معارض

جلسة حوارية ومعرض استعاديّ في ثَمانين وجيه نحله
إعداد: جان دارك أبي ياغي

تحت عنوان هوية الوطن تتواصل قي آثار مبدعيه، دعا «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأميركية إلى معرض استعادي كبير يختصر 60 سنة من النتاج الجمالي للفنان وجيه نحله، وذلك في قصر الأونيسكو. سبق الإفتتاح جلسة حوارية خرج فيها مدير المركز الشاعر هنري زغيب عن القاعدة المتبعة حتّى الآن في محاضرات المركز وندواته، وذلك بتحويل الجلسة إلى حوار يكسر رتابة قراءة المنتدين والمحاضرين نصوصهم تباعًا على المنبر.
 حضرالإحتفال المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ممثلًا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الدكتور فرج كرباج ممثلًا الرئيس أمين الجميل، النائب تمام سلام، الوزير السابق ابراهيم نجار، العقيد المهندس وسام صافي ممثلًا قائد الجيش العماد قهوجي، والمقدّم عماد الجمل ممثلًا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وعدد كبير من الدبلوماسيّين والأكاديميّين والثقافيّين والفنيّين.
شارك في الحوار رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا والباحثون جوزف أبو رزق، الدكتورة إلهام كلاب البساط والدكتورة زينات بيطار.
خلال الحوار أعرب الرئيس جبرا عن إعجابه بفنّ وجيه نحله «الذي شارف العالمية وبشخصيته المتواضعة، وبالإبتكارات التي يقرأها في لوحاته مواضيع وألوانًا وتشكيليات متنوّعة ومختلفة». وطرح على نحله بعض أسئلة استفهامية واستدراكية أجاب عنها الفنان بخلاصة خبرته في هذا الشأن.
البروفسور جوزف أبو رزق تحدّث عن الأصالة في فنّ وجيه نحله، وعن «أسلوبه الخاص الذي تفرّد بطريقة جديدة خصوصًا في حركة الحروفية والتلوين». وردًا على سؤال أجاب أنّ «الكلام قد يسيءُ إلى الفنان والمتلقّي معًا لأنه يوجّه المتذوّق سلفًا إلى نواح محددة، وتاليًا لا يمكن الكلام في الفنان أن يوصل دائمًا إلى إقناع المتلقّي».
الدكتورة إلهام كلاب البساط تحدّثت عبر أجوبتها عن ثلاثية الخط واللون والتحوّل في أعمال وجيه نحله. فـ«الخطّ لديه يمتدُّ إلى أفق لانهائيّ وهنا فرادته بأنه قارب الزخرفة وتخلّص من مادية الخط. أمّا اللون فصانع الشكل وليس لونًا للشكل، من هنا يتوالد عنده اللون الواحد في مراقصة ألوان تحوّل اللون إلى ضوء... أما التحوّل ففي توافق اللوحة مع طبيعة الفنان المتفجّرة حتّى يحدث أن تحرّك اللوحة جسده وليس العكس».
أما الدكتورة زينات بيطار فتحدّثت في أجوبتها عن «ظاهرةٍ جدلية لدى نحله في الخطّ والتشكيل، بين المقدّس والاحتفاليّ، بين القواعد والتمرُّد عليها. وهو انحاز إلى الشرق بتأثير من مصطفى فروخ فعرف كيف يؤالف بين الحرية والأرابيسك، بين اللون والضوء، وخصوصًا في المنمنمات الإسلامية، وقد انطلق بها جميعها إلى الجداريات والسجّاد والمنحوتات». وخلصت إلى أن «نحله أوجد جيولوجيا جديدة في فنّ الحرف، بإبرازه وتحفيز اللون لديه في حركة نورانية تشكيلية حتّى أنّه أزال الحواجز بين الحرفة والفن بالغًا صيغًا جمالية حرة».
تخلل الإحتفال عرض أفلام قصيرة عن أعمال وجيه نحله جمعت مناظر طبيعية وحروفيات وإسلاميات وأحصنة ومائيات ونورانيات وراقصات وجداريات وزجاجيات ومنحوتات وزُخرفيات مختلفة كان الفنان يشرحها خلال مرورها على الشاشة.
بعد ذلك، إنتقل الحضور إلى الصالتَين الجانبيتين اللتين جمعَتا مجموعة كبيرة من أعمال وجيه نحله وفيها: 100 لوحة مختلفة الأحجام من أقدمها حتى اليوم، منحوتات وأنصاب متوسطة وعملاقة، جداريَّات كبيرة موجودة في مطارات وقصور من العالم العربيّ، جداريَّة عملاقة من 200 متر مربع، لوحات كبيرة تحوَّلت إلى منسوجات في مدينة أُوبيسّون، تصاميم هندسيَّة موسَّعة لِمدن مستقبليّة، تصاميم لديكور بعض أَعمال فرقة كركلاَّ، لوحات حروفيَّة إسلاميَّة لآيات قرآنيَّة، لوحات مائيَّة ملوّنة، وأخرى بالحبر الصينيّ، لوحات وجوه (بورتريه) لأَعلام بارزين من لبنان، أَعمال انطباعية مختلفة (مشاهد ومناظر) من مراحله المتتالية طيلة مسيرته الفنيَّة، تراثيّات فينيقيَّة وبيزنطيَّة وحروفيَّة عربيَّة بالحَفْر النافر، ومن أَرشيف الفنان في نصف قرن: جوائز، أَوسمة، شهادات، مقالات، مقتطفات من الصحافة اللبنانيَّة والعربيَّة والأجنبيَّة العالَميَّة...