- En
- Fr
- عربي
جندي الغد
«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...
نعمة الطعام
عاد ربيع من المدرسة جائعًا. توجّه فورًا إلى المطبخ، وسأل أمّه: «ماذا لدينا من طعامٍ للغداء يا أمّي؟» فأجابته بمحبّةٍ: «لقد أعددت لكم الدجاج مع الأرزّ. أغسل يديك يا حبيبي وتعال لتناول الطّعام». لم يعجب الجواب الصّبي، فصاح غاضبًا: ألم أقل لك مئة مرّةٍ أنني لا أحبّ الأرزّ. لن أتناول هذا الطّعام! سأتّصل بالمطعم القريب وسأطلب أن يحضروا لي البيزا والبطاطا المقليّة».
تنهّدت الأم وأمسكت بيد ابنها، ثم أجلسته إلى جانبها وقالت له بهدوءٍ: إسمع يا حبيبي، لقد جاءنا ناطور البناية صباحًا، وطلب منّي بعض الملابس القديمة. وبينما كنت أحضر له طلبه، اشتمّ رائحة الطعام الّذي أُعدّه، فدمعت عيناه، وأخبرني أن أولاده لم يتذوّقوا طعامًا شهيًّا كهذا منذ أسابيع، إذ أن الأجر الذي يتقاضاه لم يعد يكفي لسدّ حاجات المنزل، وهو بالكاد يؤمّن لهم بعض أنواع المعلّبات لسدّ جوعهم».
دمعت عينا الولد وقال لأمّه بحزنٍ: « أشعر بالخجل لأنّني لم أدرك قيمة النعمة التي أعطانا إيّاها اللّه، فهناك الكثير من الفقراء الّذين يشتهون لقمة العيش. سامحيني يا أمّي واسكبي لي من فضلك طبقًا كبيرًا من طعامك الشّهي».