الجيش والمجتمع

ريكوفسكي: مديرية فريدة من نوعها
إعداد: ندين البلعة خيرالله

يشكّل مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن DCAF الشريك التنفيذي لبرنامج الدعم الهولندي للمديرية، وهو طرف فاعل في تطوير استراتيجياتها ومشاريعها. وقد كان لمجلة «الجيش» لقاء خاص مع مدير مكتب لبنان في المركز السيد آدم ستيب - ريكوفسكي، الذي أبدى تقديره الكبير للجيش اللبناني ولجهوده المستمرة رغم معاناته. وعبّر أيضًا عن أهمية الدور الذي تؤديه مديرية التعاون العسكري - المدني «الفريدة من نوعها» على حد قوله، مؤكدًا سعي المركز باستمرار إلى تأمين الدعم اللازم لمشاريعها.

 

يشرح السيد ريكوفسكي أنّ مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن يعمل على تعزيز إدارة المؤسسات الأمنية بشكلٍ فاعل، ويركّز على ضرورة تفاعلها مع الشعب. ويقول: «أثار اهتمامنا دور الجيش اللبناني الأساسي في المجتمع وفي الحياة اليومية للمواطنين ووجوده الفعلي في ما بينهم، وانخراطه في حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية. من هنا برز عمق المهمة التي تقوم بها مديرية التعاون العسكري - المدني في لبنان، وهو بلد يشكّل حالة خاصة في تطبيق هذا التعاون على أرضه. إذ تُعرف الـCIMIC عادةً بأنها آلية تستخدمها الجيوش خارج أرضها وفي محيط غير محيطها، للحصول على دعم المجتمعات الغريبة لها».

ويضيف قائلًا: «تتمحور جهودنا حول ضمان تطوّر هذه المديرية الجديدة نسبيًّا والناشطة جدًّا في الوقت عينه، لتؤدّي مهماتها بشكل فاعل، وذلك من خلال تطوير قدراتها ومهاراتها، وتدريب عناصرها على أسس هذا التعاون، وتقديم الدعم الفعلي الملموس للمواطنين، الآن أكثر من أي وقت مضى».

 

التزام يشعرنا بالرضى

وعما يميز لبنان وجيشه عن دول أخرى يعمل فيها مركز ديكاف، يجيب السيد ريكوفسكي: «إلى دور الجيش وتطبيق التعاون العسكري - المدني على أرض الوطن، لفتنا التزام الجيش الاستثنائي في العمل على الرغم من الوضع الحالي والتحديات الصعبة التي يواجهها الضباط والعسكريون. نراهم يضعون همومهم على حدة، ويلتزمون الأهداف الأساسية لدعم شعبهم، ويحافظون على قدر كبير من احترام هذا الشعب لهم. من هنا نقدّر جدًا العمل مع الجيش ومديرية التعاون العسكري- المدني، وكـ«ديكاف» نشعر بالرضى لوجود العلاقة مع مثل هذا الشريك الملتزم».

 

دعم مستمر

أما عن المشاريع المستقبلية، فيقول السيد ريكوفسكي: «ما زال برنامجنا حافلًا بالمشاريع حتى نهاية العام. ونأمل أن نستمر في هذا التعاون مع المديرية. ونحن نحاول أن نبرز دور مديرية التعاون العسكري - المدني أمام المجتمع الدولي، كآلية فاعلة لا لمساعدة الجيش فحسب، بل لمساعدة الشعب اللبناني ككل. ونقول للداعمين الذين يرغبون حقًا في مساعدة المجتمع اللبناني، يمكنكم الاستفادة من دور هذه المديرية التي توظف كل إمكاناتها لدعم شعبها، وبالتالي العمل مع الجيش لمساعدة الشعب. وكلما تأمن الدعم والتمويل، كلما تطورت هذه الآلية من خلال تعزيز قدرات المديرية».

وأضاف أخيرًا: «أود أن أعبّر عن إعجابي وتقديري لصمود وقوة الجيش والشعب اللبناني في الأزمة الحالية حيث يصعب أن تتابع مهمتك. ورغم ذلك تجدهم ملتزمين يستمرون، فنجدد تشجيعنا لهم على الصمود أكثر والاستمرار على الرغم من صعوبة الوضع».

 

مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن - ديكاف

مقر المركز في جنيف، تأسس في العام ٢٠٠٠، ولديه مشاريع في أكثر من ٧٠ دولة في العالم ويتضمن أكثر من ٥٠ دولة مساهمة مع تمويل كبير من وزارة الخارجية السويسرية. يعمل المركز على تحسين أمن الدول وشعوبها في إطار الحكم الديمقراطي، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسَين.

أما بالنسبة لمكتب لبنان، فقد تأسس في العام ٢٠٠٨ وعملت ديكاف مع عدة مؤسسات حكومية من بينها رئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب ووزارتا العدل والداخلية، بالإضافة إلى التعاون مع القوى الأمنية. وقد بدأ منذ العام ٢٠٢٠ مشروعًا تعاونيًّا لدعم مديرية التعاون العسكري- المدني وذلك بتمويل من المملكة الهولندية.