كلمتي

جيش الوطن
إعداد: العميد الركن صالح حاج سليمان
مدير التوجيه

تشهد الأوساط الكلامية أحياناً، في المقابلات الإعلامية الفضفاضة أو في المكتوبات الصحافية المتفرقة، تفسيرات وتحليلات وتوقّعات حول ما يجري وما يمكن أن يجري في البلاد، وحول الأداء الحاصل والأداء المفترض للجيش، مع محاولات تلقائية من البعض هنا والبعض هناك لشدّ الحبال، كلّ في اتجاهه، من دون أن يلغي ذلك، أو يؤثر، في الآراء الموضوعية التي تضبط الشدّ المذكور، ولا تدع للمخيلة مكاناً في شؤون الصراع وشجون التشنج، وصفحات مقاربة الألوان، والخلط العشوائي في ما بينها.
لقد واجه الجيش استحقاقات مختلفة، صعبت حيناً ولانت حيناً آخر، وخرج من مواجهتها ناجحاً مظفّراً، وخرجت معه الوحدة الوطنية معافاةً سليمة. وليس في تشنجات الوضع الداخلي ما تتم مراعاته ومداراته أكثر من الوحدة، وليس هناك ما يتم الحرص عليه أكثر من الأمن والاستقرار. وأبناء مؤسستنا العسكرية، بجميع رتبهم ومواقعهم، يعرفون ذلك، ويصمدون في تطبيق أحكامه والتزام معانيه، تماماً كما يقفون بكلّ ثقة وثبات أمام آلياتهم في الشوارع والأحياء.
صحيح أنّ الجيش غير منحاز الى فريق من فرقاء السياسة، إنما هو غير محايد في قضايا الوطن على الإطلاق. إنّه معني بكل شيء، ومسؤول ودائم السهر، يحمي الدستور ويضمن الممارسة المسؤولة للحرية، ويحفظ الأمن والاستقرار، وقبل هذا وذاك يدافع عن الكرامة الوطنية وعن كل ذرّة من تراب الوطن، ويقف مارداً بطلاً مغامراً في مواجهة الاستحقاقات والتصدي للأعداء، إنطلاقاً من العدو الإسرائيلي بكل أطماعه ومناوراته، مروراً الى الإرهاب بكل تبعاته وأشكاله، مع الحرص في كل حال من الأحوال على إبقاء أمن الوطن والمواطن خطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه ولا يبرر التهاون في معالجته.
ويستمر الجيش في إبقاء الوحدة الوطنية في رأس اهتماماته، وهو في ذلك لا يفرّق بين أن يكون رمزاً لتلك الوحدة بحيث يتمثّل به الآخرون جميعاً، أو أن يكون مطبّقاً لها، مشرفاً على بناء قواعدها، عاملاً في سبيل ترسيخها والمحافظة عليها ومنع المساس بها، أو الإخلال بأحكامها ومبادئها، والنيل من صرحها الشامخ وبنيانها العامر، الراسخ في التاريخ.