جندي الغَد

عطاءٌ لا متناهٍ
إعداد: ريما سليم ضومط

عيد الأم مناسبة مميّزة يحتفل بها العالم بأسره. في لبنان والعالم العربي حُدِّد الحادي والعشرون من شهر آذار من كل عام للاحتفال بالعيد. وفي هذا اليوم تُكرَّم الأمهات تقديرًا لتضحياتهن، وعربون وفاءٍ للعطاء اللامتناهي الذي يقدّمنه لعائلاتهنّ. فمن أين جاءت هذه الفكرة ومتى بدأت؟
بدأ الاحتفال بعيد الأم للمرّة الأولى في ولاية فرجينيا الأميركيّة في العام 1907، بناءً على طلب آنّا جارفيس التي أرادت تنفيذ رغبة والدتها آن، الأم الحنون والناشطة الاجتماعيّة التي كرّست الكثير من حياتها لمساعدة الآخرين. فقد أسّست آن سلسلة نوادٍ اجتماعيّة وإنسانيّة أطلقت عليها تسمية «عمل يوم الأمهات»، وكان الهدف منها تحسين الظروف الصحّية والاجتماعيّة للمواطنين. جمعت الأندية أموالًا لشراء الأدوية للمحتاجين، وأسهمت في مساعدة العائلات التي عانت فيها الأمهات من مرض السّل الذي كان منتشرًا آنذاك.
كانت آن تردّد دائمًا العبارة التالية: «في وقتٍ ما، وفي مكانٍ ما، سينادي شخصٌ ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم» وعندما توفّيت آن في العام 1905، قرّرت ابنتها «آنا» أن تكون ذلك الشخص الذي سيحقّق رغبة أمّها. وبناءً على إلحاحها، أصدر حاكم ولاية فرجينيا القرار بإقامة أوّل احتفالٍ لعيد الأم في الثاني عشر من أيّار من العام 1907.
في العام 1914، أعلن الرئيس ويلسون الأحد الثاني من أيّار من كل عام مناسبةً لتكريم الأمّهات. لكنّ آنا لم تكتفِ بذلك، بل استمرت في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التي تنادي فيها بأن تحتفل بهذا العيد جميع شعوب العالم وليس أميركا فقط. وقبل وفاتها في العام 1948، تَحقّق حلمها إذ كان هناك أكثر من أربعين دولةً فـي العالم تحتفل بعيد الأم.