أخبار ثقافية

جائزة جان سالمه للدكتور أنيس مسلّم «القلم الحرّ، الريشة البارعة، والأسلوب الأنيق»

مَنَح الأديب جان سالمه جائزته السنوية لهذا العام للأديب والصحافي الدكتور أنيس مسلّم وذلك في احتفال أقيم في نقابة الصحافة بحضور فاعليات سياسية ونقابية وثقافية وأدبية وإعلامية. وقد مثّل قائد الجيش في الاحتفال العقيد أنطوان بشعلاني.
بعد النشيد الوطني اللبناني إفتتاحاً، تلت عريفة الاحتفال الإعلامية جان دارك أبي ياغي برقية تهنئة موجّهة من فخامة رئيس الجمهوية العماد ميشال سليمان الى القيّمين على جائزة جان سالمه منوّهاً فيها بمزايا المكرّم الأدبية وقد جاء فيها: «اليوم، إذ تقيمون مهرجاناً للأديب الكبير الدكتور أنيس مسلّم، يسعدني أن أنضم اليكم، متقدماً منكم جميعاً على وجه العموم، ومن المحتفى به على وجه الخصوص بأطيب التهاني. في الرسالة التي اختارها أديبنا لنفسه تطلّع للآفاق العالية، فكانت الكلمة طموح حصاده الذي غداً وفيراً، حتى أصبحت الأجيال في أبعاده ومضات كتب، سعيُها دائم للتجذر في الأصالة والقيم.
للمحتفى به كل المحبة، بها تزهر كلماته تحديات آتية بمهابة الخبرة والعطاء. وللقيّمين على جائزة جان سالمه الثناء لمواصلة العطاء في خدمة القدوة التي وحدها مرادف دعوة لبنان.
فَلتبقَوا، جميعاً، رسل مغامرة الإبداع. بكم يكبر العطاء الوطني في التضامن والتلاقي على الخير».
ثم ألقت الزميلة جان دارك أبي ياغي كلمة الإفتتاح ومما جاء فيها: «قلمٌ حرّ، ريشةٌ بارعة، وأسلوب أنيق. هذا هو باختصار الدكتور أنيس مسلّم. أنجبته زحلة، عروس البقاع، كما سعيد عقل، والمعالفة وعشرات المبدعين. الدكتور أنيس مسلّم، الذي كان باحثاً في الصحافة، أصبح كاتب قصة، وكاتب مقالة من الطراز الرفيع والمحبوب جداً...».
بعد ذلك، رحّب نقيب الصحافة محمد البعلبكي بأهل الثقافة والأدب والعلم والإعلام ومما قاله:
«عرفت الدكتور أنيس مسلّم عميداً للإعلام في الجامعة اللبنانية، نَذَر نفسه لتنشئة الجيل الجديد في مجال الإعلام على أحدث ما توصّل إليه هذا الفن العظيم في العالم كله. ولقد سمعنا منذ قليل الإعلامية جان دارك أبي ياغي التي قدّمت لنا أنموذجاً حيّاً عمّن تخرّج على أيدي الدكتور أنيس مسلّم في كلية الاعلام، من زملائنا الإعلاميين الجدد الذين يشغلون اليوم مواقع بالغة الأهمية لا في وسائل الإعلام اللبنانية فحسب بل في وسائل الإعلام العربية في جميع أنحاء العالم العربي وأصقاعه. هذا فضلٌ يجب أن يعرفه كل لبناني ويقدّره كل التقدير، والفضلُ يعرفه ذووه وجان سالمه صاحب الفضل في تكريم مَن يستحق كل تكريم، في تكريم الدكتور أنيس مسلّم...».
المطران جورج اسكندر اعتبر أن هناك من الناس من بإمكانك أن تصفهم بسهولة وبقليل من كلام، لان إمكاناتهم وصفاتهم محدودة وظاهرة. وهناك غيرهم من يصعب الكلام عليهم لأنهم يتمتعون بقدرات ومواهب كثيرة، تبدو لأول وهلة متناقصة، لكنك بقدر ما تقاربهم وتتعرّف عليهم، تفهم دوافعهم وما ينطوون عليه من غنى في الشخصية ومن قدرة على توحيدها ووضعها في خدمة ما يريدون.
من جهته قال الدكتور عصام حداد: «... أي ثراء مترع بالثقافات نسجته من روحك الشاعرة، ومهرته بمنجمك السخي حفياً بالإبداع حالياً بالذوق ومهابة الفن، وقفت به على المناهل مشرّعاً روحك وقلبك وأصغريك، علّ الذي يبكّر لنهل الطيوب، يفيء إليك ليمتلئ منك. فإذا أنت بين القلم والمنبر والكتاب في استغراق المتوحّدين وكهانة المبدعين».
وتحدث الأديب جان كميد عن أقاصيص أنيس مسلم فقال: منذ عشر سنوات بالضبط وأنا أليف أقاصيص أنيس مسلّم، أي منذ أن سكب «هواجسه» في قالب قصصي فرأيتُ فيها هواجسي، وربما هواجس كل انسان غيري، وأدركتُ كيف تكون التجارب والإنطباعات الفردية معبّرة عن حقائق إنسانية عامة يشعر بها من لا يملكون قلم أنيس مسلم لتصوير ما يمرّ بهم... فكأنهم بايعوه ليكون لسانهم الناطق بمكنوناتهم، المتقمّص ذواتهم، الغائص في أعماق نفوسهم».
وقال أمين زيدان: يقرّ علم النفس بعجز، حتى المتفوّقين، عن حصر انتباه، ولو عند أقدام الجوكوندة، أو لدى الاصغاء لشوبان يُبعث حيّاً ويستنفد كامل الدهشة والنشوة، لأطول من دقائق ثلاثين، أو أزود بقليل. وللمنتدين الكرام، العشية، تأثير الجوكوندة وشوبان. فما العمل وقد شاءت العناية أن تقارب حتى بين اسمينا، يا مجسّد الأنس، ولو عند أسفل بطاقة دعوة، يباعد بينهما مباعدة قلب بين رئتين، قلب فيه نبض من قلب من أنعم عليه بأخذ مريم الى خاصّته، يوحنّا الحبيب.
وكان لجان سالمه كلمة وفاء تحدّث فيها عن المكرّمين السابقين فقال: «ويقفز إلى الذاكرة الدكتور فوزي عطوي الأديب والشاعر ورجل القانون، صاحب المقولة النبيلة التي تصحّ فينا وهي: «إن في قلب كل مسيحي مسلماً وفي قلب كل مسلم مسيحياً...» ولن أنسى نصائح الدكتور نقولا زيادة المؤرخ الظريف الذي عمّر حتى التاسعة والتسعين... ويهزّني أخيراً صوت الخطيب المفوّه الأستاذ فوزي عابد الذي تولى تقديم حفلاتنا عدة مرات وطيّبها بنكهة نبراته».
وشكر المكرّم الأدباء الذين كرّموه بهذه الكلمة: «في هذا العـشيّ، تجاوزوا الحـدود، فذكّرني طفحُ ودّهم بطرفة من نوادر بولس سلامة يشير فيها إلى أن العديد من الأسماء والنعوت تفضح، غالباً أصحابها. قال أجزل الله ثوابه: يسمون وسيماً من كان دميماً، وسليماً من تلاقت عليه العاهات، ونبيهاً أدناهم إلى الغفلة، وهيفاء من كانت في حجم ناقة، ولبيبة اعرفهن في الحماقة. وفي ظني ان معظمنا يتعرّض، في مواسم التكريم، لمثل هذا الغمز اذ يفقد المكرّمون، لفرط مصافاتهم في المحفل، كل المعايير وتلتبس عليهم الأحجام».
وفي الختام تسلّم مسلّم درعاً تقديرية كُتب عليها: عربون تقدير للدكتور أنيس مسلّم لإنجازاته الفكرية الرائدة.