- En
- Fr
- عربي
نحو حياة أفضل
تلوّث الهواء داخل المنازل وفي الأماكن المغلقة الأخرى، يفوق ما هو عليه في الخارج بكثير، أنواع الملوّثات عديدة، ومصدرها السجّاد والستائر وموادّ البناء والتنظيف... وتبيّن الأبحاث أن هواء الغرف يحتوي على 900 مركّب من الملوّثات.
أهم الأمراض الناجمة عن تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة، الحساسية والالتهاب الرئوي والسرطان، ومن أبرز الأعراض الصحية، الغثيان والصداع والسعال وجفاف الجلد والتهابات الحنجرة.
ثمة العديد من النباتات التي تستخدم للزينة وتؤدي في الوقت نفسه دورًا صحيًا مهمًا، من خلال تنقية الهواء وامتصاص المواد السامة من الجوّ. وهذه النباتات متوافرة في معظم المشاتل في لبنان.
ملوّثات الهواء في الأماكن المغلقة
يكاد الهواء الداخلي أن يكون ملوّثًا أكثر بمرتين إلى خمس مرّات من الهواء خارج المنزل، وفي بعض الحالات يصل حجم التلوّث إلى مئة مرّة أكثر، وفق ما ورد في تقرير لوكالة حماية البيئة الأميركية. ولا ينحصر التلوّث في الغبار والبكتيريا، بل يشمل موادًا أخرى كثيرة تستعمل في المنزل، ويعتقد بأنها آمنة، مثل السجّاد والستائر ومواد البناء والتنظيف. ويؤكد الخبراء بأن هواء الغرف المنزلية يمكن أن يحتوي على 900 مركّب عضوي تشمل بعض المواد الكيميائية الضارة، منها الفورمالدهيد، الزايلين، البنزين، دخان التبغ، البلاستيك، الألياف الصناعية، الكلوروفورم، الأمونيا والأسيتون. هذه الموادّ الكيميائية بإمكانها أن تسبّب العديد من الأعراض مثل الغثيان، الصداع، السعال، جفاف الجلد والتهابات الحنجرة وغيرها، وإذا أردنا أن نحصر أهم الملوّثات داخل المنازل نذكر:
• الفورمالدهيد: مصادره عديدة، منها دخان السجائر، مواد البناء، الأفران التي تعمل بالغاز، خشب الأثاث المضغوط، المواقد، الغازات المنبعثة من مياه الصرف الصحي، معطّرات الجو الصناعية، السجّاد، المبيدات الحشرية، مكيفات الهواء خصوصًا إذا لم تخضع للصيانة.
• أول أوكسيد الكربون: غاز عديم اللون والرائحة ينجم عن تدخين التبغ، وعوادم السيارات، وأنظمة التدفئة المركزية. وجود معدلات عالية من هذا الغاز يسبّب الغثيان وفقدان الوعي وصولًا إلى الموت.
• الرادون: غاز ذري إشعاعي غير مرئي، ينبعث من الانشطارات الإشعاعية لبعض أشكال الراديوم المتواجد في تكوينات الصخور تحت المباني، أو في بعض مواد البناء نفسها، وهو من أخطر ملوثات الهواء الداخلي، إذ أنه يسبب سرطان الرئة.
• الفطريات ومسبّبات الحساسية الأخرى: هناك نوعان شائعان: العفن والفطريات الناجمة عن الرطوبة، والمواد الطبيعية التي تنبعث في الهواء ومصدرها الحيوانات ولقاحات النبات.
• ألياف الأسبستوس Asbestos Fibres: قبل العام 1975 كانت هذه المادة تستخدم في مواد البناء، مثل بلاط الأرضيات والأسقف، وقد تبين أن استنشاقها على المدى الطويل يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة، لذلك وضعت قيود على استخدامها.
• تجهيزات المكاتب: أثبتت دراسات متخصّصة أن العديد من الأعراض المرضية كأوجاع الرأس والأرق، وصعوبة التركيز، وبعض أمراض الحساسية، لها علاقة مباشرة بالموادّ السامة الموجودة في هواء المنازل وأماكن العمل المغلقة، ومصدرها الرئيس، التجهيزات المطبعية، وآلات النسخ، وأجهزة الحاسوب، وآلات الطباعة والحبر وسواها من المستلزمات المستخدمة في المكاتب العصرية.
دور النباتات في تنقية الهواء
أثبت العلم قدرة النبات على امتصاص العديد من الغازات والمركبات العضوية المتطايرة التي تنبعث من مكوّنات صناعية تحيط بنا في كل مكان.
وفي هذا السياق، أجرت وكالة الفضاء الأميركية ناسا دراسة حول النباتات المنزلية التي يمكنها أن تحسّن الهواء الداخلي، وذلك بهدف توفير ظروف بيئية صحّية لتنفس روّاد الفضاء خلال رحلاتهم الفضائية. وبنتيجة الدراسة نشر العلماء قائمة بأفضل النباتات التي يُنصح بها لتنقية الهواء.
والنباتات المنزلية التي ينصح بها لتنقية الهواء الداخلي عديدة، أهمها:
• اللبلاب الإنكليزي Hedera Helix: من نباتات الزينة التي يناسبها المناخ في البلاد العربية، حيث تنبت داخل المنازل، وهي نبتة متسلّقة تشبه أوراقها عريشة العنب ولكن حجمها أصغر، ولها دور مهم في تنقية هواء المنزل وتزويده الأوكسجين. فهي تنظّف الجو من الموادّ الكيميائية، كالبنزين والفورمالدهيد، وتمتصّ رائحة دخان السجائر والروائح غير المستحبة.
• «البامبو» (الخيزران) Bambus: لا يحتاج نبات «البامبو» أو نبات الخيزران إلى ضوء الشمس المباشر، ويمكنه أن يعيش في الماء فقط، ولكن يجب تغيير الماء مرّة كل 5 أو 7 أيام. تنتج نبتة «البامبو» كميات كبيرة من الأوكسجين لأنها تستهلك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهي من أفضل منظّفات البيئة، وفعّالة جدًا في إزالة المعادن والمواد السامة من التربة والماء. وتعتبر ناسا أن «البامبو» من أفضل النباتات المرشّحة لتنقية الهواء من البنزين وثلاثي الكلور.
• نبات البوتس الذهبي Epipremnum aureum: من أشهر نباتات الزينة المنزلية المتسلّقة، تعيش هذه النبتة في المناطق شبه المظلمة أو شبه المظلّلة، لذلك فهي تنمو بشكل ممتاز داخل المنازل، كما يمكن زراعتها في الماء. وهي تحتاج إلى الرّي بشكل معتدل ومنتظم ولا تحب أن تتعرض لضوء الشمس المباشر، ويناسبها الجو العالي الرطوبة.
والبوتس من النباتات ذات الفعالية الخاصة في الحفاظ على هواء المنزل نظيفًا وغنيًا بالأوكسجين بفضل امتصاصها للفورمالدهيد وغيره من المركّبات العضوية، كما أنها تزيل أول أوكسيد الكربون.
• سرخس بوسطن Nephrolepis exaltata: هي الأكثر شعبية في بوسطن بين النباتات المنزلية، وتتميّز هذه النبتة بجمالها وأوراقها المدلاة الكبيرة والرشيقة. تحتاج إلى الكثير من الظلّ وأشعة الشمس غير المباشرة، بحيث يجب وضعها على مسافة بعيدة قليلًا من النوافذ. تعمل هذه النبتة كمرطّب للهواء، وتقضي على الفورمالدهيد، وهي مثالية للذين يعانون جفاف الجلد غير أنها تتطلّب رّيًا منتظمًا.
• الدراسينا الحمراء (شجرة التنين) Dracaena: ملائمة جدًا للمكاتب والمنازل نظرًا إلى مظهرها الجذّاب وفعاليتها في تنقية الهواء، إذ أنها تمتصّ الزايلين (مادة كيميائية تصدر عن عوادم السيارات والدهانات والسجائر)، والفورمالدهيد وثلاثي كلور الأتيلين. تحتاج هذه النبتة إلى رعاية واهتمام وإلى أشعة الشمس المباشرة والرطوبة العالية لكي تنمو وتعطي شكلًا جميلًا.
• زنبق السلام Spathiphyllum: هذه النبتة دائمة الخضرة، أوراقها كبيرة، وهي عمومًا مصنّفة كنباتات سامة للإنسان والحيوان. تحتاج إلى مكان الضوء فيه خفيف إلى متوسط، والرطوبة عالية. وقد جاءت على قائمة ناسا لأفضل النباتات لتنقية الهواء. تزيل هذه النبتة ثلاثي الكلور والأسيتون والكحول من الجو، كما يمكنها أن تحسّن جودة الهواء في الأماكن المغلقة بنسبة تصل إلى 60%، حيث تساعد على خفض مستويات جراثيم العفن التي تنمو في المنزل. لذلك، فإن المكان المثالي لها في المنزل هو الحمّام.
• سيدة النخيل أو نخلة رابيس Rhapis excelsa: من نباتات الزينة المنزلية، لونها أخضر غامق وذات ساق رفيعة بلون بني، ترتفع إلى ما يقارب المتر. لا تتأثّر هذه النبتة بالحرّ والبرد كثيرًا، وهي مقاومة شرسة لمعظم أنواع الحشرات، وتستطيع تحمّل العطش إلى أبعد الدرجات، كما تستطيع تحمّل أدنى درجات الحرارة وأعلاها. تحب نخلة رابيس الأماكن الظليلة، وغالبًا ما يضعها الناس في البهو وصالونات الاستقبال، وزوايا الغرف وشرفات المنازل ومداخل البيوت.
• العنكبوت أو نخيل العنكبوت Chamaedorea: تحبّ الضوء الطبيعي لكنّها لا تحبّ التعرّض لأشعة الشمس المباشرة، وهي تنمو بسرعة كبيرة في البيئة الرطبة. ذات قدرة هائلة على امتصاص السموم، تقضي على 90% من الملوّثات في هواء الأماكن المغلقة. تمتصّ الفورمالدهيد وأول أكسيد الكربون والزايلين والمواد المذيبة التي تستخدم في صناعة الجلود والمطاط والطباعة. كما تمتصّ العديد من المواد الضارة، كالعفن والمواد المسبّبة للحساسية، لذلك فهي مثالية لأولئك الذين لديهم حساسية على الغبار.
• الأفعى أو نبات الثعبان أو جلد النمر Sansevieria: هذه النبتة فريدة من نوعها، إذ تمتصّ ثاني أكسيد الكربون وتقوم بإطلاق الأوكسيجين في أثناء الليل، كما تمتصّ الفورمالدهيد ولا تتطلّب الكثير من الرعاية. إذا وضعت في الحمّام، تنمو بشكل جيد بفضل الإضاءة الخافتة والرطوبة العالية.
• الصبّار Cactus: يشمل جميع النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة الصبّارية. معظم هذه الأنواع تعيش في الظروف والبيئات الصحراوية، ويضرب المثل بها لقدرتها على تحمّل العطش والجفاف. هذه النبتة هي الاختيار الأفضل على نافذة المطبخ المشمسة، حيث تعمل على تنقية الهواء. كذلك، يمكن وضعها داخل الغرف لتمتصّ البنزين الذي يتبخر من الطلاء ومن بعض المنظّفات الكيميائية.