إلى العلم

رفيقات السلاح أقسمن يمين الولاء ومضَين إلى الخدمة

 رئيس الأركان:أمامكنّ مسيرة طويلة من الجهد والعطاء

 

4 أيلول 2018 يوم لم يشهده معسكر الوروار من قبل. ساحات المعسكر التي اعتادت احتضان شبان من مختلف مناطق الوطن وعائلاته، وقفت فيها هذه المرّة 1650 شابة أقسمن بصوت واحد على الولاء للوطن، للعَلم.
رفيقات السلاح أنهين دورة التدريب الأساسي، ليبدأن مسيرة الخدمة «مقتفيات أثر آباء وأشقاء...» على دروب الشجاعة والتضحية.


ترأس رئيس الأركان اللواء الركن حاتم مـلّاك ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، احتفال تخريج نحو 1650 من العسكريين الإناث في معسكر الوروار، في حضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، ورئيسة مجلس المرأة العربية السيدة لينا الدغلاوي مكرزل إلى عدد من ضباط الجيش الكبار وذوي المتخرجات.
ألقى رئيس الأركان كلمة في الاحتفال استهلّها متوجهًا إلى المتخرجات بالقول: «أتيتنّ إلى مؤسسة الجيش، من كل مناطق لبنان وعائلاته، تطلُبْنَ شرف الانتماء إليها، واقتفاء أثر الآباء والأشقاء، الذين سلكوا من قبلكنّ هذا الطريق، وكانوا القدوة في التفاني والإخلاص والاستعداد للتضحية حتى الشهادة.
مع هذا التخرج المفصلي في حياتكنَّ العسكرية، سوف تبدأ مسيرة طويلة من الجهد والتعب والعطاء، لتزداد المؤسسة بكنّ منعة ورفعة وإباء. هذه المؤسسة التي تستمر اليوم عزيزة قوية بإيمان أبنائها وسواعد أبطالها، في الدفاع عن البلاد وصون أمنها واستقرارها، بمعزلٍ عن التجاذبات والاعتبارات السياسية الداخلية، صغيرة كانت أم كبيرة».

 

الاستقرار ثروة
وأضاف قائـلًا: «إن ما يعني الجيش في ظل الأوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية وانعكاسها على لبنان بشكل أو بآخر، هو الحفاظ على ثروتنا الوطنية الأولى، وهي ثروة الاستقرار والأمان التي ينعم بها لبنان على نقيض العديد من البلدان، وهو قادر على ذلك في كلﱢ ظرف ووقت ومكان. فكما استطاع سابقًا أن يقطع دابر الإرهاب ويحبط مخططات العدو الإسرائيلي، سيستطيع من دون أدنى شك، أن يتصدى لكلّ من تسوّل له نفسه استغلال الظروف لتعكير صفو الأمن في الداخل، فالاستقرار هو من المقدسات، للجميع من دون استثناء، وهو إلى جانب ذلك يمثل القاعدة الصلبة لانطلاق ورشة النهوض بالبلاد، التي يتطلع إليها اللبنانيون بملء الثقة والأمل.

 

الحاضن الجامع
وكما أثبت الجيش على المستوى الوطني أنه مرجل الوحدة الوطنية التي تنصهر فيه جسمًا وروحًا، كذلك أثبت على المستوى الاجتماعي والإنساني أنه الحاضن الجامع لأبناء الوطن على اختلاف مكوناتهم وشرائحهم وأطيافهم. وما انضواء المرأة اللبنانية في صفوفه إلا تتويجًا لهذه القيم، التي نتمسك بها ونصرّ عليها اليوم أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأنها فرضت حضورها وفعاليتها في الوحدات الإدارية، ومساهمتها في مساندة الوحدات القتالية طبيًا ولوجستيًا، خصوصًا في معركة «فجر الجرود»، كما أكدت جدارتها في تحمل المسؤولية وقدرتها على تحمل الأعباء والصعوبات، وتحلّيها بروح الجدية والمناقبية والانضباط في كل عمل تقوم به».
«إنّ هذه الدورة التي تضمّ نخبًا عزيزة من شابات لبنان، ستضخ دمًا فتيًا في عروق مؤسستنا يمتزج مع دماء أخوة رفاق ينتشرون على امتداد مساحة الوطن، وستُظهر أكثر وأكثر أحد وجوه جيشنا المشرقة، وسيكون لها في مقبل الأيام بصمات واضحة في مسيرته المعمّدة بالجهد والتضحية والعطاء، لذا أوصيكنّ بالآتي:
- المواظبة على تحصيل العلوم والمعارف، فنحن في عصر بات فيه الانتظار على رصيف الماضي أمرًا مستحيلًا، والاكتفاء بنصف المعرفة غير مقبول.
- التزام مبادئ الجندية وثوابتها، لأنها ضمانة للجيش وبالتالي ضمانة للوطن.
- العمل الدائم على تطوير الذات والإلمام بواجبات الوظيفة ومتطلبات المسؤولية في أيﱢ موقع كان.
- الحفاظ على روح التضامن والتعاون، لأنها دعامة البنيان العسكري المتين المتماسك.
- الابتعاد عن السياسة والطائفية والمذهبية، لأنها النقيض الواضح لطبيعة الجيش ونهجه الوطني القويم.
- الشعور دائمًا بفخر الانتماء إلى الجيش والولاء له، وفاءً للشهداء والجرحى، الذين قدّسوا بدمائهم تراب الوطن، وجعلوا منها وقودًا لمشعل الحرية والسيادة والاستقلال.
ختامًا، باسمي وباسم قائد الجيش العماد جوزاف عون أهنئ الجميع بهذا التخرج، متمنيًا لكنّ دوام السموّ والرفعة والنجاح».