ذكراهم خالدة

دماء شهدائنا ­غالية ونحن أوفياء لها

بعيدًا من كل السجالات والجدالات السياسية على الساحة اللبنانية، يواصل جيشنا تنفيذ مهماته المتشعّبة بكل ما أوتي من عزم والتزام وحرص على مصلحة الوطن، ويواصل عسكريوه التوقيع بدمائهم على وثيقة تضحياتهم التي تُضاف إليها صفحات جديدة مع كل إشراقة شمس…
على مسافة أيام معدودة من انفجار مخزن الأسلحة والذخائر في وادي زبقين – صور الذي أدى إلى استشهاد ستة عسكريين وإصابة آخرَين، كان للجيش موعد جديد مع التضحيات الأسمى، إذ قدّم اثنين من رجاله على مذبح الشهادة. ففي أثناء الكشف على مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي بعد سقوطها في منطقة الناقورة، انفجرت المسيّرة ما أدى إلى استشهاد ضابط وعسكري وجرح عنصرَين آخرَين.

 

قائد الجيش يعزي عائلات الشهداء
قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي أكّد أنّ المؤسسة تكبر بشهدائها وتستمد منهم العزم والقوة، زار عائلات الشهداء الثمانية مقدمًا واجب العزاء. فتوجّه إلى بلدة دعبال – صور حيث قدّم التعازي بالمجند أحمد فاضل، ثمّ إلى البيساريّة – صيدا معزّيًا بالمجند هادي الباي، وإلى حي الفيكاني – زحلة حيث المؤهل أول عباس سلهب، كما زار بلدة مجدلون – بعلبك مقدّمًا التعازي بالمجند إبراهيم مصطفى، وانتقل بعدها إلى الشويفات – العمروسية معزّيًا بالمجند محمد شقير، وإلى العبّوديّة – عكار حيث المجند يامن الحلاق، ثمّ إلى داريا – الشوف مقدّمًا التعازي بالملازم أول محمد إسماعيل، ليختتم جولته في شهابية الفاعور – زحلة حيث المعاون أول رفعت الطعيمي.
وخلال تقديمه التعازي، ثمّن العماد هيكل تضحيات عائلات الشهداء واعتبر أنّ الجيش يُمثّل العائلة الأوسع لذوي الشهداء ويعمل على متابعة أوضاعهم باستمرار.
كما أشار إلى صعوبة المهمات التي تؤديها الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، لافتًا إلى أنّها تبذل مع سائر الوحدات جهودًا جبارة للوصول بالوطن إلى بر الأمان.
وقال العماد هيكل: «دماء شهدائنا غالية ونحن أوفياء لها. إنني ألمس محبتكم وثقتكم وصلابتكم كلما دخلتُ إلى منزل شهيد من الجيش، وإنّ التفاف عائلات الشهداء حول الجيش دليل على ما تتميز به من وطنية. نحن مستمرون من أجل لبنان واللبنانيين ولن تُثنينا الصعوبات عن أداء واجبنا».
وقد أشاد بمهنية الشهداء ومناقبيتهم وانضباطهم، واستعدادهم للتضحية حتى الشهادة، مؤكدًا أنّ عناصر المؤسسة العسكرية ينفّذون مهمات معقدة ودقيقة على امتداد مساحة الوطن، لا سيما في الجنوب حيث تواجه الوحدات العسكرية أخطارًا متنوعة، وتعمل في ظروف صعبة وسط استمرار الاعتداءات من جانب العدو الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، قال العماد هيكل «إنّ الجيش هو الحصن المنيع وخط الدفاع الأول بالنسبة إلى جميع اللبنانيين، وإنّ صمود الجيش هو أحد أهم عوامل صمود الوطن.»
كما أشار إلى أن القيادة تفتخر بشهدائها وتعتز بهم، وتبقى وفية لعائلاتهم، لافتًا إلى أنّ الجيش سوف يواصل تحمُّل مسؤولياته مهما بلغت الصعوبات.
وفي سياق متصل، عاد قائد الجيش في المستشفى اللبناني الجعيتاوي – بيروت العسكري الجريح الذي أُصيب جراء وقوع انفجار على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين – صور، بتاريخ ٩/٨/٢٠٢٥، فاطلع على سير علاجه متمنّيًا له الشفاء العاجل.

 

سطور من مسيرة

الملازم الأول الشهيد محمد إسماعيل

من مواليد 9 /1 /1996 داريا – الشوف.

تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 14 /11 /2016.

حائز على تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

الوضع العائلي: عازب.

 

المعاون الأول الشهيد رفعت الطعيمي

من مواليد 21 /7 /1980 تربل – زحلة.

تطوع في الجيش بصفة جندي متمرن اعتبارًا من 7 /4 /2001.

حائز عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

متأهل وله 6 أولاد.