- En
- Fr
- عربي
تكبير الشرق الأوسط
رغم أن مبادرة "الشرق الاوسط الكبير" التي قدمها الرئيس بوش إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني تضمنت الشرق الأوسط، فإن المولج بالترويج لهذه المبادرة هو مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وفي الجغرافيا السياسية أن الشرق الاوسط هو إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى والباكستان، أما الأدنى فهو الدول العربية وتركيا. ومن التسميات والمشروع نرى أن الشرق الأوسط يكبر ليضم الشرق الاوسط والشرق الأدنى وشمال أفريقيا وهي منطقة غالبيتها إسلامية وعربية. جوهر المبادرة هو الإصلاحات السياسية، ونشر الديموقراطية، وحرية المرأة، وأنظمة التعليم... أهداف جميلة تستحق المتابعة وتقديم التضحيات. لكن، ماذا عن النزاعات ماذا عن الفقر، ماذا عن التنمية؟ لقد أغفلت مبادرة "الشرق الأوسط الكبير" هذه الأمور، فهي تريد الحريات ولا تسعى إلى إزالة الاحتلال، أي تحرير الأرض والشعب الواقعين تحت الاحتلال. إنها تريد الحرية داخل السجن حتى يقول المعتقل انه ضيف وليس سجيناً! كما انه لا مكان فيها لتوزيع الثروات من أجل إزالة الفقر، بل هناك مكان لعين ولعيون على ثروات النفط. أما ما تبقى من أهداف حول التعليم وحقوق المرأة والحريات... فهي مواد مطروحة من أجل إثارة الفوضى في المنطقة، ومن أجل تحريك التنازعات الداخلية والخلافات الثقافية حتى يصبح "الشرق الاوسط الكبير" ساحة فوضى ومشاكل وقلاقل وفتن بين الشعوب، لا بل وبين أبناء الشعب الواحد، فيما الثروات الطبيعية محروسة بعناية. فالمشروع إذاً تكبير الشرق الاوسط... وتكبير نزاعاته.