- En
- Fr
- عربي
صيف وعطلات
نشاطات عائلية من دون كلفة تُرهق الجَيب!
في بلدٍ يرزح مواطنوه تحت وطأة ضغوط اقتصادية خانقة، تبدو فكرة قضاء عطلة صيفية برفقة العائلة في مكانٍ جميل حلمًا بعيد المنال. لكن الحقيقة أنّ لبنان، ورغم كل التحديات، ما زال يخبّئ في أحضانه مساحات واسعة من الجمال الطبيعي المجاني. فسحر الجبال، وبرودة الأنهر، وخضرة الغابات، متاحة لمن يبحث عنها، من دون الحاجة إلى ميزانية تفوق القدرة، ولا سفرًا بعيدًا عن الدار.
مع بداية الصيف، ندعوكم لاختيار وجهة جديدة لهذا العام. وجهة تنعش الروح وتسمح لأولادكم بلقاء الطبيعة وجهًا لوجه. إليكم مجموعة من المواقع البيئية الرائعة التي يمكنكم زيارتها مع العائلة، والاستمتاع فيها بأنشطة بسيطة وممتعة تناسب جميع الأعمار.
نهر الجوز وشلالات كفرحلدا - البترون
يُعتبر نهر الجوز وشلالات كفرحلدا من أجمل معالم الشمال اللبناني، حيث ينساب النهر بين مطاحن أثرية تعود إلى العهدَين المملوكي والعثماني، وتنتشر حوله المساحات الخضراء الخصبة. يمكن للعائلات القيام بنزهة قرب مجرى النهر، أو حتى السباحة في البرك الطبيعية الصغيرة.
لأصحاب روح المغامرة، يمكن السير على درب المسيلحة الممتد لمسافة 12 كلم، وهو مناسب للعائلات، مع إطلالة رائعة على سدّ المسيلحة وقلعتها. كذلك، تُعدّ منطقة نهر الجوز وجهة مثالية للتخييم العائلي، وبخاصة خلال فصلَي الربيع والصيف، بفضل أجوائها المنعشة وأشجار اللوز التي تظلّل المكان.
محمية شاطئ صور الطبيعية - الجنوب
هو أطول شاطئ رملي في لبنان وأهم ملاذ للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، ما يجعل زيارته تجربة تجمع بين الترفيه والتوعية البيئية، خصوصًا للأطفال. فإلى جانب السباحة الآمنة في المياه النظيفة، يمكن للعائلات مراقبة السلاحف خلال موسم تعشيشها الذي يمتد من أواخر الربيع حتى الصيف، أو الانخراط في حملات تنظيف الشاطئ، في تجربة تزرع في نفوس الصغار حسّ المسؤولية تجاه البيئة وتنمّي حبّ الطبيعة.
الدخول إلى المحمية مجاني، وهي تضم مناطق مخصصة للتخييم والنشاطات البيئية، بالإضافة إلى البرك التاريخية مثل برك رأس العين التي تحمل إرثًا فينيقيًا غنيًا، ما يضيف لمسة ثقافية إلى الرحلة.
وادي جهنم - عكار والضنية
على الرغم من اسمه، يُعتبر وادي جهنم قطعة من الفردوس على الأرض. يزخر الموقع بالتنوع النباتي والينابيع والشلالات، ويلتقي فيه نهران وسط لوحة خلابة من الجبال والغابات، ما يجعله مقصدًا مثاليًا لعشّاق الطبيعة.
يمكن للعائلات ممارسة رياضة المشي (الهايكينغ) على المسارات الآمنة، والسباحة في البرك النهرية، أو الاسترخاء في أحضان الطبيعة بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية. كذلك يُعد المكان وجهةً مفضّلة لهواة مراقبة الطيور والحيوانات البرية. ونظرًا لطبيعته الجغرافية، يُفضّل زيارته ضمن مجموعة منظّمة، خصوصًا عند اصطحاب الأطفال، لضمان سلامتهم على المسارات.
غابة العذر - إهمج، جبيل
واحدة من أجمل الغابات في لبنان، وتُعرف بأشجار السنديان الضخمة التي تعود لآلاف السنين. توفر الغابة مسارات سير سهلة نسبيًا بين الأشجار العملاقة، وتتيح مجالًا للتعرف إلى النقوش والكتابات الأثرية على الصخور والتي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
ما يجعل هذه الوجهة مثالية للعائلات هو أنها تسمح بالتخييم في قلب الطبيعة، مع الاستمتاع بهواء نقي وتجربة تأمُّل وهدوء بعيدًا عن الضجيج. المكان مجهّز بمساحات آمنة للجلوس واللعب للأطفال، ويمثّل فرصة لتعريفهم بأهمية الحفاظ على الغابات.
بحيرة اليمونة - بعلبك الهرمل
وسط تلال خضراء ومشهد طبيعي هادئ، تشكّل بحيرة اليمونة الاصطناعية بفرادة مياهها الفيروزية ملاذًا مثاليًا للهروب من حرّ الصيف. تُعدّ وجهة مناسبة للنزهات العائلية البسيطة، مع إمكان التخييم، صيد الأسماك، أو مراقبة الطيور التي تحلّق فوق المياه في تناغم جميل مع الطبيعة.
المنطقة هادئة وغير مزدحمة، ما يمنح العائلات خصوصية وراحة. ويمكن للأطفال اللعب بأمان على ضفاف البحيرة أو الاستمتاع بتجربة جمع الحصى والأصداف الصغيرة.
الطبيعة بيتنا الأول... فلنَعُد إليها
ليس من الضروري أن ترتبط النشاطات المسلّية بالكلفة العالية… أحيانًا، تكفي مغامرة صغيرة في أحضان الطبيعة، ضحكات أطفالكم، وبعض السندويشات من صنع أيديكم، لتكوين الذكرى الأجمل. ففي زمن باتت فيه كل زيارةٍ إلى مطعمٍ أو مركزٍ ترفيهي عبئًا على الميزانية، تفتح السياحة البيئية في لبنان الباب أمام بدائل صحية واقتصادية ملهمة. هي ليست فسحة للّهو والاستراحة فحسب، بل أيضًا فرصة لتعليم أولادنا حب الأرض واحترام البيئة.
فلماذا لا نجعل هذا الصيف موسم التوفير والمغامرة؟