ملف العدد

ثانوية رياق الرسمية
إعداد: روجينا خليل الشختورة

الحرية والعيش المشترك والعلم

الحرية والعيش المشترك كانا أبرز ما ركّز عليه طلاب ثانوية رياق الرسمية الذين حاورناهم حول الاستقلال، وأعربوا عن آرائهم بوعي وحكمة.

 

تحرير الفكر
عن مفهوم الاستقلال ومعنى هذه الذكرى، يقول حسين ياغي (علوم عامة): إنّ الاستقلال هو التحرر من جميع الضغوطات الخارجية، وأن يكون لنا الحرية في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتنا، وأن نتمتع بالسيادة على كل أراضينا.
وتضيف ديانا طالب (اجتماع واقتصاد) أنّ الاستقلال ليس فقط بتحرير الأراضي من سلطة دولة معينة، بل هو تحرير الدولة والفكر من نير الاستعمار والسيطرة الخارجية، ففكرة الاستقلال لا تتمثل إلا عبر تحرير الفكر اللبناني من سيطرة أي طرف خارجي.
أما نغم علي منذر (إنسانيات)، زينب رعد (ثاني علوم)، فاطمة الآتات وجنان مشيك (أول ثانوي)، فيجمعن على أنّ الاستقلال هو ذكرى تحرير لبنان من الانتداب الفرنسي واستعادة كرامته وهو ذكرى فخر واعتزاز للوطن، بينما يضيف عباس الحاج يوسف (علوم الحياة)، أنّ لبنان أصبح بعد ذلك بلدًا يقوم على حدود معترف بها جغرافيًا...

 

ثمن الاستقلال
دفع أجدادنا دماءً وشهداء ثمنًا للاستقلال، وبحسب الياس عبيد (اجتماع واقتصاد)، يجب أن نحارب العدو معتمدين أسلوبه العلمي المتطور وأن نثابر ونتقدم ونحيي اقتصادنا كي نحافظ على هذا الإرث الثمين ونستطيع المواجهة، وهذا ما يتمّ بالتقدم والعلم والعقل وليس بالسلاح والقتال، وعقّبت مريانا لبكي (أول ثانوي): وليس بالطائفية أو الفئوية.
ويتفق الجميع تقريبًا، عباس، نغم، فاطمة، جنان، ندين وحسين حيدر أحمد (أول ثانوي)، على التمثّل بأجدادنا الرجال الصالحين محرري لبنان من الانتداب، والدفاع عن وطننا وبذل الغالي من أجله حتى ولو كان على حساب أرواحنا.

 

غدًا...
أما بالنسبة إلى صورة لبنان التي يريدون المساهمة في رسمها في الغد، فهي صورة لبنان ملتقى الحريات والثقافات، يتعايش فيه أبناؤه بكلّ طوائفهم وعلى اختلاف آرائهم في ظلّ الدولة الواحدة المستقلة من دون أي تدخلات خارجية. هذا ما تجمع عليه غالبية الطلاب، غير أنّ زينب أضافت إلى ما سبق أنّها تريد بلدًا تكون الوظائف والفرص فيه موزعة بحسب الكفاءات وليس بحسب المحسوبيات، وأن يكون بلدًا نظيفًا غير ملوث بيئيًا... أما مريانا فتريده بلدًا منفتحًا على الخارج، متطورًا فكريًا ليصبح منافسًا للدول في اكتشافاته العلمية...

 

الجيش بالدرجة الأولى
وعن سؤال: من برأيكم يحمي الاستقلال اليوم، وكيف؟ أجاب حسين ياغي أنّ استقلال لبنان يحفظه الجيش بالدرجة الأولى، والمقاومة بالدرجة الثانية وذلك من خلال الدفاع عن جميع الأراضي اللبنانية ورد العدوان الخارجي... كما أنّ الشعب يؤدي دورًا مهمًا في الاستقلال الثقافي عبر وعيه وانفتاحه على الخارج.
أما برأي الياس عبيد، فالجيش يعمل على حماية لبنان ولكن ما من أحدٍ يحميه، وهذا أمر غير مقبول، فيجب على الدولة أن تؤمن كرامة الجيش وأن تعزز صلاحياته وتفعل قدراته العسكرية وتجهيزاته.

 

«خلي قلبك عالهوية»
بالنسبة الى معنى الهوية اللبنانية، يقول الياس نفسه غاضبًا: يحمل بعض أطفالنا السلاح والإعلام يصنع منهم أبطالًا، بدلًا من أن يسلط الضوء على أصحاب الكفاءات ويفضح الأفعال الإجرامية، فهل في ذلك ما يدعوني إلى الافتخار بهويتي؟
الطلاب الباقون لم يوافقوا بغالبيتهم على كلام رفيقهم واعتبروا أنّ الهوية اللبنانية هي رمز عزّ وافتخار. وتقول ديانا، إنّ لبنان هو بلد الحريات والثقافات المتعددة، ومهما حصل من خلافات وتناقضات على الساحة الوطنية تبقى الأيادي اللبنانية المخلصة متكاتفة للوصول إلى هدفها والجو العام المسيطر هو جو العيش المشترك...
وفي المحور الأخير للنقاش تقول لارا حسن (أول ثانوي)، للأسف، الواقع الذي نعيشه في لبنان بعيد جدًا عن الواقع الذي نتمناه في ظل النزاعات والخلافات الطائفية والتدخلات الخارجية ولشدة حزني أعجز عن التعبير ولا أعرف ماذا يمكن أن أقول عن بلدي.
وتضيف زينب، لبنان جميل جدًا، ورائع بكلّ خصائصه لكنّ أهله يسمحون لأياد غريبة بالتسلل إليه وتشويه صورة العيش المشترك فيه.
لكنّ مريانا تتغنى ببلدها لبنان وبطبيعته ومناخه وهي تدعو كلّ الأجانب لزيارته والاستثمار فيه.
بينما تتحدّث جنان وفاطمة عن مسيرة بلدهما الاستقلالية التاريخية، وتتفق ندين مع حسين على أنّ لبنان «جنة مقدسة» على الرغم من كلّ شيء.