- En
- Fr
- عربي
ثقافة وفنون
خلال عقود سطعت لوحة رفيق شرف في ساحة الفن اللبناني, وما لبثت أن انطلقت الى الساحات الأرحب. فصاحبها بدا فارساً يمتشق ريشة حادة حملت بقوة تلاوين الشاعرية والأساطير في ظل مناخ مأساوي مشبع بالقلق والتمرد.
في 24 كانـون الثاني المنصـرم, رحل رفيق شرف وطوى الموت هامة فنان كبيـر هو أحد أبرز الذين طبعوا تاريخ الفن اللبناني المعاصر منذ الخمسينات.
رفيق شرف صاحب تجربة فنية غنية اجتمعت فيها اساليب وتيارات عدة, من الانطباعية الى السوريالية والرمزية والتجريدية. لكن هذه التجربة في معايشتها للأساليب والتيارات العالمية تظل تجربة صاحبها المفعمة بروحه وأحاسيسه وجذوره وخصوصيته الفذة.
في مختلف أعماله من “عنتر وعبلة” الى “العصافير” و”تعاويذ” وسواها من مجموعات, تحمل لوحة رفيق شرف خصوصيتها الساطعة, وتعبيراتها القوية الدالة الى الكثير من الشغف والإتقان والجموح.
رفيق شرف من مواليد بعلبك عام 1932. انتسب الى الأكاديمية اللبنانية للفنون التشكيلية عام 1952 وتخرج منها في العام 1955, ونال الجائزة الأولى لمعرض الأونيسكو في العام نفسه.
درس لمدة عامين في أكاديمية سان فرناندو في مدريد بعد أن نال منحة من الحكومة الإسبانية, وتلقى في العام 1961 منحة أخرى من الحكومة الإيطالية, فتابع إختصاصه في أكاديمية بياتروفانوتشي.
خلال الستينات اتضح أسلوبه الذي طغى عليه الأسود والأبيض, ومن ثم عرف اعتباراً من السبعينات تغييراً كبيراً. وتعتبر مجموعة “عنتر وعبلة” من بين أبرز أعماله.
تولى إدارة معهد الفنون في الجامعة اللبنانية لمرتين كان آخرها بين عامي 1994 و1997, كما شغل في المعهد ذاته منصب أستاذ التكنولوجيا والتطبيقات منذ العام
1965.
شارك في العديــد من المعارض في باريس وروما وفيينا, وموسكــو وطوكيــو وساو باولو... الى معارضه في لبنان.
له مؤلفات في الفن ومجموعة شعرية وورد اسمه في أربع موسوعات عالمية للفن المعاصر: موسوعـة بيينال باريس لشهادات الفنون المعاصـرة, موسوعــة ساو باولو, موسوعة موسكـو للفـن العالمي المعاصر, وموسوعـة الفن اللبناني المعاصر.
منذ عامين اختير كأحد أبرز مئة شخصية فنية في العالم, وفي العام 1998 اختاره معهد التوثيـق الأميركي كواحد من بين أهم 500 شخصية عالمية قام أصحابها بأعمال مميزة, على صعيد تقدم الإنسانية وتطورها.
حائز جائزة الدولة للفن في لبنان عام 1972 الى أوسمة عدة. وهو عضـو اللجنة الوطنية للفـن اللبناني.
مؤسسة الجيــش التي كانت تربطـها بالفنــان الراحل علاقـات ود وتقدير عميقـة, يؤلمها رحيلـه. وهي إذ تتذكر حـلولـه ضيفاً عزيــزاً على صفحات مجلـة “الجيش”, تعتبـر خسارته خسارة للـوطن ككـل وليـس للفـن فقـط.