جيشنا

رئيس الأركان يرعى تكريم خريجي العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية
إعداد: نينا عقل خليل

برعاية رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان وحضوره وفي حضور المدير العام لوزارة التربية ممثلاً بالدكتورة فيرا زيتوني، وعدد من الفاعليات العسكرية والتربوية والروحية، أقامت رابطة أصدقاء وخريجي الجامعة اللبنانية - كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، احتفالاً تكريميًا لخريجي الجامعة من ضباط السلك العسكري ومدراء القطاع التربوي، وذلك في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء العسكريين، ألقى رئيس الأركان اللواء الركن سلمان كلمة أكد فيها «التكامل ما بين المؤسسة العسكرية والكيان التربوي اللبناني في بناء الوطن وحمايته»، وقال:
«هذا يوم جديد نحتفل فيه بتأكيد التواصل، لا بل التعاون والتكامل ما بين المؤسسة العسكرية والكيان التربوي اللبناني، فنحن نبني هذا الوطن معًا، بناؤه يتمّ بإعداد مواطنيه، طالبًا كان أو جنديًا، وحمايته تتمّ بالحفاظ على رسالته الوطنية والإنسانية، قبيل الإنصراف إلى حمل البندقية واعتمار الخوذة، لأن في تلك الرسالة دلائل على التراث والتاريخ، وإشارات واضحة إلى وحدة الوطن وقدرته على مواجهة المصاعب والأزمات».
وأضاف: «أعبّر عن امتناني الكبير لهذه الدعوة الكريمة، وأتشارك مع سعادة مدير عام التربية في توجيه التهنئة إلى المتخرّجين، عسكريين ومدنيين، كما أثني على جهود القيّمين على الجامعة اللبنانية، خصوصًا كلية العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال، تلك الجهود الهادفة إلى رفع المستوى، وتطوير المناهج، وإعلاء البنيان، على الرغم من ضيق ذات اليد في الكثير من الأحيان. وهذا ما نسير عليه نحن في المؤسسة العسكرية لجهة المؤالفة مع الإمكانيات المادية المحدودة، وعدم اعتبارها جدارًا فاصلاً ما بين الواقع وتحقيق الطموحات. ولعلّ في الطريق التي تسلكها الأجيال في المستقبل، سبيلاً إلى اليسر والبحبوحة، كيف لا وأمامنا هذه الوجوه الواعدة، سواء في الأساتذة والإداريين، أم في الطلاب والمتخرّجين؟.

 

إنكم تذكرون مؤسستنا العسكرية مع الكثير من المحبة والتشجيع والتضامن، وأنا بدوري أتوجّه إلى جامعتكم بالثقة والأمل، لما لها من دور وطني ومن إنجازات علمية وثقافية. فخريجوها المنتشرون هنا وهناك، ومن بينهم الذين تطوّعوا في الجيش بصفة ضباط اختصاصيين في مجالات الطب والصيدلة والهندسة والإدارة، كانوا من خيرة المتطوّعين، وقدموا الدليل تلو الآخر على أصالة قيمها ونضارة ثمارها، وأنا أذكر هنا أيضًا جامعتنا الخاصة التي تؤازر جهودكم، وتتمّم مشاريعكم الحضارية على كلّ صعيد، كما أنها بدورها ترتبط مع المؤسسة العسكرية بكثير من النشاطات والبرامج المستقبلية، والاتفاقات الهادفة إلى البناء والتطوير، ونحن من دون شكّ، في السلم كما في الحرب، نحتاج إلى تعاون الجميع، خصوصًا النخب المتعلّمة والواعية، في سبيل مواجهة الأخطار وإبعاد شبح الفتن والأزمات.
إن المجتمع الراقي الذي تعملون من أجله، هو خير معين على تخطي تلك المصاعب. ولا شكّ في أن الظروف الحرجة التي تمرّ بها بلادنا اليوم، تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الوعي الذي تنشرونه من خلال علمكم الرفيع وخبراتكم المتراكمة، ففي الشؤون الداخلية لا بدّ من تأجيل دور البندقية والاحتكام أولاً إلى الحكمة والتعقّل. ونحن في الجيش نرى أمامنا مواطنين وليس أعداء، إلاّ أن ذلك لا يتيح لأي كان أن يتخطّى أصول الحرية والحياة المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، والقوانين والأنظمة التي تشكّل صمام أمان للجميع».
وختم رئيس الأركان كلمته بالقول:
«أتوجّه إلى رابطة أصدقاء الجامعة اللبنانية في عاليه وخرّيجيها بالشكر والامتنان على إقامة هذا الاحتفال الحضاري، كما أعود وأتوجّه إلى المتخرّجين، خصوصًا من ضباط الجيش، ومدراء القطاع التربوي، بالتهنئة والتشجيع، وأحيّي دائمًا جامعتنا الوطنية، داعيًا أهلنا في جميع أنحاء الوطن إلى توجيه بناتهم وأبنائهم للانتساب إليها، مع ثقتي التامة بأن قاعاتها العامرة بالحيوية والمحبة قادرة على استيعاب الجميع».