وبمعنويات عالية, مما أدى الى حصولهم على نتائج مشرفة في جميع المجالات خاصة التكتية والتقنية والتطبيقية.
إن أطماع إسرائيل مستمرة وأخطارها تطال الجميع في الوطن العربي. بالأمس كانت أطماعها من الفرات الى النيل ثم أصبح مجال تخطيطها الشرق الأوسط بأكمله, ولا نعلم ما ستكون عليه غداً.
إن لبنان بموقفه السياسي الصلب وبتنسيقه مع الأشقاء العرب وخاصة الشقيقة سوريا, وبصمود جيشه الى جانب الجيش العربي السوري ووقوفه الى جانب مقاومته الوطنية بالإضافة الى وحدة شعبه, سوف يستكمل تحرير كامل أرضه ونيل حقوقه وأولها عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم, وتحرير الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية, وتعويض لبنان عما لحقه من أضرار بسبب الإعتداءات الإسرائيلية الإرهابية طوال أكثر من ثلاثة عقود.
وأنتم تغادرون الكلية بعد أن تأهلتم لتسلّم مناصب قيادية, أقول لكم إن القيادة علم وفن؛ فأصول علم القيادة تنقله إليكم الكلية ولكن فن القيادة هو الأسلوب, هو الإبداع الشخصي الذي يجب أن يتحلى به كل قائد. فلا يتأخرنّ أحدكم في تأكيد موهبة الإبداع في قراراته.
تذكروا أن مجال العلم من السعة بحيث لا يمكن الإحاطة به في سنة دراسية وهو ليس محصوراً في المعاهد والكليات, وفي هذا المجال لا بد من القول بأنكـم قد أثبتم مقدرتكم وكفاءتكم الفكرية المتجسدة في معالجتكم للمواضيـع الإستراتيجية من خلال البحوث التي أنهيتم بها سنتكم الدراسية بدرجة عالية تضاهون فيها مستوى الجامعيين. إن الحياة العملية هي مجال تطبيق العلـوم النظرية, وإن التجربة في الحياة لا تقل شـأناً عن العلم الأكاديمي, وإن هدفنا في الكلية هو التفاعل بين العلم والتجربة.
أتمنى لكم التوفيق كما وأتمنى لكم النجاح, فأنتم تملكون مقوماته كما وتملكون كامل الإرادة لتحقيقه.
بعد توزيع الشهادات على الخرّيجين مع شهادات التقدير لمستحقيها, قدّم طليع الدورة المقدم الركن مروان شكر درع الدورة باسم دورة ضباط الأركان الخامسة عشرة الى قائد الكلية العميد الركن نصرالله الذي قدم بدوره درع الكلية الى طليع الدورة.
ثم ألقى ممثل قائد الجيش اللواء الركن فادي أبو شقرا الكلمة الآتي نصها:
أصحاب السعادة ممثلو الدول الشقيقة, السيدات والسادةالضباط المتخرجون
منذ سنة احتضنتكم كلية القيادة والأركان بين أرجائها, ضباطاً لبنانيين وأشقاء, تحدوكم الرغبة في التحصيل والمعرفة, والسعي الدؤوب لرفع شأن معارفكم العسكرية, ورفد جيوشكم بالقادة الكفوئين القادرين على اتخاذ القرار الأنسب في شتى الظروف.
منذ سنة وبحر علومكم لا ينضب, وجيوشكم بانتظاركم, تأتون إليها أبناء خلّصاً, يحملون في عقولهم سداد الرأي وحكمة القادة, وعلى أكتافهم حمل ثقيل.
أعرف أنها ربما كانت سنة مضنية, وأعرف أن معظمكم قد هاله في البدء حجم الدروس, وحجم النشاطات والأعباء, إلا أنكم اليوم لا شك تدركون أن القيادة ليست بالأمر البسيط, وأنكم الأقوى عندما تواجهون المعضلات التي قد تعترض مسيرة الجيوش, بمهماتها الدقيقة ومناوراتها الجريئة, وبتطويرها السريع المضطرد في مجالات التسليح والعمليات التكتية, والمناورات التي باتت مندمجة في العلوم الدقيقة والتكنولوجيا الحديثة...
إن قوة القادة تكمن في شعورهم بأنهم يمتلكون في مواجهة أي تطور عسكري, القدرة على استثماره لمصلحة جيوشهم, وقوتهم أيضاً في أنهم قادرون على مجابهة كل الإحتمالات, وعلى إمتلاكهم لمقومات إتخاذ القرار الشجاع الذي يقود الى النصر, فدعونا نسميها الكفاية أو الجدارة التي ينالها القليل من الرجال, الذين على أكتافهم تبنى الجيوش والأوطان وتصان الكرامة الوطنية.
أيها الأعزاء, صحيح أن مستوى التسليح والتجهيز يشكل مؤشراً مهماً الى قوة الجيش, إلا أن مؤشرات أخرى هي من الأهمية بمكان, بحيث أنها تعوّض أي نقص في التسليح والتجهـيز, عنيت بها التدريب والتحصيل والإيمان المطلق بالقضية. ولنا في تجربة جيشنا اللبناني أصدق مثال على ما أقول, فقد استطاع هذا الجيش الصغير, بإمكاناته المتواضعة وإيمانه بقضيته, وبعجلة التدريب التي لا تتوقـف داخله, أن يحقق النصر الى جانب شعبه وأن يقيم أمناً قلّما تشهده أكثر الدول تسليحاً وتجهيزاً. وهو إذ يولي الشأن التدريبي الأهمـية القصوى, في جميع مدارسه ومعاهده العسكرية, تحرص قيادته, في الوقت نفسه, على أن تؤمن للمتدربين أفضل الوسائل والإمكانات التدريبية, والقدرات التي تؤمن بـلوغ الهدف المنشـود.
من هنا كان حرصنا الشديد على أن تكون الدورة التي تابعتموها, كالدورات التي سبقت, والدورات التي سوف تأتي, مفصلاً هاماً في حياتكم العسكرية, باباً يفتح أمامكم على إشراقات مضيئة ومجالات البحث الدائم عن الحقيقة والمعرفة, فلا تترددوا في ولوجه بثقة وتصميم, فإن ما اكتسبتموه ولا شك سوف يجعل القيادة أكثر يسراً, وأكثر غنى وأكثر حكمة وتبصراً.
لقد سعت هذه الكلية, وبتوجيهات قيادة الجيش, الى أن تؤمّن لكم إطار المعرفة الصالح لتنطلقوا الى رحاب المسؤولية, وأنا متأكد من أن قيادتها ومدربيها قد وضعوا بين أيديكم كل ما يضمن إنطلاقتكم الواثقة, وينير رؤيتكم, ويذلل ما قد يعترضكم, متسلحين بالتحليل المنطقي والإقدام في اتخاذ التوصية الأنسب وتحضير القرار الصائب الذي يساعد رؤساءكم في قياداتهم ويساعدكم في قيادة وحداتكم ويضمن حسن تنفيذ المهام الموكلة إليها بما يخدم نجاح الجيش ومصلحة الوطن.
أيها الأعزاء, تضم دورتكم كوكبة من جيوش عربية شقيقة, تجمعنا بهم وحدة الإنتماء الى هذه الأمة العظيمة, ووحدة المصير المشترك ووحدة اللغة, وهم إذ يحلون بيننا, أخوة ورفاق سلاح, نؤكد على توفيرهم فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعارف, ومناسبة لتوحيد المفاهيم والمصطلحات بين جيوشنا, بما يسهّل توحيد أساليب القيادة, وأساليب صنع القرار, تماماً كما توحّد بينها اللغة الأم والحضارة الواحدة. ونحن إذ نتطلع الى مزيد من التعاون بين جيوشنا في مجال التدريب, لنا في علاقات التعاون والتنسيق مع أشقائنا في الجيش العربي السوري أفضل مثال لما يمكن أن تكون عليه علاقات الأخوّة والتعاون بين الجيوش العربية لمصلحة بلداننا ورفعة وتطور جيوشنا.
أيها الأعزاء, إن فرحكم وإعتزازكم وفخركم بتخرجكم اليوم بعد سنة كاملة من الجهد والعطاء, لا يوازي فرحة عيالكم بكم, وقد قصدنا مشاركة زوجاتكم لهذا الإحتفال فيضفين عليه مسحة من المحبة والمودة, فلهن مني كل الشكر على التضحية التي بذلنها خلال عام كامل, فأمنّ لأزواجهن الأجواء الهادئة والمريحة للتحصيل, وحملن مسؤولية عائلاتهن ليتفرغ رب العائلة لعمله وكتبه وأوراقه. فلكنّ أيتها السيدات كل التقدير والشكر وأهلاً بكن بيننا, وهنيئاً لأزواجكن شهاداتهم التي حصّلوها بالجهد والتعب.
أيها الأعزاء, باسم العماد سليمان قائد الجيش أشكر ممثلي الدول الشقيقة, وممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي على حضورهم ومشاركتهم لنا هذا الحفل, كما أشكر قيادة كلية القيادة والأركان على ما أمّنته لكم من إحتضان ورعاية ومتابعة, وأتمنى لكم التوفيق والتقدم في ما سيوكل إليكم من مسؤوليات, وأدعوكم الى أن تضعوا ما اكتسبتموه من معارف في خدمة جيوشكم, فتكبر بكم, وتعتز بكم أوطانكم.
عاش الجيش عاش لبنان