موضوع الغلاف

خدمة العلم بعد 10 سنوات على انطلاقها
إعداد: ريما سليم ضومط - باسكال معوض

الصعوبات موجودة... وأيضاً الحلول ونجاح التجربة حافز لاستمرارها

المجندون حاملو رسالة وطنية مقدسة

التنشئة الوطنية تنمي روح العطاء والإقدام

 

عشر سنوات مرّت على إعادة تطبيق قانون خدمة العلم, تعاقب خلالها آلاف المجندين على معسكري الوروار وعرمان, فكانت لهم تجربة فريدة تعرفوا خلالها الى حياة مختلفة رائدها النظام والانضباط, وحظوا بفرصة بناء صداقات متينة دامت حتى ما بعد نهاية الخدمة...
طوال الفترة المذكورة, رافق المجندين في مختلف دفعاتهم مدربون من ضباط ورتباء, كانوا بمثابة العين الساهرة على بناء رجال الغد وتخريجهم من مدرسة الرجولة.
عن عملية" بناء" المجندين وكيفية إعدادهم للخدمة, وعن تجربة خدمة العلم بشكل عام, تحدث الى مجلة"الجيش" كل من قائد معسكر خدمة العلم في الوروار العميد الركن محمود الجمل وقائد معسكر خدمة العلم في عرمان العميد الركن ميشال المير, في حوار مسهب تطرق الى مختلف المواضيع المتعلقة بالمجندين.

 

العميد الركن محمود الجمل: نجاح التجربة وإيجابياتها

■ بعد مــرور نحو عشر سنــوات على تخريــج الدفعة الأولى من المجنديــن في معسكر الوروار, كيف تقوّمون تجربة خدمة العلم؟

­ منذ وضع قانون خدمة العلم قيد التطبيق, حددت أهدافه بصهــر شباب لبنان كافة مــن مختلـف المناطق ومن جميع الطبقــات في بوتقــة واحدة, وخلــق روح الألفة في ما بينهــم إضافة الى تنمية عامل المحبــة بين الشباب وتعزيــزه لينظــروا جميعهم للدفاع عن الوطن عبر منظار واحــد, ما يخلــق لديهم الحوافز الوطـنية, ويؤهلهــم للعمــل جنباً الى جنب مع العسكريين في الخدمة الفعلية لحفظ أمن الوطن والدفاع عن حدوده.
وبعد مرور عشر سنوات على مباشرة الخطــوة الأولى, بات من الممكـن التأكيد أن التجربة تكلـلت بالنجاح وذلـك بعد أن جُمع شمل شرائح الشبــاب على مختلف طوائفهم ومذاهبهــم ومناطقهــم داخل حرم المعسكر, وتــم إخضاعهم للتدريبــات العسكرية والجسدية الضرورية.
كما تمـت تنشئتهــم وطنيـاً وأخلاقيـاً بما يخدم مصلحة لبنان ومستقبلـه. ونجاح التجربة المذكورة زادنــا قناعة باستمرارها ومتابعتها نظراً لتأثيرها الإيجابي على الشبـاب اللبناني.

 

■  ما الدور الذي يلعبه معسكر خدمة العلم بهدف تحقيق الغاية المرسومة للخدمة الإلزامية؟

­ تقسم مهمة خدمة العلم الى شقين, الأول إعداد المجندين كمقاتلين في الجيش وذلك بغرس روح النظام والانضباط في نفوسهم وتنمية لياقتهم البدنية, إضافة الى تدريبهم لاكتساب المهارات العسكرية واستخدام السلاح في مختلف ظروف المعركة, ما يؤهلهم الى تنفيذ جميع المهام التي قد توكل إليهم, إن بصورة فردية أو جماعية إسوة بعسكريي الخدمة الفعلية.
أما الشق الثاني من مهمتنا فيشمل التنشئة الوطنية الصحيحة للمجندين التي تتم عبر الخطوات التالية:
—  صهر العناصر في بوتقة وطنية واحدة وتذويــب الفروقات في ما بينهم, إضافة الى ترسيخ القيم الوطنية في نفوسهم وتنميـة روح الإقدام والعطاء لديهم, مع تعزيز ثقتهم بدولتهم ومؤسساتهم, وإفهامهم حقوقهـم وواجباتهم كمواطنين صالحين.
— اعتمـاد الرؤية الإجتماعيـة الموحدة نحو المجتمع اللبناني, وتغليـب فكرة الإنتمـاء الوطنـي والقـومي على الإنتمـاءات الطائفيـة والمذهبيـة والحزبيـة الضيقـة.
—  تنمية الوعي الفكري والثقافي لديهم لجعلهم محصنين ضد خطر التفكك والإنهيار.
—  زرع روح الإعتزاز والمفاخرة الوطنية لديهم من خلال إظهار دور لبنان العربي والدولي عبـر التاريخ.
—  تعريفهم بمفهوم الدولة والديموقراطية وأهمية احترام الحريات العامة.
—  تعـزيز التلاحم الوطني لديهم ضمن إطار المؤسسـة العسكريـة, وتوضيح دورهم في إطار المحافظة على الوطن والمجتمع.
—  إيضاح مفهوم خدمة الوطن على أنها ضرورة وطنية وإجتماعية وليست مجرد واجب يؤدونه قسراً. وبعد انتهاء خدمتهم يصبحون حاملي رسالة وطنية مقدسة عليهم نشرها في المجتمع.

 

مشاكل وحلول

■  مما لا شك فيه أن تنشئة الآلاف من المجندين ليست بالعملية السهلة, فما هي المشاكل التي تصادفكم في المعسكر خلال هذه العملية؟

­أولى الصعوبات التي تواجهنا هي الوضع النفسي للمجندين القادمين إلينا بعد مغادرة منازلهم وعائلاتهم وأصدقائهم, مع علمهم أنهم سينقطعون عن رؤيتهم طيلة فترة التدريب وذلك بشكل نهائي في الأسابيع الثلاثة الأولى من الدورة, ومن ثم جزئياً في مراحلها التالية. وغالباً ما ترافق عملية انتقال المجند من نمط حياة معين الى نمط آخر مختلف تماماً صعوبة كبيرة تنعكس سلباً على وضعه النفسي. إضافة الى ذلك, فإن قسماً كبيراً من المجندين يلتحقون بالمعسكر مع أفكار مسبقة عن بعض الأمور من سياسية أو وطنية أو إجتماعية, ويصدف أن المناقبية العسكرية والانضباط وتطبيق التعليمات تضطرهم في بعض الأحيان الى تغيير مسارهـم بالكامل, ما يؤثر نوعاً ما على روحهم المعنوية.
من المشاكل التي تصادفنا أيضاً, بعض الصعوبات الصحية, وذلك أن بعض المجندين يعانون من أعراض معينة أو أعراض صحية تعيقهم أحياناً عن متابعة التدريبات المطلوبة, كما يحـدث أحياناً أن لا يكون لدى البعــض منهــم القدرة على تحمّل الصعوبات الجسدية ما يؤثر سلباً على وضعهم الصحي.
من جهة أخرى, نعاني من تدفق بعض الأهالي في أوقات مختلفة خلال الأوقات التدريبيـة وخارجها بغية رؤية أبنائهم والإطمئنان عنهــم, ما يؤدي الى انشغال قيادة المعسكــر في الشرح المسهــب لجميع هؤلاء عن سلامة أبنائهم ومدى انخراطهم في جو المعسكـر وإفهامهم ضرورة الالتزام بقوانين الزيارات ومواعيدها.

 

■  كيف تتم معالجة الصعوبات التي أشرتم إليها؟

­أود التأكيد أولاً على أن الصعوبات التي تم ذكرها لم تحل يوماً دون إتمامنا الدور الموكل إلينا على أكمل وجه. ونحن نعمل باستمرار على تذليل جميع المصاعب وفقاً لتوجيهات القيادة بغية تأمين أسلم الظروف وأفضلها للمجندين.
وقد توصلنا بالفعل الى تخطي عوائق كثيـرة, فبالنسبة لصعوبة التأقلم لدى المجندين, يكرّس الضباط من مختلـف الرتب وقتهم بالقرب من المجندين لتوعيتهــم وحل مشاكلهم ومساعدتهــم على التأقلم داخل المعسكر, بحيـث لا تمضي أيام معدودة إلا ويكون المجندون قد تخطوا معاناتهم العائلية والاجتماعية وأحسوا جميعاً أنهم بين أخوة لهم وكأنهم في منازلهم.
وفي ما خص الناحية المعنوية, تعمل القيادة باستمرار على رفع معنويات المجندين عبر تأمين مختلف مستلزماتهم الحياتية, فالنظافة مؤمنة ومياه الإستحمام الساخنة متوفرة على مدار الساعة من خلال خزانات هائلة الحجم. كما يوجد في المعسكر بيوت جندي تحوي كميات هائلة من المواد الغذائية والمرطبات والحلويات والسكاكر الى غيرها من المأكولات التي تتوفر للمجندين بأسعار زهيدة جداً, إضافة الى الوجبات الثلاث التي يقدمها المعسكر يومياً وهي تحوي الضرورات الغذائية المطلوبة وفقاً لإرشادات الأطباء.
كذلك يتم تعزيز معنويات المجندين عبر النشرات التوجيهية المتواصلة, إضافة الى مساعدتهم وبطريقة مباشرة من قبل قيادة المعسكر وضباطه في حل أي صعوبة تواجههم داخل المعسكر أو حتى خارجه.
أما على الصعيد التنظيمي, فنعمل قبل بدء التحاق المجندين بفترة زمنية كافية على تأليف اللجان الخاصة لاستقبالهم, ويشارك فيها ضباط ورتباء المعسكر بالتنسيق مع مديرية التعبئة, وتستمر عملية الاستقبال مدة أسبوع حيث تقوم اللجان بتوجيه القادمين الجدد الى الأماكن المحددة لاستلام امتعتهم, ومن ثم توزيعهم على سرايا المعسكر وكتائبه.

 

علاقات المجندين ببعضهم

■  كيف يتم تعاطي المجندين مع بعضهم البعض وتفاعلهم مع المدربين داخل المعسكر؟

­غالباً ما ترافق المجندين لدى التحاقهم فكرة مسبقة مشوشة عن المعسكر والتدريب, فلا يحملون من معلومات عن الخدمة سوى التعب والحجز والسجن وتمارين السير والقتال وغيرها من الأمور التي تثير قلقهم. إلا أنه وبعد مرور الأسبوع الأول على دخولهم الى المعسكر, تتلاشى كل هذه الأفكار ويكتشفون أنه بإمكانهم الحصول على أصدقاء يرتاحون إليهم حيث تتجلى الصداقات والعلاقات الأخوية في ما بينهم, ويشعرون جميعاً بأن مصيرهم واحد وهدفهم واحد ويعيشون ضمن عائلة واحدة.
أما بالنسبة الى علاقة المدربين بالمجندين, فيمكن التأكيد أن نظرة الضباط والرتباء المدربين الى المجندين كافة هي واحدة رائدها العدل والمساواة, علماً أن أي تصرف داخل المعسكر إنما يتم من خلال تعليمات قيادة الجيش وتوجيهات قيادة المعسكر التي تؤكد على تطبيق أقصى درجات المساواة بين المجندين, إن من ناحية التعامل معهم ومنحهم المأذونيات والمكافآت أو لجهة مشاركتهم في مختلف النشاطات.
والجدير ذكره في هذا الإطار, أن مبدأ الثواب والعقاب يُطبّق بحذافيره وبالأسلوب نفسه على المجندين كافة, الأمر الذي يرفع من معنوياتهم, ويجعلهم ينظرون الى مدرّبيهم كآباء ومسؤولين وموجّهين.

 

■  هل يمكن إعطاؤنا لمحة عن يوم نموذجي للمجندين داخل المعسكر؟

­يبدأ نهار المجندين بالنهوض من النوم في الساعة الرابعة والنصف صباحاً, وبعد فترة تحضيرية تستمر حتى الخامسة والثلث, يمارس المجندون الرياضة الصباحية لغاية السادسة.
بعد ارتداء الهندام القانوني, يتناول الجميع طعام الفطور حتى الساعة السابعة موعد الإجتماع الصباحي, الذي يتخلله التعداد اليومي وتلاوة بعض الأناشيد في ساحة العلم الى حين بدء الدروس في الساعة الثامنة.
تستمر الدروس والنشاطات التدريبية حتى الواحدة والنصف ظهراً موعد تناول طعام الغداء. يلي ذلك فترة إستراحة تنتهي في الساعة الرابعة, ليستأنف التدريب والدروس في التنشئة الوطنية والمحاضرات لغاية السادسة مساءً.

 

■  ممن يتألف الطاقم التدريبي للمجندين؟

عند التحاقهم, يُوزّع المجندون على ست كتائب تدريب تتألف كل منها من أربع سرايا تدريب مقسمة الى فصائل وحضائر, بحيث يبلغ عديد كل سرية حوالى 130 مجنداً.
يتولى عملية التدريب الضباط قادة الكتائب وآمرو السرايا والفصائل والرتباء مساعدو المدربين, ويعملون على نجاحها واستمراريتها تحت إشراف لفيف الدروس وقائده الذي ينقل توجيهات قائد المعسكر مباشرة الى المدربين.
يقسم الضباط والرتباء المدربون الى قسمين, بعضهم من عديد المعسكر عضوياً, فيما يتم فصل البعض الآخر من ألوية الجيش وقطعه. وتجدر الإشارة الى أن قيادة الجيش قد عمدت مؤخراً الى تشكيل القسم الأكبر من الضباط والرتباء المدربين الى المعسكر بغية تسهيل سير العمل, وقد أصبحوا عضوياً من عديده.

 

برنامج التدريب

■  كم تستمر فترة التدريب في المعسكر وماذا يشمل البرنامج التدريبي؟

­يخضع المجندون في المعسكر لدورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر, يوزعون بعدها على قطع الجيش ووحداته. وتقسم الدورة المذكورة الى شقّين, مشترك ونوعي. ويتناول القسم الأول التنشئة الأساسية التي تستمر فترة تسعة أسابيع ويتضمن برنامجها العلوم العسكرية من تقنية وتكتية, الأنظمة والقوانين, التوجيه والإعداد المعنوي, إضافة الى التنشئة البدنية والدروس النظرية والعملية في مختلف أنواع الأسلحة.
أما القسم النوعي فيستمر ثلاثة أسابيع, ويشمل إضافة الى المواد المذكورة, مواد الإختصاص من مشاة ومدرعات ومدفعية وهندسة وإشارة إلخ...
تجدر الإشارة الى أنه يستثنى من متابعة القسم النوعي كل من الرتباء المجندين, مجندي الخدمة العسكرية اللوجستية, والمجندين الحائزين على اختصاصات محددة, إضافة الى المجندين الذين يخضعون لامتحانات سوق لآليات عسكرية أثناء متابعتهم القسم المشترك وينجحون فيها.

 

نشاطات ترفيهية

■  بعيداً عن التدريب والدروس اليومية, ما هي النشاطات التي تقام في معسكر خدمة العلم؟

­من أبرز النشاطات الترفيهية التي تقام في المعسكر, الحفلة الفنية الساهرة التي تسبق حفل التخرج بحوالى أسبوع من نهاية كل دورة. وتكون عادة هذه الحفلة حدثاً فريداً يستمتع المجندون بأجوائها المميزة.
من جهة أخرى تشمل النشاطات محاضرات توجيهية تتناول مواضيع صحية واجتماعية يلقيها أساتذة جامعيون. كما تعرض في قاعة المحاضرات أفلام سينمائية وشرائط فيديو ترفيهية ووثائقية. كذلك يتاح للمجندين حضور جميع المباريات الرياضية على مستوى البطولات المحلية والعربية والدولية, علماً أنه تم وضع أجهزة تلفزيون خاصة بكل سرية يمكن من خلالها متابعة مختلف برامج الشاشة الصغيرة.
أما النشاط الأبرز والخاص بالمعسكر حالياً فهو مهمة تنظيف أحراج بكاسين, قيتولا, وجزين, من الأغصان اليابسة والنفايات والأعشاب الضارة, ومن ثم إعادة تأهيل هذه الأحراج. تجدر الإشارة الى أن هذه المهمة نقوم بها سنوياً وتستمر لمدة شهرين, وقد بدأت هذا العام في الثاني من أيار وسوف تستمر حتى العاشر من تموز.

 

■  هل من كلمة أخيرة توجهها للمجندين الموجودين حالياً في المعسكر ولرفاقهم الذين سبقوهم في الخدمة؟

­أود أن أؤكد لجميع الشباب اللبناني الذين خدموا علمهم ولأولئك الذين ينتظرون دورهم, أن المعسكر هو مدرسة الرجولة, ونحن نعتبر أن اندفاع الشباب لخدمة العلم هو مقياس لوطنيتهم وعنوان واضح لشعورهم بالمسؤولية تجاه أي خطر يهدد وطنهم ومستقبلهم.
كما نقـول لأهلنـا, أهل مجندينا, كونوا على يقين أن أبناءكم هم أبناؤنا, وهم في الحفظ والصون في مؤسسة البطولة والفداء.
إنها فرصة هؤلاء الشباب للتعرف على جيشهم ومختلف شرائح شعبهم, وهي أيضاً فرصة الأهل كي يضمنوا مستقبل أولادهم بعد استعادتهم من الخدمة في جيش الوطن, تملأهم الوطنية والشعور بالفخر والثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية والتغلّب على المشقات مهما عظمت.

 

العميد الركن ميشال المير: أكثر من مئة ألف متخرّج

■  كم بلغ حتى اليوم عدد المتخرجين من معسكر عرمان, رتباء وأفراداً؟

­منذ تأسيس معسكر خدمة العلم الثاني في عرمان في أيار 1995, بدأنا العمل في المعسكر مع الدفعة العاشرة من المجندين وحتى اليوم خرّجنا 29 دفعة إضافة الى 15 دفعة من الرتباء المجندين, وبلغ العدد الإجمالي للمتخرجين من المعسكر 100888 متخرجاً.

 

■  هل المعسكر مجهّز بالمعدات الكافية والمطلوبة لهذا العدد الكبير من المجندين؟

­تقوم قيادة المعسكر والوحدات كافة بعمل إداري ولوجستي ضخم لتأمين المستلزمات كافة. بالنسبة للتغذية يجب تأمينها لنحو خمسة آلاف شخص. ويتولى مطبخان ضخمان إطعام المتواجدين في المعسكر من مجندين وطاقم عمل, على دفعتين لكل وجبة, فقاعة الطعام لا تستوعب أكثر من نصف العدد دفعة واحدة.
بالنسبة للمياه يلزمنا يومياً 360 ألف ليتر من المياه نؤمنها من سبعة آبار ارتوازية تابعة للمعسكر, وتتم صيانتها بشكل دوري. أما مياه الشفة فتصلنا عبر شبكات تتم مراقبتها على مدار الساعة, وتخضع لفحص أسبوعي منتظم.
ويحتوي المعسكر على محطة لتكرير المياه المبتذلة تؤمن تنظيف كامل المياه الآسنة الصادرة عنه, وتتم صيانتها ومراقبتها باستمرار.
الى ذلـك يؤمن مـولدان كهربـائيان الطاقـة الكهربائية في المعسكر عند انقطاع التـيار الكهربائي عن المنطقة, وبذلك لا يحدث أي تعـطّل أو خلل في المهام أو الشؤون اليومية.
أما بالنسبة لأماكن الإستراحة, فداخل المعسكر ناد للضباط وآخر للرتباء وهنالك مركزان لبيت الجندي, ومنذ فترة أنشأنا استراحة صغيرة تؤمن بعض الحاجيات الضرورية غير الموجودة في بيت الجندي, وبأسعار مخفضة جداً.
في ما خص الإتصالات فالمعسكر مزوّد بثمانية هواتف عامة تؤمن إتصال المجندين بأهلهم عندما يشاؤون في أوقات الإستراحة, وبشكل منظم منعاً لحدوث أية مشاكل أو حوادث فردية.
كما أن التسهيلات الحياتية متوفرة بصورة دائمة. فهنالك عدد كاف من غرف الاستحمام والمغاسل, حيث المياه الساخنة مؤمنة طوال اليوم. فالنظافة هاجسنا الدائم, لأن أقل تهاون في هذا الأمر ينعكس مشكلة كبيرة في المعسكر بكامله.

 

مواد نظرية وعملية وفنون قتالية

■  ما هي مدة الدورة في المعسكر وما هي المواد التي يتم تدريبها؟

­مدة الدورة التدريبي لمجند الخدمة العادية 240 ساعة (9 أسابيع) في القسم المشترك و84 ساعة
(3 أسابيع) في القسم النوعي, أما لمجند الخدمة اللوجستية فيبلغ عدد الساعات 240 ساعة        
(9 أسابيع), وكذلك الأمر بالنسبة للرتباء المجندين.
يتابع المجندون خلال المكتب رقم واحد في القسم المشترك المواد النظرية والعملية التالية: علم الأسلحة, النظام المرصوص, التوجيه والإعداد المعنوي, المراقبة, التنشئة في الأنظمة والقوانين, ممارسة رمي وسدن أسلحة, هندسة, قانون السير, أسلحة خاصة, الأفعال والمهمات الفردية للمقاتل, قتال الرهط في إطار الحضيرة, حفظ أمن, إسعافات أولية, إشارة, ورياضة إجمالية.
ويتخلل دورة المكتب رقم واحد القسم المشترك: دروس في القتال الليلي, ودروس الأفعال والمهمات الفردية للمقاتل, يليها تنفيذ محاضرات لقادة القطع وضباط الأمن في التنشئة الوطنية والمعنوية والتوجيه, ومحاضرات توعية وتثقيف حول مواضيع الصحة الإنجابية والأمراض المعدية جنسياً, وجلسات حول قانون السير والتقيد بمضمونه, وإلقاء محاضرات توعية عن مخاطر الألغام يلقيها ضباط من المكتب الوطني لنزع الألغام, ومحاضرات توعية حول الآفات الإجتماعية. الى ذلك ثمة دورات لمحو الأمية وجلسات في التنشئة المدنية والقوانين.
الى ذلك وخلال الدورة يتم اختيار عناصر لتدريبهم على الفنون القتالية, وهؤلاء يكونون من ذوي البنية القوية ويتمتعون باللياقة البدنية.

 

■  ما هي النشاطات التي يتم التركيز عليها في التدريب؟

­تتصدر لائحة الأولويات أمور التوجيه والإعداد المعنوي. ثم تأتي النشاطات العسكرية ومنها كيفية تقليب واستعمال السلاح, وواجبات الخفير, ومهمات عناصر حاجز التفتيش, ومهمات عناصر الدوريات, ومهمات عناصر المداهمة وعمليات حفظ الأمن, وتدابير وإجراءات الحيطة العملانية وفقاً للظروف الطارئة, والإنضباط والقيافة والهندام والمظهر العسكري والنظافة بكل وجوهها: نظافة الكف, واللسان, والجسد.

 

■  من خلال الدورة التي تدوم لمدة ثلاثة أشهر يقوم المجندون بمهمات ونشاطات كثيرة, ما أهمها؟

­تبدأ النشاطات بالزيارة التقليدية لأهالي المجندين والتي تجري يوم الأحد من الأسبوع الثاني لالتحاق الدفعة, حيث يستقبل المجندون أهاليهم ويمضون النهار برفقتهم. ويشكل هذا الحدث بالنسبة للمعسكر دافعاً للعمل المتواصل, حيث يبلغ عدد المتواجدين على أرض المعسكر في هذا اليوم 24 ألف شخص على أقل تقدير, يأتون من مناطق لبنان كافة, ولكل منهم ثقافته وذهنيته وأفكاره التي تتآلف بفضل الوعي الدائم لأفراد الجيش المتواجدين في المكان, وبفضل التعليمات وعملية حفظ الأمن الدقيقة المنفذة في المعسكر.
وتجري في المناطق المحيطة بالمعسكر تمارين سير تتراوح بين 12 و20 كلم, وبعد أسبوعين من الالتحاق يستلم المجندون في احتفال, بيرق وشعار المعسكر. وهنالك طوال فترة التدريب اختبارات جدارة الوحدة, واختبار السرية المميزة التي ستواكب علم الجيش دخولاً وخروجاً خلال احتفال التخريج, ما ينمي روح الخلق والإبداع والمنافسة ليشعر العناصر بشعور عسكري يدعى عصبية القطعة.
كذلك تجري خلال فترة التنشئة مباريات اليوم الرياضي, ورماية ومعمودية النار, وحفلة توزيع الكؤوس على الوحدات والقطع المجلية في جدارة الوحدة واليوم الرياضي, فتقام حفلة ترفيهية للرتباء المجندين يعرضون في خلالها مواهبهم, الى احتفال آخر لتقديم الرتباء المجندين والمجندين للعلم.

 

التواصل مع المجندين

■  كقائد للمعسكر كيف يتم التواصل بينك وبين المجندين؟

­في كل أسبوع ألتقي مع المجندين الذين طلبوا المواجهة, كما أختار بنفسي وبشكل مدروس, للحفاظ على الموضوعية, عدداً آخر من المجندين فألتقي بهم وأحاورهم وأسألهم عن مشاكلهم وهمومهم والصعوبات التي تواجههم في المعسكر. ويصل عدد المجندين الذين ألتقيهم أسبوعياً الى نحو 40 الى 50 مجنداً, أقابلهم خلال فترة الإستراحة حيث أحاول معالجة مشاكلهم وفي الوقت نفسه أحاول إيصال التوجيهات والنصائح الضرورية لهم. كما أطرح عليهم أسئلة متعلقة بالدروس والمحاضرات للإطلاع على مدى استيعابهم ومدى وضوح طريقة الشرح ومهارة المدرب أو المحاضر.
بهذه الطريقة أبقى بشكل متواصل على اطلاع دائم وعلى بيّنة من كل الأمور التي تحدث داخل المعسكر, ما يؤمن التواصل والثقة بين قيادة المعسكر والمجندين.

 

الاستفادة من خبرات المجندين

من ناحية أخرى, أسعى دوماً الى الاستفادة من الطاقـات الموجودة في المعسكر وإكسابها خبرة في المجالات كافة. والضباط المجندون المشكلــون الى المعسكر يقومون بوضع معلوماتهم بتصرفنا, فيقوم بعضهم بإلقاء محاضرات للمجندين كل في اختصاصه, ويوزع الآخرون بحسب مجالات العمل التي يمكنهـم تأمينها في المعسكر, وهذا أمر يُغني الطرفين فيستفيد الجميع وتغلب المصلحة العامة.
ويضيف العميد الركن المير قائلاً: في الفترة السابقة كان التدخين محظوراً داخل المعسكر, إلاّ أن العدالة لم تكن مطبقة حيث كان الضباط والرتباء العاملون في المعسكر يدخنون بشكل عادي جداً, فيما كان المجندون يشترون السجائر بأغلى الأسعار بسبب ندرتها, ويدخنونها سراً في أماكن مخفية في المعسكر فقررت, ولمصلحة الجميع, وبما أن كل المجندين هم أشخاص بالغون وراشدون, السماح بالتدخين علناً, في أوقات الإستراحة فقط؛ كما تم تأمين بيت الجندي في المعسكر بعلب السجائر بأرخص الأسعار الممكنة, فلم تعد المتاجرة السرية قائمة, كما أنه لم يعد على المجند أن يضطر الى الاختفاء والكذب ومخالفة القوانين بسبب التدخين. إضافة الى ذلك فنحن نحرص بشكل دائم على إلقاء محاضرات عن مضار التدخين وأهمية الابتعاد عنه للمحافظة على صحة الجسم والأسنان والبشرة.

 

■  ما هي أبرز الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال خدمة العلم؟

­تهدف خدمة العلم لإعداد المجندين كمقاتلـين في القوى المسلحة فيكونــون على استعداد دائم لخدمة وطنهم ويهبّون لمساعدته عندما يدعو الواجب, مسلحين بخبرة عسكرية وروح وطنية يتم غرسها وتنميتها فيهم خــلال فترة تجنيدهــم. ففي هذه الفترة نخلق لدى المجند روح النظام والانضباط في نفسه, وننمي لياقته البدنية, ويتم تدريبهم على اكتساب المهارات العسكرية واستخدام السلاح في مختلف ظروف المعركة بغيــة تنفيذ المهمات العسكرية التي قد توكل إليهم بصورة فردية أو جماعية. بالإضافة الى ترسيخ القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان وواجباته وحقوقــه أو التنشئة الوطنية السليمة التي تساعد العناصر الآتية من مختلف أنحاء الوطن بما لديها من اختلافات ثقافية وعقائديـة ومذهبـية واجتماعية وحزبية, على تحقيق الانصهار الوطني بحيث تذوب جميــع الفوارق ويتحد الجميع تحت لواء الوطن. كذلك تنمي التنشئة فيهم روح العطاء والإقدام وتقوي ثقة الفرد بنفسه وبدولته وبمؤسساتها الشرعية.
وهكذا يتخرج المجند إنساناً واثقاً بنفسه, مواطناً صالحاً يحب وطنه ويعمل لخيره, يقدّر قيمة الوقت وأهمية العمل الفردي والجماعي, ويتحمل مسؤولية نفسه ويواجه مختلف المواقف بحزم وشجاعة ورباطة جأش. 

 

معسكر الوروار

تأســس معسـكر خدمـة العلــم الأول في الـوروار في الأول من شبـاط عـام 1993 بموجـب مذكـرة خدمـة صـادرة عن قيـادة الجيـش فـي 8 /1 /1993, وصمّـم لكي يسـتوعب ما يزيـد عن ثـلاثـة آلاف مجـند.
في 2 آب 1993, تم استدعاء أول دفعة من المدعوين الى الخدمة, ومنذ ذلك التاريخ استقبل المعسكر 38 دفعة من المجندين بحيث بلغ مجموع الملتحقين حتى اليوم 112 ألف شاب من مختلف أرجاء الوطن.

 

معسكر عرمان

أنشئ معسكر عرمان في السادس عشر من أيار من العام 1995 وعلى مساحة 500 ألف متر مربع؛ وهو يتسع لنحو 4 آلاف مجند موزعين على ثمانية كتائب تدريب, اضافة الى قيادة المعسكر, وسرية القيادة والخدمة, واللفيف اللوجستي وسرية المدافعة.
والجدير ذكره أن عديد الضباط في معسكر خدمة العلم الثاني يتراوح ما بين 135 و160 ضابطاً ما يجعله أكبر الوحدات الثابتة من حيث عدد الضباط.  

 

حالات الإعفاء والتأجيل من موجبات خدمة العلم

- الإعفاء النهائي:
أ  - العسكري السابق الذي أتم سنتي خدمة فعلية.
ب - ­ بقية الأولاد لوالدين استشهد لهما ولد في إحدى المؤسسات الرئيسية.
ج - الإبن الوحيد لوالديه أو لوالده أو لوالدته.
د - ­ رجل الدين الممارس لواجباته الدينية.
هـ­ - المصاب بمرض غير قابل للشفاء أو بعاهة.
و - المؤجل لأسباب صحية لمدة ثلاث سنوات متتابعة بسبب استمرار المرض.
ز - المحكوم بعقوبة قضائية لمدة خمس سنوات وما فوق.
ح - المحكوم بإسقاطه من الحقوق المدنية بحكم نهائي.
ط - اللبنانيون من مواليد 1972 والسنوات السابقة.
ي - المحررون من السجون والمعتقلات الإسرائيلية شرط أن لا تقل المدة عن ثلاثة أشهر.
ك - أولاد الشهداء وبقية الأولاد لوالدين استشهد لهما ولد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ل - أولاد وأشقاء شهداء الإطفاء والدفاع المدني الذين قضوا أثناء تأدية الواجب.
م - كل لبناني مقيم في الخارج على أن لا تقل مدة إقامته في الخارج عن خمس سنوات.

 

- الإعفاء الى أجل:
أ - ­ عضــو الحكـومـة أو المجــلس النـيـابي وحتـى إنتـهـاء الولايــة.
ب- ­ الموجود مؤقتاً خارج الأراضي اللبنانية وحتى دخوله إليها.
ج- أشقاء من يؤدي خدمة العلم وحتى تسريحه كمجند.
د - المحكـوم لمـدة تقـل عن 5 سنوات حبس وذلك طيلة مدة تنفيذ الحكم.
هـ - ­ الموقوف رهن التحقيق وذلك طيلة مدة توقيفه.

 

- التأجيل لمدة سنة قابلة للتجديد:
أ -­ طالب التحصيل الثانوي والجامعي والعالي شرط أن لا يتجاوز عمره:
20 سنة للطالب الثانوي.
25 سنة للطالب الجامعي.
29 سنة لطالب التخصص الجامعي.
ب - ­ من يثـبت طبياً عدم صلاحيته المؤقتة لخدمة العلم.
ج ­- المعيل الوحيد لوالديه أو أخوته أو أخواته أو زوجته أو أولاده أو لأحد هؤلاء.

 

- توقف الإعفاء أو التأجيل:
أ ­- يفقد المستفيد من الإعفاء النهائي أو التأجيل حقه بذلك لدى زوال سبب الإعفاء أو التأجيل.
لمزيـد من المعلـومات الإتصال بمديريـة التعبـئة أو مراجعة عنـوان الجيش على الإنترنت.

 

برنامج يوم عمل عادي للمجند

1­- الساعة 5,00 صباحاً: النهوض.
2­- من الساعة 5,30 ولغاية س 6,00 : رياضة صباحية.
3­- من س6,00 ولغاية س 6,30: قيافة وهندام.
4­- من س 6,30 ولغاية س 7,00: تناول وجبة الفطور.
5­- من س 7,00 ولغاية س 8,00: نظافة عامة لقطاعات التنظيف وترتيب الغرف والأسرّة.
6­- الساعة 8,00: إجتماع وحدات الكتيبة وكافة عناصر ملاك التدريب وضابط الأمن مع قائد الكتيبة لإعطاء التوجيهات العامة.
7­- من س 8,00­  -  13,50 : متابعة برنامج التدريب (نظري ­ عملي).
8­- من س 14,00- ­15,00: تناول وجبة الغداء.
9­- من س 15,00- ­ 16,00: استراحة.
10­- من س 16,00 -  ­ 18,45: متابعة برنامج التدريب.
11-­ من س 19,00 ­-  19,30: تناول وجبة العشاء.
12-­ من س 19,30 – ­ 22,00: اجراء تعدادات مسائية على المجندين.
13-­ س 22,00: إطفاء الأنوار.
14-­ س 23,00: تعداد صامت على الأسرّة.

تصوير:المجند فادي سمعان