ذكرى الاستقلال

دعوة للشباب
إعداد: باسكال معوض بو مارون

عقب انتهاء العرض انتقل قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار الضباط، الى قصر بعبدا حيث قدموا التهاني إلى فخامة رئيس الجمهورية بالمناسبة.



تأتي احتفالات عيد الاستقلال السبعين المميزة هذا العام كمناسبة لجمع الشعب اللبناني حول مفهوم التجذّر بالأرض، ودعوة لهم للتشبّث بلبنان والتمسّك باستقلاله الذي يدافع عنه الجيش مدعومًا بثقة اللبنانيين والتفافهم حوله.
من هنا أطلقت قيادة الجيش شعار «شعبك بحبك» مع صورة أشجار الزيتون التي يقطف ثمارها اللبنانيون، في ظل أجواء عامة مضطربة في المنطقة، تدعو إلى حماية هذا الاستقلال مما يحدث حولنا من مظاهر عنيفة وغريبة عن بيئتنا ومجتمعنا اللبناني، والعودة إلى جذورنا الأصيلة من خلال حب الوطن وجيشه وأرضه.
وتميّز احتفال هذا العام بثلاث محطات أغنت عيد الاستقلال وعرضه العسكري: أوّلها تحية وفاء للراحل الوطني الكبير وديع الصافي الذي أصبح رمزًا وطنيًا ساميًا، وثانيها مشاركة حوالى 200 طالب من المتفوّقين في مختلف جامعات لبنان في العرض العسكري، دلالةً على الوحدة والتضامن بين الجيش والمجتمع المدني المثقف، وخصوصًا أن الشباب مستقبل لبنان الواعد الذي يُعوّل عليه لترسيخ دعائم الاستقلال والمشاركة والانخراط في الحياة العامة من بابها الوطني الصحيح.
أما سابقة هذا العام، فكانت مشاركة سرية  
من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في العرض، ضمّت أفرادًا من مختلف الدول المنتمية لهذه القوات.
وتؤكد هذه المشاركة التقارب الكبير الذي تحقق مع أفراد اليونيفيل للعمل مع الجيش ومؤازرته
لما يضمن مصلحة الوطن وحماية سيادته.

 

على هامش العرض مشاعر ووزنات

• «لو حضر كل لبناني عرض الاستقلال مباشرة، لعشق الشعب لبنانه من جديد»، فكرة جالت في رأسي وأنا جالسة في واحة تعبق في أجوائها روح الوطنية والعزّة والعنفوان: رؤوس فوق النجوم، ووجوه كرّس العزم ملامحها، وصدور تخفق تحتها قلوب تكاد تسمع نبضاتها الفخورة بلبنانها، وأقدام تميد الأرض من تحتها تصرّ وتؤكّد «بخبطاتها»: «لبنان لنا، ولن نتزحزح من هنا».

• أسلحة أوتوماتيكية، متحسسات ألغام، عدة التزلّج، دبابات، مدرعات، أو حتى صحون التقاط، عبّرت كل قطعة منها عن هوية المشاركين في احتفال الاستقلال: حماة الوطن لكل منهم سلاح أو آلية ميّزته وأعطته خصوصية تفرّد بها عن الآخرين، ليقدم ما عنده من «وزنات» على مذبح الوطن؛ اختلفوا باختصاصاتهم ومهماتهم، ولكن ما جمعهم كان الأكبر في قلب كل فرد منهم: جذوة الإيمان بالوطن وتصميم مرسوم على جباهم وفي عيونهم وفي صدورهم العارمة الخافقة بحب لبنان.

• عجّت منصات المدعوين بالأهالي الذين رافقوا أولادهم للاستمتاع بهذا الحدث الوطني المميز، وكان الوالد يحدّث ابنه المراهق عن رجالات الاستقلال تارة وعن وحدات الجيش الخاصة التي تصدّت للإرهاب في نهر البارد «ومسحوا الإرهابيي قبل ما يبلشوا مخططاتهن عالأرض» في عبرا...
إلى تلك السيدة التي حضرت مع صغارها الثلاثة ووقفوا خلال العرض مؤدّين التحية متأهبين متعجبين من التراصّ الدقيق للوحدات وآلياتهم الكبيرة، مطلقين تعليقات طفولية: «واو شو قَوايا» ليك الدبابة يللي بتقصف عالـvilains، نيّالن!».
الكل راقب العرض، كبارًا وصغارًا، وأُعجبوا بجيش هو على فوهة البركان دومًا واستطاع على الرغم من كل الصعاب أن يبقى رمز الوحدة الوطنية ويدافع عن لبنان.