طفولة و تربية

فاستراكيدز برامج متخصصة لتنمية قدرات الأطفال الإبداعية

في الخمسينات, نشرت الدكتورة ماريا مونتيسوري برنامجاً تربوياً لاقى رواجاً كبيراً في أوروبا وأميركا, وأصبح مرجعاً يستند إليه لتنمية ذاكرة الطفل وجعلها مخزوناً لا ينضب من المعلومات.
بعد نحو ثلاثين عاماً, باشر الدكتور جوهان دي بير الإختصاصي في علم النفس اختبارات حول ذكاء الطفل والوسائل العلمية الحديثة لتطويره على مرحلة تمتد من الثالثة وحتى السابعة من العمر, فكانت حصيلة هذه الاختبارات اكاديمية "فاستراكيدز" (Fastrackids)  المتخصصة بإغناء المعرفة لدى الأطفال وتطوير ذكائهم وإبراز مواهبهم المكتومة.

النظام وأهدافه

افتتحت مؤسسة "فاستراكيدز" فرعها الأول في كولورادو في العام 1998 ليصبح لديها الآن فروعاً في أكثر من ثلاثين دولة بما فيها لبنان, حيث افتتح فرعان لمؤسسة أحدهما إداري ويقع في منطقة فرن الشباك والآخر تعليمي ويقع في منطقة غزير.
مديرة فرع غزير السيدة أوغيت رحمة تحدثت لمجلة "الجيش" عن الهدف من افتتاح   " فاستراكيدز"  في لبنان مؤكدة أنها فرصة لاكتشاف عالم الطفل العميق, تعمل على تنبيه دماغه وتخرج الى النور مواهبه الدفينة.

■  لمن تتوجه " فاستراكيدز"  وبأي هدف؟

­ -  " فاستراكيدز" هو نظام تربوي مصمم لإغناء المعرفة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاث والسبع سنوات, ويعتبر أسلوبه ثورة جديدة في التعليم كونه يدفع الأولاد الى التفكير بشكل منتج, ويطوّر في الوقت نفسه قدراتهم الإبداعية والتواصلية, إضافة الى تنمية مهاراتهم القيادية.
وقد حددت " فاستراكيدز" أهدافها بالخمسة, هي التالية:
 ­-  تزويد الطلاب بتعليم غني وسريع.
 ­-  تعليم الطلاب كيفية تطبيق المعرفة ونقلها.
­  - تشجيع الإبداع وتطوير الدماغ.
  - ­ تطوير مهاراتهم في الكلام والإتصال بالآخرين.
­  - تشجيع مهاراتهم القيادية وتطوير شخصيتهم.

■ ما المنهاج الذي تعتمدونه لتحقيق أهدافكم, وما الفرق بينه وبين المنهاج المدرسي التقليدي؟

­ إن برنامج "فاستراكيدز" كناية عن مغامرة تعليمية مليئة بالمرح والتسلية, يمكن للأطفال من خلاله إغناء مهاراتهم في مجالات عدة هي التالية: علم الفضاء, علم الأحياء, علم الإتصال, الخلق والإبداع, علوم الأرض, الاقتصاد, دروس حياتية, الأدب والروايات, الرياضيات, العلوم الطبيعية, الفن والمسرح والخطابة, والتكنولوجيا.
فبرنامجنا التعليمي يتناول المواد الاثنتي عشرة المذكورة أعلاه, وهي مقسّمة على إثني عشر شهراً بمعدل مادة واحدة للشهر الواحد يتم تدريسها خلال ساعتين كل أسبوع.

طريقة إعطاء الدروس

أما ما يميّزنا عن المنهاج التقليدي فهو الأسلوب, إذ نعتمد نظام "الأقراص المدمجة" CD - Rom لعرض الدروس. ونستخدم في العرض المذكـور "محطـة فاستـراكيدز التعلـيمية" وهي عبارة عن مزيج فريد من تقنـية الكمبيوتر واللوح الأبيض التفاعـلي وعرض الصورة بشـكل متحرّك على الشاشة ما يسمـح للأطفال بأن "يتجـولوا" في الفضاء, أو أن يقوموا بنزهة "في باطن الأرض".
أما طريقة تقديم الدروس فتتم بأسلوب قصصي مشوّق إذ يُقدّم الموضوع المطروح على شكل قصة تعرض على مراحل ضمن الحصة الواحدة. ويتخلل كل مرحلة أسئلة حول الموضوع تنمي قدرة الطفل على التحليل, كما تتضمن الحصة إختبارات ميدانية وألعاباً خاصة بالموضوع المطروح ما يساعد الولد على اكتشاف طاقاته في الابتكار والإبداع وتطويرها, كما ينمي لديه القدرة على تحليل الأمور والتعامل معها بحكمة وروية.
باختصار, فإن الطفل في النظام التعليمي التقليدي هو متلق للدروس, أما في نظام "فاستراكيدز" فإنه لا يكتفي بالنظر والإطلاع بل يدخل في اللعبة التطبيقية والاختبارات الشخصية. ويتم كل ذلك في جو من المرح والتسلية.

كيفية الانتساب

■ هل من مدة معينة للانتساب الى البرنامج, وهل إن باب الانتساب مفتوح أمام جميع الأطفال ضمن السن المحددة؟
 يمكن الإنضمام الى برنامجنا في أي وقت شرط أن يتم ذلك في بداية الشهر كي يتمكن الطفل من متابعة برنامج الشهر كاملاً, وبهذه الطريقة يمكنه الإستفادة من جميع المواضيع المطروحة إذا ما تابع البرنامج لمدة إثني عشر شهراً من تاريخ الالتحاق. ويذكر أن باب الانتساب مفتوح أمام جميع الأطفال الذين تجاوزوا الثلاثة, على أن يتمتعوا بقدرات ذهنية عادية أو استثنائية. أما بالنسبة الى الأطفال الذين يعانون من تخلّف ذهني أو بطء ملحوظ في التفكير, فيتعذر استقبالهم لأنهم لن يتمكنوا من مجاراة رفاقهم ومن مواكبة البرنامج الذي يتطلب قدرة على التركيز والتحليل, مع الإشارة الى أن المواد تقدّم بإحدى اللغتين الفرنسية أو الإنكليزية.

الحافز المناسب في الوقت المناسب

■ ما سبب اختياركم الأطفال ما بين الثلاث والسبع سنوات دون سواهم؟
­ أظهرت الدراسات الحديثة أن السنوات الست الأولى من حياة الطفل حاسمة ومصيرية. فخلالها تتطور الخلايا العصبية في دماغه بسرعة كبيرة, ما يؤمن فرصة نادرة يجب عدم تفويتها إذا ما أردنا تنمية أطفال قادرين على استغلال كامل قدراتهم الذهنية. من هنا كانت فكرة إيجاد البرنامج التربوي الذي يؤمن الحافز الذهني المناسب في الوقت المناسب.

■ ممن يتألف الطاقم التعليمي لـ" فاستراكيدز"؟
 ضمن برنامج " فاستراكيدز", يتم توزيع الأطفال على الصفوف بمعدل إثني عشر تلميذاً للصف الواحد, تتولى إعطاءهم الدروس متخصصة في علم النفس مع مساعدة مرافقة, وترفع المعلمة تقريراً أسبوعياً عن مدى تجاوب الأطفال وتقدمهم في مختلف المجالات, كما تجتمع الهيئة التعليمية بالأهل كل ثلاثة أشهر لمدّهم بالتقارير والمعلومات الضرورية عن تفاعل أبنائهم مع البرنامج.

■ هل يتطلب برنامجكم متابعة من قبل الأهل في المنزل؟
­ من المفيد جداً أن يقوم الأهل بتنشيط ذاكرة أبنائهم كي يستعيدوا في ذهنهم ما تعلموه في الصف.
وبالنسبة للأهالي الراغبين بمتابعة دروس أبنائهم بشكل دقيق, هناك موقع خاص بـ"فاستراكيدز" على الإنترنت يمكنهم من خلاله مشاركة أطفالهم في مراجعة كل ما تعلموه في الصف.