- En
- Fr
- عربي
مناورات وتمارين
إنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش اللّبناني بتمرين «الأسد المتأهب» في الأردن. هذه السنة، جرى التمرين بين 25 أيار و8 حزيران وشاركت فيه عدّة دول (الولايات المتحدة الأميركية، الأردن، تشيكيا، بروناي، باكستان، فرنسا، السعوديّة، إيطاليا، كندا، الإمارات العربية، تركيا، كازاخستان، الكويت...).
فريق الجيش اللبناني ضمّ 60 عسكريًا وكان بأمرة المقدّم جوزيف البيطار. ولمعرفة المزيد عن مجريات التمرين وأصدائه، كان لـ«الجيش» لقاء مع الملازم أول جوني الحاج من فوج التدخل الثاني.
التحضيرات
يقول الملازم أول الحاج: «تضمّن فريقنا فصيلة من 30 عنصرًا من فوج التدخل الثاني بأمرتي، وأمرة الملازم أول عدنان الشحيمي، و15 عسكريًا من الفوج المجوقل بأمرة الملازم أول ناصيف أبي حنا، و15 آخرين من فوج المغاوير بأمرة الملازم أول جوزيف مخول.
أجرينا جميعنا التحضيرات اللازمة لمدة 3 أسابيع (أسبوعان كلٌّ في وحدته، وأسبوع في مدرسة القوات الخاصة) قبل الإنطلاق إلى الأردن. وقد توزّعنا خلال التدريبات، بحسب الاختصاصات، إلى فرق عمل تشابه في تنظيمها تركيبة القوات الخاصة الأميركية، لأن فريقًا من هذه القوات رافقنا في التمارين في لبنان والأردن. تألفت كلّ فرقة من 8 عناصر هم: آمر حضيرة، قناص، مسعف ميداني، خبير متفجرات، عنصر اتصالات، معلم هبوط وعنصرا رمي بالبندقية».
في الأردن
في الأردن، كان الجيش اللّبناني في كتيبة «سيدر» (Special Operation Task Force Cedar) التي ضمت: فصائل مغاوير (الصاعقة)، إستطلاع ومكافحة إرهاب أردنية، مغاوير بحر فرنسيّة (Commando Jaubert)، وقوات استطلاع خاصة إيطالية (Special Reconnaissance). إمتدّت التدريبات على نحو أسبوعين، الأول منها مخصص للشق النظري وقد تضمّن دروس إسناد جوي قريب، إسعافات أولية وإخلاء، قتال مجموعات صغرى، مداهمات، هبوط بالحبل السريع، رمايات بالأسلحة الخفيفة والإجمالية، بالإضافة إلى عمليات مجوقلة باستعمال طوافتي «Black Hauk VH – 60» و«Osprey CV – 22».
أمّا خلال الأسبوع الثاني، فقد أجريت التمارين العمليّة والتي تضمّنت مهمّات بحث وإنقاذ «Combat Search & Rescue»، توقيف/ قتل هدف ذو قيمة عالية «High Value Target» بواسطة الـVH-60، إضافةً إلى اعتراض سيارة بداخلها هدف ذو قيمة عالية بواسطة CV-22 وبمؤازرة الطوافة الهجومية «Little Bird».
أعقب الدروس والتمارين، تقييم يومي يشمل الأداء بشكل عام والأخطاء المقترفة والتكتيك المتبع وفعالية المهمة والتوقيت. وبحسب الملازم أول الحاج، كان فريق الجيش اللّبناني بين الفرق التي احتلّت الصدارة وبرهن عن خبرة عالية وقدرة كبيرة على التأقلم مع ظروف مناخية جديدة وصعبة (صحراء زرقا – الأردن)، بالإضافة إلى التعامل مع وسائل ومعدات حديثة غير متوافرة في قطع الجيش في لبنان.
كما أظهر العسكريون قدرة عالية على العمل ضمن فريق متعدد الجنسيات، على الرغم من الاختلاف في المناورة لدى الفرق من حيث التكتيك والتقنيات وطرق التنفيذ.
...تعلّمنا واكتسبنا
كان لهذا التمرين فوائد عديدة على الصعيدين القيادي والتنفيذي، أضاف الملازم أول الحاج، فعلى صعيد الإمرة (القيادة)، تعلّمنا الطريقة التي تجمع الأساليب المتنوعة للتخطيط والعمل في أسلوب موحد يسمح لكلّ دولة بإيصال فكرة المناورة إلى باقي وحدات كتيبة «سيدر» وبالتالي، تستطيع تنفيذ المهمة الخاصة بها.
أمّا على صعيد الرتباء والأفراد، فقد اكتسبوا ثقة أكبر بالنفس من جراء دفعهم إلى مستوى أعلى وإشراكهم في الشرح (في الدروس النظرية) والتخطيط (في أثناء التدريبات)، ممّا زاد من معرفتهم وإلمامهم بالمهمة وحثّهم على القيام بواجباتهم بشكل أفضل.
نتيجةً لذلك، حقّق العسكريون في تمرين الأسد المتأهب نتيجة ممتازة في المهمات الأولى زادتهم ثقة بمعلوماتهم العسكرية التي كانوا قد اكتسبوها خلال تدريباتهم في لبنان، ودفعتهم إلى إثبات قدراتهم العسكرية مقارنةً بباقي الدول المشاركة.