- En
- Fr
- عربي
أخبار ونشاطات
ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللواء الركن المصري:
نعاهدكم أن يبقى الجيش متمسكاً بثوابته وحافظاً لتضحيات شهدائه وأميناً على إرث أجياله
لمناسبة العيد السنوي لتأسيسها، أقامت رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية حفل غداء في المجمع العسكري في جونيه، حضره كل من قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اللواء حسن محسن ممثلاً دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، اللواء سعيد عيد ممثلاً دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة، دولة نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء المتقاعد عصام أبو جمرا، العميد الركن إدمون فاضل ممثلاً وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المرّ، نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وعدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ومدير عام أمن الدولة العميد الياس كعيكاتي وممثلا مدير عام الأمن العام ومدير الجمارك العامة، بالاضافة إلى عدد من كبار ضباط القيادة.
وقائع الاحتفال
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى رئيس الرابطة العماد المتقاعد ابراهيم طنوس كلمة استهلها بالقول: «يسعدنا الاحتفال بعيد تأسيس رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية التي تأسست العام 1955 متفرغة لحمل هموم المتقاعدين العسكريين ومتابعة اوضاعهم المعنوية والمادية والسهر على تأمين حقوقهم وحمايتها. تلك الرابطة التي لم تتأخر يوماً حتى في الأيام الحوالك التي عاشها الوطن مؤخراً عن القيام بالوقوف الى جانب جميع المؤسسات الأمنية الأم، وبنشاطات وتحركات هدفت الى التوعية الشاملة إنقاذاً للوطن على امتداده الجغرافي الكامل. فرحة العيد هذه السنة تجلّت في الانفراجات السياسية والأمنية بعد انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال رئيساً للجمهورية وتأليف حكومة الوفاق الوطني وتحرير الأسرى وتكاثر الحديث عن استكمال تحرير الأرض».
وأضاف قائلاً:«المتقاعدون خميرة البركة وأصحاب البناء وواضعو أساسات الدولة وهم من أفنى العمر وقدّم زهرة الشباب لبلد يحلمون أن يروه في مصاف الدول المتقدّمة واضعين بين أيدي المعنيين أمانة حفظ حقوقهم والحفاظ على كراماتهم، لا سيما انه جرى حرمانهم من فروقات سلسلة الرواتب حتى اليوم واستهدفوا مؤخراً بكراماتهم عندما تقرر إعطاء المتقاعد نصف الزيادة التي منحت لمن هو في الخدمة الفعلية، وكأنهم يقولون «أيها المتقاعد أنت نصف انسان» وغاب عن بالهم أنهم اما أبناء هذه الفئة أو بعض أعضائها مستقبلاً. علماً أن ما يتقاضاه المتقاعد هو حق له وبعض مما اقتطع من راتبه كضريبة تقاعدية طوال فترة خدمته».
وأشار إلى «أن الرابطة عملت على التواصل مع مختلف قطاعات المتقاعدين الذين التقت معهم ضمن هيئة تنسيق مشتركة تضمّ قدامى القضاة والسفراء وموظفي القطاع العام المدنيين المتقاعدين. وهي تعمل على تقديم المساعدات المادية والمعنوية لأعضائها على الرغم من ضآلة مواردها» وأضاف: ولما كنا بصدد ذكر المعونات وعملاً بالقول المأثور «إذكروا الفضل لأهله» نغتنم هذه المناسبة لتكريم معالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة ممثلة لمؤسسة الأمير الوليد بن طلال لتقديمها لرابطتنا مساعدة مالية سخية تمكيناً لها من القيام بمسؤولياتها تجاه المتقاعدين. وقد كلفت الهيئة التنفيذية في الرابطة وفدها الى مؤتمر «الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب» المنعقد في دولة الكويت الشقيق، بعرض ما قدّمته هذه المؤسسة من عطاءات لمعالجة النواحي الاجتماعية في المناطق اللبنانية وما كان لعملها من انعكاس على استتباب الأمن، فلاقى طرحه استحساناً كبيراً لدى المؤتمرين الذين قرروا منح معالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة «الوسام الشرفي» تقديراً للانجازات التي تقوم بها، وكلفوا رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية تقديم هذا الوسام باسم الاتحاد المذكور.
وخاطب الوزيرة الصلح قائلاً: «نتشرف أن نتشارك معهم في تقديم درع الرابطة لمعاليك تقديراً وعرفاناً لشخصك الكريم ولمن تمثلين يا من تزرعون الخير في النفوس في المناطق كافة». وختم بالقول: «إن مشاركة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء والنواب والشخصيات الحاضرة تضيف إلى هذا العيد وإلى هذا التكريم بهجة خاصة فلكم منا ولكل من قدّم أية مساهمة لهذه الرابطة ولجميع الحضور في هذه القاعة وكل من ساهم في انجاح هذه المناسبة. خالص الشكر».
كلمة اللواء الركن المصري
بعد ذلك، ألقى ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللواء الركن المصري كلمة نوّه فيها بتضحيات الضباط المتقاعدين ومناقبيتهم، وارتباطهم الوثيق بمؤسستهم الأم. وإذ استهل كلمته بالترحيب بالوزيرة الصلح صاحبة الأيادي البيضاء في دعم المؤسسة العسكرية، ومساعدة هيئات المجتمع المدني على كل صعيد... قال:
يسرني أن أنقل اليكم تحيات فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، حيث شرّفني بتمثيله في اللقاء السنوي للرابطة، والذي يأتي هذا العام ليؤكد مرة أخرى، على وحدة الدم والدرب والمصير بين رفاق الأمس واليوم، وعلى متانة علاقة الرابطة مع المؤسسة الأم، هذه المؤسسة التي تستمر عزيزة بكم، وفية لكم بعد أن وهبتم سني عمركم لها، وبذلتم في سبيلها الغالي والنفيس، فكان لكم الشرف الرفيع في تثبيت دعائمها على أسس صلبة، وفي إعلاء مداميكها لبنة لبنة، حتى غدت بفضلكم وبفضل رفاقكم السابقين واللاحقين، منارة تهتدي بها الاجيال، ومعيناً صافياً نقياً، ينهل منه اللبنانيون جميعاً، معاني الانتماء للوطن، وحقيقة العيش المشترك بين ابنائه، وإرادة التضحية والعطاء في سبيله. فشكراً لكم على دعوتكم الكريمة، وأهلاً وسهلاً بكم بين أحضان جيشكم، أخوة أوفياء مخلصين.
يا رفاق السلاح
كما لكل شعب تاريخ يفخر به، فيطبع سلوكه وثقافته وسبل حياته بسمات مميزة، ويستمد منه الطريق نحو تحقيق طموحاته، كذلك لكل جيش إرثه المعنوي والمادي، الذي يمثل مبادئه وقيمه وتقاليده، وخلاصة تجاربه وخبراته، ومجمل إنجازاته التي تشكّل بدورها نقطة الانطلاق نحو مزيد من البناء والتطور، لكن الجيش اللبناني منذ تأسيسه، ومنذ ان ارتدى فيه أول جندي بزته العسكرية، كان يدرك بأن واجبه لا يقتصر على حماية تراب الوطن من أي اعتداء خارجي فحسب، بل إن من واجبه ومسؤولياته أيضاً الحفاظ على رسالة لبنان، التي طالما شكّلت علة وجوده ومصدر تألقه، كواحة للحرية والانفتاح وتلاقي الحضارات في مشرقنا العربي والعالم أجمع، فكان على الجيش أن يجسد باستمرار الصورة الفضلى للمجتمع اللبناني بفسيفسائه المتناسقة المتكاملة. وعلى الرغم من الازمات المتلاحقة التي عصفت بالبلاد خلال عقود من الزمن، كسب جيشنا الرهان بفضل وحدته وولاء عسكرييه ومناقبيتهم، حيث واظب على أداء واجبه، قوياً منيعاً، ضامناً لوحدة الوطن، وحامياً للشعب الذي وجد فيه ولا يزال، مستقر آماله وملاذه الآمن في أوقات الشدائد والصعاب.
أيها الإخوة الاعزاء
إن لقاءنا اليوم يرتدي حلة جديدة زاهية، بعد عام، سطّر خلاله الجيش نجاحاً باهراً في مواجهة الإرهاب وفي مسيرة الحفاظ على السلم الأهلي، مقدّماً مئات الشهداء والجرحى قرابين طاهرة على مذبح السيادة والكرامة الوطنية، كما حقق الوطن إنجازات كبيرة أبرزها، توافق اللبنانيين الذي كان لدور الجيش وتضحياته، عظيم الأثر في تحقيقه، حيث توّج هذا الاتفاق بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، في ظل اجماع رسمي وشعبي وتقاطع إقليمي ودولي قلّ نظيره، وفي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتي حرص فخامته على تسميتها بحكومة الارادة الوطنية الجامعة، كذلك عودة الاسرى وجثامين المقاومين الشهداء من ارض فلسطين ومن غياهب السجون الإسرائيلية، إلى اهلهم وديارهم أعزاء مكرمين، محاطين بأركان الدولة وممثلي الشعب بكل شرائحه، في عرس وطني عمّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه، الأمر الذي أضفى على حياة المواطنين بشائر الأمل والرجاء بمستقبل مشرق واعد، يستعيد فيه الوطن موقعه المميز ودوره الريادي بين سائر الاوطان. غير أن هذه الثقة العارمة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها التي شكّلت إكليل غار على جبين كل فردٍ من أفراد المؤسسة، إنما تلقي على عاتق العسكريين جميعاً مسؤوليات إضافية، وتحتّم عليهم بذل المزيد من الجهد والتضحيات، حفاظاً على المكتسبات الوطنية، ومواكبة لمسيرة النهوض بالبلاد على مختلف الاصعدة.
إننا في المؤسسة العسكرية لفخورون جداً بكم، بعد أن جعلتم من الرابطة مصهراً للوحدة الوطنية، ووقفتم إلى جانب الجيش قلباً وقالباً في كل التجارب القاسية التي مرّ بها خلال السنوات الأخيرة، فكنتم بحق، وجهه الآخر ودمه النابض في عروق المجتمع المدني، وكلي أمل وثقة بأن تستمروا على ما دأبتم عليه، رسلاً وشهوداً له، تدافعون عنه بالكلمة المسؤولة والإرادة الصادقة والموقف الشجاع، وتنشرون بين أهلكم وفي ميحطكم، روح المواطنية الحقة، وكل ما تنشأتم عليه من قيم عسكرية وأخلاقية وإنسانية، فتسهمون بذلك في إعلاء شأن جيشكم، وفي تحصين وحدة الوطن وأمنه واستقراره.
باسم فخامة الرئيس أتوجه بالتهنئة للرابطة رئيساً وأعضاء في عيدها السنوي، وباسمي شخصياً أعاهدكم أن يبقى هذا الجيش متمسكاً بثوابته الوطنية والعسكرية، حافظاً لتضحيات شهدائه، أميناً على إرث أجياله، وفياً للرسالة والقسم.
وتخلّل الحفل تسليم السيدة ليلى الصلح درعاً تذكارياً ووسام القوات المسلحة العربية، عربون تقدير شكر لدعمها المستمر للمؤسسة العسكرية وللرابطة.