قضايا انسانية

تدعيم نزع السلاح في نشرة من مـــــعهد الأمم المتحدة للبحوث

صدرت عن معهد الأمم المتحدة للبحوث نشرة حول تدعيم عملية نزع السلاح خلال الفصل الأول من العام الحالي. تتضمن النشرة تعليقاً خاصاً لأمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان، الى مقالات لخبراء حول مواضيع عدة منها: منع انتشار الأسلحة النووية، دور الأمم المتحدة في عملية نزع السلاح، الحرب على الإرهاب، زيادة وعي الشباب لموضوع الأمن والعلاقة بين الأمن وحقوق الإنسان. في تعليقه ذكّرالسيد كوفي أنان بالوضع الخطير الذي بلغه العالم في القرن الحادي والعشرين، حيث أن معظم الدول العظمى تمتلك سلاحاً نووياً أو أسلحة فتّاكة... وقد بلغت ميزانية التسلح في العالم هذا العام مبلغ ألف مليار دولار أميركي.

وفي المقابل يسعى مليارات الأشخاص لكسب لقمة عيشهم في ظروف صعبة. وحدد الأمين العام أهدافاً عدة يجب بلوغها للتوصل الى الأمن الدولي، ومن بينها: تحقيق تقدم ملموس في مجال حظر تطوير أي سلاح نووي، التوصل الى إجماع دولي حول الإتفاقيات التي تمنع تطوير وإنتشار أسلحة الدمار الشامل، التأكد من حسن تطبيق وسائل السيطرة على إنتشار هذه الأسلحة، وتخفيض الميزانيات العسكرية في العالم.

 

 منع انتشار الأسلحة النووية

 وتحت عنوان "نظام منع إنتشار الأسلحة النووية ­ عودة الى المستقبل" كتب جون سميسون:

 إن الوضع الدولي المتقلب فتح المجال لبروز الأخطاء التي تشوب الإتفاقيات الحالية لحظر إنتشار الأسلحة النووية، فالولايات المتحدة الأميركية لم تلعب الدور الفعّال في تقريب وجحهات النظر بين الدول، هذا بالإضافة الى أن النظم القانونية الخاصة بكل بلد، لا بدّ لها أن تتبدل لتلحظ تطبيق كافة مقررات الإتفاقيات التي تحد من إنتشار الأسلحة النووية، لأن هذه النظم هي العمود الفقري لسياسات حظر إنتشار الأسلحة النووية في العالم. إن مجلس الأمن عليه أن يعالج مشكلة الأخطاء في اتفاقيات حظر إنتشار الأسلحة النووية، ليس فقط كمشكلة حظر إنتشار، إنما كحالة تسوية نزاعات أيضاً، لأن الحل الوحيد للسيطرة على إنتشار الأسلحة النووية هو من خلال حلّ هذه الخلافات التي هي سبب سياسات التسلّح في كل دولة. أما الحل الأنسب لمعالجة هذه المشكلة وتدعيم المبادرات الهادفة للحد من إنتشار الأسلحة النووية فهو في تطبيق الوعود والتفكير بجدية لإيجاد حل مناسب للخروج من المأزق قبل البدء بتنفيذ أي آلية للحد من إنتشار السلاح النووي في الدول، وقد ينبغي مراجعة التجارب الماضية لاستخلاص العبر ومواجهة المشاكل بشكل أفضل.

 

 الأمم المتحدة ونزع السلاح

باتريسيا لويس ورامش ثاكور تناولا موضوع السيطرة على التسلح، نزع السلاح والأمم المتحدة. وجاء في المقال:

 تلعب الأمم المتحدة في مجال السيطرة على التسلح ثلاثة أدوار مترابطة ومختلفة في الوقت عينه تتعلق بـ:

● إيجاد أفكار لتحديد سياسات وأطر جديدة، وتزويد المجتمع الدولي بكل المعلومات الصادرة عن الدول كافة.

● مناقشـة المواقف الدولية المشتركة، والسياسات والإتفاقيات الدولية.

● المساهمة في سن القوانين الدولية، والدعوة لاحترامها.

 أما الحل الأنسب للخروج من معضلة السيطرة على التسلح وفرض نزع السلاح، فهو حثّ الولايات المتحدة على إحترام الإتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، وحث الدول العظمى على التخلي عن سلاحها النووي، لأنه طالما تمتلكه هي، فستسعى الدول الأخرى لاقتنائه أيضاً بغية تحقيق توازن القوى في العالم. شانتال دي يونغ أودرات كتبت تحت عنوان "الأمم المتحدة والحرب على الإرهاب":

 إن الأمم المتحدة تدافع عن الحقوق والقوانين التي يحاول الإرهاب أن يتلاعب بها لمصلحته. مهمة الأمم المتحدة وحربها على الإرهاب لضمان حقوق البلدان التابعة لها، أفضىا بها الى فرض عقوبات على بعض الدول، وذلك لتغيير وجهة نظرها وموقفها حيال الإرهاب. كما تسعى لتطبيق كل القوانين واحترام حقوق جمـيع الدول، لا سيـما حقـها المشـروع بالدفاع عن نفسها، ولكنها في الوقت نفسه تدرك أن هذا الحق له حدود. على صعيد آخر، تدرك الأمم المتحدة أن المال الذي يموّل الإرهاب لا يأتي بالضرورة من أموال غير شرعية، لذلك فهي تسعى الى الاستثمار في برامج إجتماعية وإنمائية من شأنها أن تخفف من نسبة العنف في الدول وتساعد في الحرب على الإرهاب. وترى أخيراً الأمم المتحدة أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة اللجوء الى القوة في حل الخلافات، لأن ذلك من شأنه أن يضعف ميزان القوى في العالم ويؤدي الى إضطرابات عديدة.

 

 برتران رامشران كتب حول حقوق الإنسان والأمن الإنساني:

 إن حقوق الإنسان والحريات الأساسية يجب أن تحترم وتحفظ وتصان كي يتمكن الإنسان من العيش بأمان ومن الاستفادة من جميع إمكاناته والعيش بكرامة وحرية. إن هذا الواجب هو في صلب مهام وخطط الأمم المتحدة كي ينعم العالم بالتطوّر الاقتصادي والاجتماعي والسلام الحقيقي، وإن فرصة دوامه قليلة إن لم يكن مرفقاً بعمليات وخطط لتدعيمه ولحماية حقوق الإنسان. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اللجوء الى المؤسسات الناشطة في هذا الميدان على الصعيد الوطني، والطلب منها ضمان حقوق الإنسان والدفاع عنها بصورة دائمة. ميغال مارين ­ بوش كتب حول التوعية في مجال نزع السلاح، وأمل أن ينتشر الوعي في صفوف الشباب، حول خطر أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية وحول الحاجة الى مواصلة الجهود في سبيل تحقيق عملية نزع السلاح كاملة وتفعيل ثقافة السلام. وهو عرض دراسة قام بها خبراء من الأمم المتحدة حول التوعية في مجال نزع الألغام.