اخبار ونشاطات

حاضر في قاعة العماد نجيم حول الشرق أوسطية
إعداد: نينا عقل خليل

د. حسين: للحرب على الارهاب أهداف استراتيجية بعيدة المدى

ألقى الدكتور عدنان السيد حسين محاضرة في قاعة العماد نجيم تحت عنوان «الشرق أوسطية في محدداتها وأبعادها» بحضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن جورج مسعد ممثلاً العماد قائد الجيش، وعدد كبير من الضباط.
بداية ألقى رئيس قسم البحوث والدراسات في مديرية التعليم العقيد الركن علي حجازي كلمة تحدث فيها عن النظام الشرق أوسطي وعملية السلام بين اسرائيل وجيرانها، معرّفاً بالمحاضر الدكتور عدنان السيد حسين. ثم عرض الدكتور حسين محاضرته متناولاً فيها أهم القضايا الشرق أوسطية والنظام الدولي الجديد.
في مستهل محاضرته، قال د.حسين: تعود فكرة اقامة نظام اقليمي في الشرق الأوسط إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية والبحث في ملء الفراغ الاقليمي بعد تراجع نفوذ الحلفاء الأوروبيين، وتقدّم نفوذ القوتين العظميين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السابق. وتزامن ذلك مع إنشاء دولة إسرائيل في العام 1948 ، وما رافقه من مواقف اقليمية ودولية خطيرة. ويعتبر البيان الثلاثي الأميركي - الفرنسي - البريطاني سنة 1950 بمثابة أول دعوة رسمية لإقامة نظام شرق أوسطي، من خلال الدعوة إلى إقامة نظام أمني في الشرق الأوسط تشارك فيه إسرائيل ودول عربية مجاورة. من هنا، نلاحظ التجاذب بين موقفين:
- الموقف العربي المنطلق من تأسيس جامعة الدول العربية في العام 5491 كإطار مؤسّسي للعلاقات بين الدول العربية أو كإطار مؤسّسي اصطلح على تسميته لاحقاً «النظام الاقليمي العربي».
- الموقف الغربي الذي يريد دفع العرب وإسرائيل نحو نوع من العلاقات، في إطار المصالح الاستراتيجية للقوى الدولية الكبرى.
وعلى قاعدة البيان الثلاثي الأميركي - الفرنسي - البريطاني سنة 0591، الذي دعا إلى سلامة دول الشرق الأوسط، طرحت الدول الثلاث المذكورة وحلف شمال الأطلسي مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط في العام 1951. وهو يتضمن ادخال تركيا واليونان إلى الحلف، وتدويل قناة السويس ودعوة مصر للانضمام إلى التحالف، ما أحدث قلقاً في الدول العربية، وخصوصاً في لبنان وسوريا، التي ركّزت على وجوب استبعاد اسرائيل من مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط.
ويمكن القول إن الرد العربي على هذا المشروع الشرق أوسطي جاء مع إقرار معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في جامعة الدول العربية، أي أن التجاذب بين فكرتي النظام الشرق أوسطي والنظام العربي ظلّ قائماً ولا يزال.
وتحدث الدكتور السيد حسين عن المشروع الأميركي «الشرق الأوسط الكبير وآسيا الوسطى»، الذي يحتاج إلى تعديل فقال: يتحدث المشروع الأميركي عن إنشاء ثلاث مؤسسات اقليمية هي:
1- «مصرف التنمية للشرق الأوسط»، لتعزيز التجارة الاقليمية البينية والاستثمار.
2- «مؤسسة إنماء الشرق الأوسط»، لتطبيق برامج المساعدات لتطوير القطاع الخاص.
3- «صندوق الديمقراطية»، لدعم تطوير الهيئات الجماهيرية في المجتمع المدني وإصلاح الديمقراطية وممارسات الحكم واصلاح القوانين.
وتحتاج هذه المؤسسات إلى تمويل ومتابعة، وإن كانت ستستند في إنشائها واستمرارها إلى دعم ومساهمات رجال الأعمال والقطاع الخاص، أي القطاع الأساسي في ظاهرة العولمة المالية والاقتصادية. إنها عملية مرتبطة بالمتغيرات العالمية على مستوى النظام الاقتصادي الدولي، وعلى مستوى تغيّر الأوضاع المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة نفسها.
وحول الحرب على الإرهاب قال: إن «الحرب على الإرهاب» التي أعلنتها إدارة جورج بوش، هي حرب ذات أهداف استراتيجية بعيدة ومتعددة. فهل يدرك الاسلاميون المتشددون نتائج أفعالهم؟
وما يؤسف له أن يبقى التيار الإسلامي المتشدد خارج متغيرات العصر، وبعيداً الأهداف الكبرى للعالم الإسلامي وللعالم الأوسع. على أن الواقع العربي الراهن ليس أحسن حالاً، على المستويين الرسمي والشعبي. واعتبر أخيراً أنه «كان يمكن للإدارة الأميركية أن تقنع جميع العرب، بل وجميع المسلمين بالإصلاح إذا ما وقفت موقف الوسيط النزيه لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي. أما وان الإدارة الأميركية تخلّت عن دور الوسيط، وأكدت دورها كشريك استراتيجي لإسرائيل، فإن الشرق الأوسط الكبير ومعه آسيا الوسطى مقبل على كل الاحتمالات بما فيها الفوضى العارمة والشاملة».
وختم متسائلاً: أليست هذه الفوضى سمة أساسية للنظام العالمي الجديد؟