ملف العدد

زيتون وقمح... لا ألغام في البستان
إعداد: ليال صقر الفحل

بعد ١٥ عامًا من العمل المضني، انضمت بلدة البستان جنوب لبنان إلى بلدات وقرى أخرى باتت خالية تمامًا من الألغام والقنابل العنقودية والمتفجرات. حقول البلدة الواقعة على الخط الأزرق كانت ممنوعة على أهلها بفعل خطر الموت، أما اليوم فقد أصبحت مساحات خضراء أثمر فيها تعب الفلاحين زيتونًا وقمحًا...


إعلان البستان خالية من خطر الموت جاء خلال احتفال حضره السفير الياباني السيّد Takeshi Okuba، وذلك في إطار النشاطات التي واكبت المنتدى السابع للأعمال المتعلقة بالألغام. فبصفتها دولة مانحة، دعمت اليابان المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وهي من الدول التي تمد يد المساعدة بصورة مستمرة لتنظيف الأراضي اللبنانية من الألغام والذخائر غير المنفجرة. ومنذ أواخر العام ٢٠١٨ قدمت دعمًا ماليًا يفوق الـ٢ مليون دولار أميركي تم توظيفها في مشاريع الأمن البشري الأساسي من خلال دعم عمل DCA Danish Church Aid على الخط الأزرق.
وفي حضور السفير الياباني يرافقه وفد من السفارة اليابانية في لبنان ورئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن جهاد بشعلاني وعدد من الضباط، بالإضافة إلى ممثلين وأفراد من المجتمع المدني ومن قرى البستان والضهيرة ومروحين، أعلنت البلدة خالية من الألغام ومخلفات الحرب. فبعد استكمال إزالة القنابل العنقودية والألغام الأرضية، والتأكد من سلامة الأراضي ونظافتها، زُرعت فيها أشجار الزيتون وحصد أصحابها موسم القمح الذي زرعوه بأمان، كما أُنشئت بركة مياه للاستفادة منها في ري البساتين.
وأعرب السفير الياباني عن سروره بهذا الإنجاز، كما نوه بجهود المركز المبذولة في سبيل عودة الحياة إلى البلدة، حيث الحركة طبيعية والقرويون يزرعون أراضيهم ويستثمرونها من دون خوف أو خشية من أي لغم أرضي أو قنبلة عنقودية أو حادث يمكن أن يعرض حياتهم وحياة المحيطين بهم للخطر. وقد تحقق ذلك بفضل جهود فرق إزالة الألغام في منظمة DCA العاملة في جنوب لبنان تحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، علمًا أن هذه الجهود أدت إلى الإفراج عن ٧٦٠٠٠ متر مربع من الأراضي الملوثة بعد تدمير أكثر من ٥٣٥٠ لغمًا مضادًا للأفراد كانت فيها.
السفير التقى المزارعين الذين نقلوا إليه امتنانهم وفرحهم بعودة الحياة إلى حقولهم التي بقيت لسنوات طوال مهجورة قاحلة. وبدوره أعرب عن سروره بأنّ البستان أصبحت أخيرًا خالية من الألغام بعد ١٥ عامًا من الجهود، وهنأ سكان البلدة عمومًا ومزارعيها خصوصًا بعودتهم الى مزاولة أنشتطهم الزراعية من جديد. كما أثنى على جهود الفرق العاملة التي قامت بعمل يومي خطير وشاق قائلًا: «لم يكن من الممكن تحقيق هذا الانجاز من دونكم».