- En
- Fr
- عربي
ملف العدد
العدوان في أسبوع
مئات الشهداء والجرحى والعسكريون يدفعون ضريبة الدم
تدمير منهجي للبنى التحتية ونيران العدو تلاحق النازحين وسيارات الاسعاف
كان من المفترض أن يصدر هذا العدد ملوناً ببهجة الصيف حاملاً وعود الازدهار والفرح، عابقاً بأصداء المهرجانات من بعلبك إلى بيبلوس وبيت الدين وجونيه وصيدا وصور... فإذ بالدم يفيض على الطرقات والصفحات، وإذ بشمس الصيف تختبئ من حمم تدك مدننا وقرانا، تقتل رجالنا ونساءنا وأطفالنا، تصب على جنودنا حقداً أسود أين منه حقد الأزمنة كلها.
كنا نرقب بفرح قوافل الوافدين إلى صيف لبنان وربوعه. فإذ بنا عيون حافية لا دمع فيها تتجمد أمام قوافل الشهداء، وقلوب عارية تنزف بين الأرض والسماء.
كنا ننتظر فيروز في عودتها إلى بعلبك، ليستفيق العالم على صوت ملأ صداه أصقاع الدنيا...
لكن الوحش هو من أفاق... الوحش الذي لا يشبعه دمار الأزمنة كلها بناره وأحزانه وبشاعاته. استفاق على صوت معاولنا فضرب المطارات والمرافئ والجسور والطرقات والمستشفيات... دكّ المدن والقرى فوق رؤوس أهلها، شرّد الآلاف وواكب نزوحهم بمئات الصواريخ تمزق أجسادهم على الطرقات... ارتكب المجازر في حومين وصور وعيترون وطرابلس وعكار وبعلبك و... ولم يرتوِ الوحش... أقلقه هدير آليات جيش اجترح من الامكانيات المتواضعة معجزة الصمود في أسوأ الظروف، فاستهدف فوج الأشغال المستقل. ضرب فوجاً يقاتل بجرافاته وزنود رجاله ليقيم المنشآت العسكرية ويساند المواطنين في قراهم وبلداتهم النائية. فوج واكب عودة المهجرين إلى الجبل مزيلاً الانقاض والركام، شاقاً الطرقات، ممهداً الملاعب، مقدماً الخدمات.
مع كتابة هذه السطور كان العدوان قد أكمل يومه السابع. عدد الشهداء تجاوز المئتين ببضع عشرات، وعدد الجرحى اقترب من الألف. الخسائر المادية من المبكر معرفة حجمها. لبنان محاصر، أهله تحت رحمة النيران.
اسرائيل قتلت نصف شعب لبنان أو كل شعبه... حمم طائراتها وبوارجها ودباباتها وكل أسلحتها التي نعرفها أو لا نعرفها، دمّرت تعب المقهورين وحصيلة عرق الشرفاء...
وماذا بعد؟
في التاريخ البعيد، وفي الماضي الأقرب إلى ذاكرتنا، أفعال العدو الحاقدة ما زالت راسخة في ذاكرتنا. أما الحاضر فما هو سوى استكمال لدينامية الحقد والطمع تترجمها وحشية العدوان...
أما نحن، ففي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، كنا وما زلنا وسنظل جنود لبنان، بالسلاح نقاتل وبالجرافات والمعاول. بالقلوب وإن عارية، وبالعيون وإن جرف العدوان آخر الدمعات منها...
فماذا بعد؟
حرب بلا حدود
مرة جديدة دفع العدو الاسرائيلي نيران أسلحته المدمرة باتجاه لبنان، في حرب مفتوحة بدأت من الجنوب وما لبثت ان امتدت إلى المناطق كافة، فلفّت لبنان من البر والبحر والجو بزنار من الحمم في عملية تدمير منهجي لبناه التحتية ومنشآته، وأرواح أهله.
العدوان الذي استهدف إلى المدنيين مواقع للجيش خلّف الشهداء والجرحى بالمئات، اذ تجاوز عدد الشهداء المئتين وخمسين في غضون أسبوع بينما وصل عدد الجرحى إلى الألف، أما البنى التحتية ومنشآت الخدمات فأصيبت بدمار هائل.
وتحت وطأة الغارات العنيفة والقصف المدمر والتهديدات المتواصلة مجسّدة بسلسلة من المجازر، نزح المواطنون من المناطق المستهدفة بمئات الألوف.
نيران العدو استهدفت قوافل النازحين الذين لاحقتهم الطائرات بالصواريخ موقعة الضحايا بالجملة، مبيدة عائلات بأكملها في مجازر بربرية.
بدأ العدوان الاسرائيلي في 12 تموز الجاري، ومنذ الساعات الأولى بدا أن العدو يشن حرباً من دون حدود أو قيود، توضحت منهجيتها التدميرية في خلال أيام.
في اليوم الأول بدأت نيران العدو من البر والبحر والجو دك القرى الجنوبية، واستهدفت منشآت مدنية من كهرباء وخزانات وقود وجسور أساسية تربط الجنوب بباقي المناطق.
ومع اطلالة فجر اليوم الثاني كان مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحت وطأة النيران تستهدف مدرجاته، ليتصاعد العدوان ويمتد إلى مزيد من المناطق والمرافق: طائرات تقصف الضاحية الجنوبية، بوارج تحاصر الشاطئ اللبناني وتمنع دخول السفن إليه أو خروجها منه.
الهدف الثاني كان المطارات العسكرية في رياق والقليعات ومن ثم حامات. وتتالت الأهداف: مراكز للجيش في صيدا وبيروت وجونية وجبيل والبترون تقصفها النيران المعادية، إضافة إلى مرفأي بيروت وطرابلس.
محاولة افراغ الجنوب من أهله
واكب تصاعد الاعتداءات توجيه العدو الانذارات إلى المواطنين في الجنوب لاخلاء مناطق بأكملها من السكان. وفيما اختار البعض البقاء في بيوتهم محاولين الاحتماء بما تيسر من ملاجئ أو منشآت لمؤسسات انسانية، نزح البعض الآخر. وفي الحالتين لم توفر النيران المحتمين في أماكن ينبغي تحييدها عن الأعمال الحربية (مركز الدفاع المدني في صور، كنيسة في راشيا الفخار...)، ولا النازحين الهاربين من جحيم الاعتداءات، فاستشهد المواطنون في مجازر جماعية معظم ضحاياها أطفال ونساء.
وواصل العدو تحويل معظم مناطق لبنان إلى جحيم، ففي موازاة محاولته افراغ الجنوب من السكان عمد إلى استكمال تدمير الجسور والطرقات واحراق خزانات الوقود ومستودعات للمواد الغذائية والأدوية وسواها، مانعاً وصول المساعدات الضرورية إلى المحاصرين بالنيران والانقاض، معيقاً عمل فرق الاغاثة والانقاذ.
استهداف مواقع للجيش وتقطيع أوصال الوطن
مرحلة جديدة بدأت مع استهداف ثكنات ومواقع للجيش، حيث استهدف العدو مركزين للجيش اللبناني في طرابلس وعكار موقعاً ستة شهداء وأحد عشر جريحاً. وما لبث ان استهدف فوج الأشغال المستقل في الجمهور مرتكباً مجزرة بحق عسكريين يقتصر عتادهم على المستلزمات الضرورية لأعمال الانشاء والصيانة والترميم.
وفي موازاة ذلك لم تهدأ نيران الطائرات الحربية كما البوارج والمواقع البشرية التي صبت حممها في مختلف المناطق، مقطعة الوطن إلى مناطق حرمت التواصل في ما بينها، وزرعت الدمار والمجازر على امتداد الساعات والمناطق من الجنوب إلى بيروت وجبل لبنان والشمال والبقاع.
أما آخر مآثر العدوان في يومه السابع فكان استهداف الشاحنات التي باتت هدفاً للقصف سواءً كانت تتحرك على الطرقات أو متوقفة.
بيانات قيادة الجيش
قيادة الجيش - مديرية التوجيه رصدت تطورات الوضع والإعتداءات التي طاولت مختلف المناطق والمنشآت في بيانات متلاحقة صدر أولها في 11 تموز الجاري مشيراً إلى اختراق طيران العدو الأجواء اللبنانية.
هنا بيانات مديرية التوجيه من 11 إلى 18 تموز:
- عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم، اخترقت طائرة استطلاع إسرائيلية معادية قادمة من فوق منطقة رميش أجواء الجنوب، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق: صور - بنت جبيل - رميش ويارون، وغادرت عند الساعة 13,40 من فوق عيترون. كما اخترقت أربع طائرات حربية إسرائيلية معادية أجواء الجنوب عند الساعة 11,00 من قبل ظهر اليوم قادمة من فوق البحر مقابل صور ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق: صور - مرجعيون - كفركلا - بنت جبيل والناقورة، واتجهت شمالاً وصولاً إلى جونيه، ثم شرقاً إلى بعلبك - الهرمل، وعادت باتجاه الغرب وصولاً إلى فوق البحر مقابل جونيه، ثم اتجهت جنوباً إلى غرب صيدا وجزين وغادرت عند الساعة 11,50 من فوق علما الشعب باتجاه الأراضي المحتلة. اليرزة في 11/7/2006
- عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، حصل اشتباك مسلّح على جانب الخط الأزرق في الجنوب بين مراكز عسكرية تابعة للعدو الإسرائيلي ومجموعات من المقاومة اللبنانية، تطور إلى استخدام الأسلحة الثقيلة، وقيام العدو الإسرائيلي بقصف مدفعي في خراج عدة بلدات جنوبية، كما قامت طائرات العدو بقصف جسور: القعقعية، طيرفلسيه والقاسمية، حيث أدى القصف إلى استشهاد مواطنين وجرح آخرين أحدهما عسكري، كما تضررت آلية عسكرية تابعة للقوى الأمنية المشتركة من دون وقوع إصابات، وقد تصدت مضادات الجيش للطائرات المغيرة، ووضعت الوحدات العسكرية المنتشرة في حالة استنفار وجهوزية قصوى. اليرزة في 12/7/2006
- بتاريخه تعرضت مناطق: بافليه - المنصوري - سينيق ودرب السيم في الجنوب، لقصف جوي معادٍ أدى إلى إستشهاد أحد العسكريين وإصابة خمسة عناصر آخرين بينهم ضابط بجراح مختلفة. وبعد ظهر اليوم وسّع العدو الإسرائيلي نطاق اعتداءاته مستهدفاً مطاري رياق ورينه معوض العسكريين في البقاع والشمال، بغارات جوية نتج عنها أضرار جسيمة في مدارج المطارين من دون وقوع إصابات في الأرواح. وتعمل وحدات الجيش على استحداث معابر بديلة في المناطق المستهدفة تسهيلاً لتنقل المواطنين. اليرزة في 13/7/2006
- وسّع العدو الإسرائيلي اعتباراً من فجر اليوم اعتداءاته الجوية والبحرية والبرية على مناطق الجنوب والبقاع والخط الساحلي وصولاً إلى بيروت، حيث استهدفت طائراته المدرجين الشرقي والغربي لمطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، ما أدى إلى توقيف حركة الملاحة الجوية، كما استهدفت عدة مؤسسات إعلامية وإعلاميين وقرى وبلدات جنوبية وبقاعية وجسور، لعرقلة حركة المواصلات بين الجنوب ومختلف المناطق اللبنانية، كما يفرض حالياً حصاراً بحرياً على امتداد الشاطئ اللبناني. نتج عن القصف لغاية الآن سقوط 28 مواطناً شهيداً وعدد كبير من الجرحى، واستشهاد عسكري وإصابة 7 آخرين بجروح مختلفة بينهم ضابط. تم تعزيز مراكز الجيش بالأسلحة والعديد للتصدي لأي محاولة إنزال أو اختراق معادية، وتقوم مضاداته الأرضية بمجابهة الطائرات المغيرة بصورة مستمرة في جميع المناطق المستهدفة. اليرزة في 13/7/2006
- يواصل العدو الإسرائيلي حصاره البحري والجوي وهجماته العدوانية ضد لبنان، حيث استهدفت طائراته ونيران بوارجه اعتباراً من فجر اليوم، خزانات الوقود والمدارج في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي بغارات متتالية، وعدة أماكن في الضاحية الجنوبية شملت جسوراً وتقاطعات طرق ومنازل سكنية وبعض المنشآت الاقتصادية، كما استهدفت خزانات الوقود في محطة كهرباء الجية، وطريق عام بيروت دمشق الدولي في أماكن: صوفر - المديرج - ضهر البيدر، وأعمدة نقل إرسال محطات اتصال خليوي وتلفزيوني، ومحيط وطرقات عدة قرى جنوبية. وقد طاولت الاعتداءات أيضاً مجرى نهر العاصي شرق مدينة الهرمل، فيما قصفت القطع البحرية المعادية طريق عام صيدا - الرميلة، وتم رصد 13 هدفاً بحرياً معادياً قبالة الشاطئ الممتد من صور إلى طرابلس. تصدّت مضادات الجيش الأرضية للطائرات المغيرة في المناطق المستهدفة، كما باشرت وحدات مختصة من الجيش أعمال الإغاثة ومعالجة القذائف غير المنفجرة. اليرزة في 14/7/2006
- بعد ظهر اليوم، تعرضت مراكز الجيش في صيدا وبيروت وجونيه وجبيل والبترون لقصف جوي من الطوافات الإسرائيلية المعادية، وقد تصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني، نتج عنه استشهاد أحد العسكريين وإصابة أحد عشر عسكرياً بجروح أحدهم ضابط، وجروح أحد العسكريين بليغة. كما استهدفت الاعتداءات الإسرائيلية قصف مرفأي بيروت وطرابلس وأماكن سكنية في الضاحية الجنوبية والبقاع والاعتداءات لا تزال مستمرة على المناطق اللبنانية كافة. اليرزة في 15/7/2006
- يستمر العدو الإسرائيلي بتوسيع نطاق هجماته العدوانية باتجاه مختلف المناطق اللبنانية، حيث استهدفت طائراته وبوارجه البحرية في منطقة الجنوب عدداً من السيارات المدنية موقعة خسائر كبيرة في الأرواح، ومحطات الوقود والغاز والمنازل السكنية والمنشآت الصناعية والزراعية والتعليمية، والطرقات والجسور التي تصل بين مختلف القرى الجنوبية، والطريق الساحلي الممتد من صور وصولاً الى الناعمة. كما استهدفت اعتداءاته مرفأ الأوزاعي وعدداً من الجسور والمباني السكنية والإعلامية في منطقة الضاحية الجنوبية. وفي منطقة الشمال أغارت طائراته على شركة سد مياه نهر البارد، وجسر يربط بين منطقتي الضنية وعكار، كما طاولت اعتداءاته في البقاع محطات نقل إرسال تلفزيوني وجسر العاصي وطريق القاع - حمص في الهرمل، وطريق عام شتورا - بر الياس - المصنع. تعرّض بعض مراكز الجيش لقصف جوي معادٍ أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بينهم ضابط بجروح مختلفة، وإصابة دبابة بأضرار جسيمة وأخرى بأضرار خفيفة. تواصل قوى الجيش أعمال الإغاثة بالإضافة إلى مهامها الدفاعية. اليرزة في 15/7/2006
- يواصل العدو الإسرائيلي هجماته التدميرية في مختلف المناطق اللبنانية، لتشمل المرافئ الحيوية والمنشآت الاقتصادية والصحية والأماكن السكنية والمؤسسات الخاصة. واعتباراً من مساء أمس وحتى صباح اليوم، استهدفت اعتداءاته الجوية والبحرية عدداً من مراكز الجيش، ما أدى إلى استشهاد 6 عسكريين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، ونتج عنها أضرار جسيمة بالمنشآت والأعتدة العسكرية. تتابع وحدات الجيش مهامها الدفاعية وأعمال الإغاثة في أماكن انتشارها. اليرزة في 17/7/2006
- تداول بعض وسائل الإعلام معلومات عن سقوط طائرة حربية إسرائيلية نقلاً عن مصدر عسكري تابع لقيادة الجيش. إن قيادة الجيش - مديرية التوجيه تنفي قيام أي مصدر عسكري بتزويد أي جهة هذه المعلومات، وهي تهيب بوسائل الإعلام استقاء المعلومات مباشرة من قبلها حصراً في الجيش، ومن قبل شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي. اليرزة في 17/7/2006
- ليل أمس، أغار الطيران الحربي المعادي على دفعات متتالية على أحد مراكز الجيش في منطقة جبل لبنان، استهدفت إحداها محاولة انتشال وإخلاء العسكريين من تحت الركام. كما أغار على سيارتي إسعاف في أثناء قيامهما بعملية الإخلاء الصحي حيث دمرت إحداها. نتج عن الهجمات المتكررة استشهاد أحد عشر عسكرياً بينهم أربعة ضباط وإصابة العشرات بجروح مختلفة وحصول أضرار مادية جسيمة بالعتاد والآليات والمنشآت. اليرزة في 18/7/2006
مجلس الوزراء: جلسات مفتوحة وتحية إكبار للجيش
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، كان مجلس الوزراء في حالة انعقاد مستمرة لمواكبة التطورات ومتابعة الوضع الميداني والانساني وأعمال الإغاثة، وقد شارك في عدد من جلساته قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وعدد من كبار ضباط القيادة.
وعقب تعرّض فوج الأشغال المستقل للإعتداء الاسرائيلي كان لمجلس الوزراء موقف أعرب فيه عن تضامنه مع الجيش، حيث توجّه بعد انعقاد جلسته بالتحية والإكبار إلى شهداء الجيش اللبناني وإلى الجرحى والمصابين وإلى عائلاتهم، مؤكداً أن التضحيات لن تذهب سدى، فهم بتصديهم للعدوان يحمون لبنان وشعبه وسيادته وكرامته وأمنه واستقراره وكل الوطن يقف إلى جانبهم، لأنهم أساس الدفاع عن وحدته. والوحدة هي بحد ذاتها العنصر الأساسي لحماية لبنان، كما أكد مجلس الوزراء أكثر من مرة.
كذلك توجه المجلس إلى القوى المسلحة بكل قطعها ومؤسساتها بالتقدير، مؤكداً أنه يحتضن عملها ويقف وراءها ويساندها ويعلّق عليها الآمال الكبيرة في ما تقوم به وما ينتظرها من دور في المرحلة المقبلة. كذلك فإن مجلس الوزراء يحيي قوى الأمن الداخلي والدور الذي تقوم به في حماية الناس وتأمين التواصل بينهم، ونقل المساعدات اليهم وضبط الوضع ومنع الفوضى بكل أشكالها لأن الجميع جسم واحد في مواجهة العدوان.
وفي الوقت ذاته، جدّد مجلس الوزراء تحيته لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان وجراء القصف الهمجي المستمر الذي يستهدف المدنيين والمستشفيات والمؤسسات المدنية والمرافق الحيوية والمصانع والنازحين على الطرقات، وحيّا كل الصامدين والعاملين على صد العدوان واستيعاب نتائجه في كل مواقعهم ومجالات عملهم، كما جدد الدعوة الى استنفار كل مؤسسات المجتمع المدني للانخراط في العمل الميداني والتعاون مع مؤسسات الدولة.
وكان تخلل الجلسة عرض تفصيلي قدمه قائد الجيش ومدير المخابرات والمدير العام للأمن الداخلي عن الأوضاع الأمنية في البلاد والخسائر التي وقعت في صفوف الجيش، والتوقعات المرتقبة في ظل استمرار العدوان وما تقوم به القوى الأمنية اللبنانية في مواجهته، مؤكدين المعنويات العالية لدى العسكريين في كل المواقع والمناطق والمؤسسات، والاستنفار الدائم والاستعداد للتصدي لكل الاحتمالات والالتزام بالدفاع عن الوطن والمواطنين وسلامتهم وتعزيز صمودهم، وتقديم كل الدعم لهم وتأمين المساعدات الى كل المناطق، فهم يدركون ان العدوان الاسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود والقوانين والاعراف الدولية يستخدم كل الوسائل والأساليب لتدمير البلاد والبنى التحتية فيها والمؤسسات العامة والخاصة، ويعتدي على كل الناس في كل المناطق من دون تمييز، لذلك فهم متمسكون بقسمهم وولائهم للبنان وبوحدتهم الوطنية وبالحرص على التماسك، وهم موحدون في كل مؤسساتهم ومراكزهم ويعملون بروح وطنية واحدة، واذا خسروا بعضاً من رفاقهم فهذه هي ضريبة الدم وضريبة الواجب الوطني وهم بذلك ينفذون رسالتهم الوطنية بأمانة ومستعدون لبذل المزيد.
وبعد شرح من قبل وزير الدفاع للأوضاع والقراءة الميدانية لها ولانعكاساتها، أكد أن الجيش له الدور الأساسي في التصدي للعدوان وخدمة الناس وهو يقوم بهذا الدور على أكمل وجه وسيستمر في ذلك مهما كانت التضحيات. بعد ذلك تحدث رئيس الحكومة قائلاً: نؤكد دوماً أن العدو هو اسرائيل، وعندما يتعرض الجيش في أي مكان فإن عقيدته القتالية قائمة على أساس ان اسرائيل هي عدوه وبالتالي يتصدى لها ويقوم بواجبه. هذا أمر محسوم، مدركين حجم الآلة العسكرية والحربية الاسرائيلية المتفوقة من حيث التجهيزات والامكانات والعتاد والتقنيات، لكن معمودية الدم واستشهاد ضباط وعناصر من الجيش تزيد المؤسسة وقيادتها وعناصرها إصراراً وتصميماً على تنفيذ المهمات الموكلة اليها، وما تقوم به هو موقع تقدير كبير من قبلنا، وكذلك ما تقوم به قوى الأمن الداخلي.
الرئيس لحود متفقداً ثكنة الجيش في الجمهور
اسرائيل ماضية في خطة تدمير لبنان وشل مؤسساته
أكد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بقصفه ثكنة فوج الأشغال المستقل في الجيش اللبناني، تؤكد مرة جديدة على أن إسرائيل ماضية في خطتها لتدمير لبنان وشل مؤسساته الأمنية والإنمائية. واعتبر ان استشهاد الضباط والعسكريين لن يزيد الجيش إلا تلاحماً وتماسكاً وتصميماً على الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامته. وكان الرئيس لحود قد تفقد ثكنة فوج الأشغال في الجمهور حيث استقبله قائد الفوج العقيد الركن علي حمود وضباط الفوج، فقدم لهم تعازيه باستشهاد رفاقهم الضباط والعسكريين، ثم اطلع منهم على تفاصيل العدوان الإسرائيلي، وجال معهم على الأماكن التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وعاد الجرحى في المستشفيات.
في تعليق له على التطورات الحاصلة
وزير الدفاع يؤكد ان الجيش جاهز للدفاع عن الأرض والشهادة في سبيل الوطن وحماية المواطنين
أكد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر ان دور الجيش في حال وجود عدوان بري على لبنان واضح جداً وهو الدفاع عن الأرض والشهادة في سبيل الوطن وحماية المواطنين والقرى والدفاع عنها. وشدد على ان عمل المقاومة هو عمل مشروع للدفاع عن الأرض ولكنه مستقل تماماً عن عمل الجيش اللبناني، لأن طبيعة العمل مختلفة تماماً. وأشار الوزير المر الى ان المقاومة منذ تأسست طلبت أن يكون عملها مستقلاً، وغرف عملياتها مستقلة وطبيعة عملها سرية، لأنها مقاومة، أما الجيش اللبناني فهو جيش نظامي طبيعة عمله مكشوفة وهو منتشر على كل الأراضي اللبنانية، وغرف عملياته فقط للجيش، وهو يدافع عن أرضه ومسؤول عن الدفاع عن هذه الأرض بكل طوائفه. لهذا السبب ان عمل المقاومة هو عمل مشروع للدفاع عن الأرض ولكن مستقل تماماً عن عمل الجيش اللبناني الذي ينحصر في ثلاث مهمات:
الأولى الدفاع عن الأرض، والثانية وفي الوقت نفسه وهي أساسية تأمين الأمور الانسانية لمساعدة المواطنين في القرى وفي كل المناطق اللبنانية، والدور الثالث للجيش هو الحفاظ على الأمن في الداخل اللبناني.
وفي هذا الاطار، حذّر وزير الدفاع من محاولات التلاعب والإخلال بالأمن، في حين يتعرض البلد للعدوان ويدمّر وهو في حالة الخطر.
العماد سليمان تفقد مراكز عسكرية تعرضت للاعتداء
طريق الشهادة يسلكه الجنود المؤمنون بوحدة وطنهم
تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان، الوحدات المنتشرة في منطقة الشمال، حيث جال على المراكز التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي وعاد الجرحى في المستشفيات واطلع على أوضاعهم الصحية، وأعطى التوجيهات اللازمة للاعتناء بهم، كما التقى عائلات الشهداء معزياً بأبنائهم ومؤكداً وقوف الجيش إلى جانبهم. بعدها اجتمع بقيادة وضباط منطقة الشمال العسكرية والوحدات المتمركزة فيها، حيث نوّه بتضحيات العسكريين وتماسكهم ومعنوياتهم العالية التي تشكل الرد الفعلي على مخططات العدو الهادفة إلى زعزعة الاستقرار والنيل من الوحدة الوطنية، مؤكداً ان امتزاج دماء العسكريين من مختلف المناطق والطوائف هو التجسيد الحقيقي لنموذج لبنان وإرادة أبنائه الجامعة. وختم قائد الجيش بأن كل شيء يرخص في سبيل الدفاع عن الوطن والمواطن، وأن طريق الشهادة لا يسلكه إلا الجنود المؤمنون بوحدة لبنان واستقلاله وحريته، داعياً إياهم إلى مزيد من اليقظة والجهوزية.
في جولة تفقدية على فوج الأشغال إثر تعرضه للعدوان
القائد يؤكد ان ضريبة الدم التي قدّمها الجيش هي المداميك الصلبة التي سيبنى عليها مستقبل لبنان
تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان فوج الأشغال المستقل في الجمهور الذي استهدفته الاعتداءات الإسرائيلية ليل 17 - 18/7/2006، حيث اجتمع إلى قائد الفوج وضباطه وعسكرييه، ونوّه بثباتهم وتضحياتهم، وأدائهم المميز في مجال البناء والإعمار ومؤازرة المواطنين، مشدداً على أهمية تماسك العسكريين في تحصين الوحدة الوطنية، ومؤكداً أن ضريبة الدم التي قدمها الجيش هي ضمانة قوته ومناعته، وهي المداميك الصلبة التي سيبنى عليها مستقبل لبنان. ثم جال على بعض الوحدات العسكرية وزوّد قياداتها التوجيهات العملانية اللازمة، كما عاد الجرحى في المستشفيات واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم، وزار عائلات العسكريين الشهداء، وقدّم التعازي إليهم، معرباً عن وقوف الجيش إلى جانبهم، ومثنياً على مناقبية الشهداء وتضحياتهم في سبيل الجيش والوطن.
رئيس الأركان عاد الجرحى في المستشفيات
تفقد رئيس أركان الجيش اللواء الركن شوقي المصري مركز الجيش في منطقة البترون الذي تعرض للقصف المعادي وسقط فيه شهيد وعدد من الجرحى. كما عاد العسكريين الجرحى في المستشفيات واطلع على أوضاعهم الصحية، مثنياً على صمودهم وتضحياتهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وناقلاً إليهم تمنيات العماد قائد الجيش بالشفاء العاجل.
فوج الأشغال المستقل جنود يبنون بدمائهم!
العام 1993 أنشأت قيادة الجيش فوج الأشغال المستقل الذي أسندت إليه مهام شتى تتصل بما تحتاجه المؤسسة العسكرية من بنى تحتية وإنشاءات. لكن مهام هذا الفوج لم تنحصر في ما ينجزه من أعمال لصالح القطع والوحدات العسكرية وحسب، إذ سريعاً ما اضطلع بنشاط ملحوظ في مختلف المناطق، مقدماً خدماته في عدة مجالات. ولعل أولى مهامه في هذا المجال كانت تلك التي نفذها في قرى الجبل وبلداته تسهيلاً لعودة المهجرين إليها، إذ تزامنت عودتهم مع إنشائه. وخلال السنوات العشر التي مضت على إنشائه، أثبت فوج الأشغال المستقل، الذي يعمل عسكريوه بصمت في ورشة لا تهدأ لا ليلاً ولا نهاراً، جدارته في المشاريع والأعمال التي نفذها، سواءً كانت لصالح الجيش أو ذات طابع إنمائي. كما برهن هذا الفوج أنه بإمكانات محدودة وبفضل التضحيات والكفاءة والجدية في العمل، تستطيع اليد العاملة العسكرية توفير مبالغ طائلة على خزينة الدولة.
وعلى امتداد رقعة الوطن، نفذ فوج الأشغال المستقل عدة أعمال أبرزها:
- إقامة التحصينات لوحدات الجيش المنتشرة عملانياً على الأرض.
- المساعدة في إنقاذ محتجزين ورفع الانقاض في مبان منهارة.
- المساعدة على إزالة آثار الحرب وعودة المهجرين الى الجبل.
- إزالة آثار الاعتداءات الإسرائيلية خلال العامين 1993 و1996، ومسح الأضرار الناجمة عنها، إضافة الى إزالة مخلفات الإعتداء الإسرائيلي الشهير على محطة الكهرباء في الجمهور.
- القيام بأعمال إنمائية لصالح البلدات والقرى في مختلف المناطق اللبنانية.
- مد شبكات جوفية.
- ترميم عدة أبنية.
- تنفيذ أعمال النش وأشغال صحية واستحداث شبكات مجارير، وأعمال صيانة مختلفة.
وهناك العديد من الأشغال التي نفذها فوج الأشغال لصالح وحدات الجيش والمدنيين على حد سواء، وهي تنفذ دورياً وباستمرار.
الجيش في أعمال اغاثة وخدمات
مع تعرّض لبنان للعدوان الاسرائيلي، شكلت قيادة الجيش لجان اغاثة (لجنة رئيسية ولجان فرعية) لمتابعة وتنسيق أعمال الاغاثة بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة والوزارات المعنية.
وتضطلع هذه اللجان بأعمال استلام وتوزيع المساعدات الانسانية بأقصى سرعة ممكنة.
إلى ذلك ونظراً الى النقص في العديد البشري الناتج عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، يقوم عناصر فنيون من الجيش بتأمين العمل في صالة الاتصالات الدولية، وذلك لحين تمكّن العاملين الأساسيين من الالتحاق بمراكزهم.