- En
- Fr
- عربي
منشآت حديثة
رغم كل شيء، تستمر في المؤسسة العسكرية مسيرة التطوير التي تتقدم بخطوات واثقة نحو هدف تعزيز قدرات الجيش في مختلف المجالات. وفي هذا السياق يأتي افتتاح المبنى الجديد لمدرسة القوات البحرية التي باتت صرحًا أكاديميًا ينضم إلى الصروح الأخرى في المؤسسة.
افتتح قائد الجيش العماد جوزاف عون في قاعدة جونيه البحرية مبنى مدرسة القوات البحرية الذي تم تشييده بتمويل من السلطات الألمانية، وفق معايير عالمية. حضر الافتتاح السفير الألماني في لبنان السيد Kurt Stoeckl-Stillfried وقائد القوات المسلحة الألمانية الجنرال Carsten Breuer وقائد القوة البحرية التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الأدميرالDirk Gärtner ، ومدير عام النقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامة والنقل الدكتور أحمد تامر، وعدد من الملحقين العسكريين وممثلي الجامعات الوطنية، إلى جانب عدد من الضباط.
بعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمبنى، كانت كلمة ترحيبية لقائد القوات البحرية في الجيش العميد الركن البحري هيثم ضناوي، واستمع الحاضرون إلى إيجاز حول مدرسة القوات البحرية ومهمات هذه القوات. وألقى قائد الجيش كلمة أشار فيها إلى المبادرات المتواصلة التي تقوم بها ألمانيا للوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية وتطوير قدراتها الرامية إلى مراقبة الحدود البحرية وضبطها، وحماية المجال البحري وما يحتويه من موارد يسعى لبنان إلى تأمينها واستغلالها وبخاصة الثروة الغازية والنفطية، ما ينعكس إيجابًا على الأمن والاقتصاد الوطنيَّين.
وقال: "يواجه الجيش اليوم تحديات كثيرة ومتزايدة على مختلف الصعد، سواء في الداخل أم على طول الحدود. ورغم الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، إلا أنّ عناصر الجيش يقومون بواجباتهم بكل اندفاع واقتناع، وعلى أكمل وجه، في كل المهمات الموكلة إليهم برًّا وبحرًا وجوًّا".
وحده الجيش يتصدى...
وأضاف العماد عون: "لعل أزمة النزوح السوري هي أشد التحديات التي تواجه الجيش حاليًّا، سواء التسلل عبر الحدود البرية أو الهجرة غير الشرعية عبر البحر. لقد ازدادت موجات النزوح في الأشهُر الماضية بشكل لافت، وحذّرنا منها مرارًا، وطالبنا الجميع بتحمّل مسؤولياتهم، كلٌّ من موقعه. يتصدى الجيش وحده حاليًّا لهذا التحدي رغم كل التعقيدات الجغرافية واللوجستية والعددية، ويتعرّض يوميًّا لحملات مشبوهة ضده. في هذا الإطار، أحيّي كلَّ ضباطنا وعناصرنا الذين يبذلون قصارى جهودهم للحدّ من النزوح وتداعياتِه، كما أحيّي عناصر القوات البحرية على جهودهم في ما خص حماية الحدود البحرية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، أمام كلّ الصعوبات والإمكانات المتواضعة".
وختم مجدِّدًا الشكر لألمانيا والدول الصديقة على دعمها للجيش وثقتها به.
التعاون الفاعل
من جهة أخرى، أكد السفير Stoeckl-Stillfried مواصلة السلطات الألمانية التعاون مع الجيش ولا سيما لجهة تعزيز إمكاناته البحرية، فيما لفت الجنرال Breuer إلى أن التعاون الفاعل بين الجيشين الألماني واللبناني يحقق نتائج إيجابية ويجسد احترافهما وعلاقتهما المتينة.
في الختام، قام الحاضرون بجولة في المبنى واطّلعوا على أقسامه وعلى آلية عمل مدرسة القوات البحرية.
نحو بناء قدرات متقدمة في الاختصاص البحري
تتميّز مدرسة القوات البحرية بكونها الركيزة الأساسية لتدريب عناصر القوات البحرية من ضباط ورتباء وأفراد. وقد أتى إنجاز المبنى الجديد في سياق حركة تحديثية تطويرية بهدف إعداد طواقم بحرية على مستوى عالٍ من الاحتراف عبر تطوير عملية التعليم والتعلّم.
بين الماضي والحاضر
في العام 1972 تأسست في قاعدة جونية البحرية المدرسة التي تولّت إعداد وتخريج طواقم بحرية من الرتباء والأفراد، أما الضباط فكانوا يتابعون دورات تخصصية في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. وفي العام 1997، افتتحت أول دورة لضباط بحريين في هذه المدرسة التي بالإضافة إلى التدريب النظري في قاعاتها، بدأت وتنفيذًا لمفهوم التدريب التطبيقي، تقوم برحلات إبحار تدريبية طويلة، تنطلق من لبنان لتصل إلى دول مجاورة كمصر وسوريا وتركيا وقبرص، الأمر الذي من شأنه المساعدة على استكشاف الحياة البحرية والتأقلم مع البحر.
أدت مدرسة القوات البحرية مهماتها بكفاءة على مدى عقود، لكنّ توسيعها وتحديثها بات اليوم حاجة ملحّة، وهذا ما تحقق. فقد تمّ توسيع المبنى ليمتد على مساحة 6 آلاف متر مربع ضمن 4 طبقات، وبذلك أصبح قادرًا على استيعاب عدد كبير من المتدربين وفق ما يقول قائد المدرسة المقدم الركن البحري محمد حمزة. وهو يشرح: "يتضمن المبنى أكثر من 25 قاعة لتدريب الضباط والرتباء والتلامذة الضباط والتلامذة الرتباء والأفراد، كما أنّه يتضمن صفوفًا للمكاتب الدراسية والدورات الخاصة، ويستوعب 265 تلميذًا من الاختصاصات كافة".
تجهيزات متطورة
وقد جُهّزت المدرسة بالمعدات المتطورة التي تسهم في تحقيق أفضل مستويات التعلّم. فبالإضافة إلى ما كان متوافرًا فيها أصلًا، ثمة مشاغل ومشبهات حديثة مقدمة من السلطات الألمانية سوف تصل في العام المقبل، ومن أهمها: مشغل مناورة على متن القوارب، مشغل ميكانيك، مشغل غطس، مشغل Damage Control ومشبّه رادار، ومشبّه Bridge Simulators ومشبّه اتصالات، يُضاف إلى ما سبق ذكره، المكتبة الضخمة المتصلة بشبكة من المكتبات الأخرى التي تسمح للمتدربين بإجراء أبحاثهم ودراساتهم.
صرح أكاديمي حديث في الجيش... خطوة جديدة على طريق الصمود في وجه الصعوبات والظروف القاهرة. فبالعلم تُبنى القدرات والأوطان.