- En
- Fr
- عربي
إقتصاد ومال
رئيس جمعية الصناعيين ل «الجيش»
الشباك الموحّد حلم لم يتحقق فعلياً وهناك 23 مرحلة معقدة ومصاريف تهدر
تسعى الدولة اللبنانية لإجراء الإصلاحات الضرورية للنهوض بالاقتصاد، ومنها تفعيل عمليات التصدير والتعاون بين الإدارات من أجل تبسيط الإجراءات وتطوير النقل.
وفي هذا الإطار تمّ في الأول من آب الماضي اقرار الشباك الموحّد في مرفأ بيروت، وهذا المشروع حلم لطالما راود صناعيي لبنان منذ نحو أربعين عاماً، إذ أن من شأنه تسريع عمليات التصدير، وحصرها بشباك واحد، توفيراً للوقت، وللعمولات التي يتكبدها الصناعي إضافة الى الرسوم القانونية.
إلاّ أنّ افتتاح «الشباك الموحّد» في مرفأ بيروت، لم يتمّ لغاية اليوم، وفق ما أعلنه رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود في هذا الحديث لمجلة «الجيش»، عارضاً للمعوقات التي حالت دون ذلك وللخطوات العملية التي تقوم بها الجمعية لحلّ هذه المعضلة.
حلم يتحول الى كابوس
بداية اعتبر رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود ان الصناعيين شكروا الله على هذه الخطوة الهامة والحلم المنتظر منذ نحو أربعين عاماً، ولكن الحلم ما لبث أن أصبح كابوساً يدفعهم للتحرّك مجدداً من أجل إنجاح هذه الخطوة.
ورداً على سؤال حول أهمية إنجاز هذه الخطوة في مرفأ بيروت قال عبود: لقد تحوّل حلم إفتتاح «الشباك الموحد» في مرفأ بيروت الى كابوس حقيقي، بعد أن جاءت الخطوة ناقصة ولم تغيّر شيئاً من واقع المعاملات، بحيث انه تمّ الإبقاء على المعاملات القديمة المتعلقة بوزارة الصحة والمختبرات وغيرها... فيما تمّ استحداث بعض الآليات الموقّعة عبر الشباك الموحّد، ولقد كان من المفترض أن يتم تنفيذ «نور-2» بعد تنفيذ «نور-1» وبمقتضاه تتمّ معاملات التصدير من خلال الكومبيوتر. هذا المشروع يحتاج تنفيذه الى اقرار التوقيع الإلكتروني، علماً أن هذا التوقيع يدرس منذ حوالى 6 سنوات في مجلس الوزراء.
وإزاء ذلك، فقد أرسلنا الى وزير المال جهاد أزعور كتاب مقارنة ما بين الآلية التي كانت معتمدة قبل الشباك الموحد في مرفأ بيروت، وبين الآلية المعتمدة اليوم.
وبدا لنا أن معالي الوزير أزعور جدي للغاية ونسّق معنا بصورة مستمرة حول قضية الشباك الموحّد، والتي نفذت من خلال وعود قطعتها الحكومة على الصناعيين. ولكن للأسف، فإن المسؤولين عن تنفيذ هذه الخطوة الإصلاحية حالوا دون إتمامها، الأمر الذي يؤدي الى إلحاق الضرر بالقطاعات الإقتصادية في لبنان عبر زيادة التسميات والتعقيدات أمام الصناعيين.
واضاف عبود قائلاً: من يعرقل عملية التصدير في لبنان، يرتكب خيانة وطنية. فالمصدّر اليوم في لبنان هو بطل، لذا من الضروري تسهيل عمليات التصدير أمامه، وذلك من خلال عملية إدارية واحدة فقط اسوة بدول العالم، بدلاً من 23 مرحلة. علماً أنه بات من الضروري اليوم أن تنقل عمليات الفحوصات المخبرية وغيرها الى مرفأ بيروت لتسهيل الاجراءات.
عمليات التصدير ومردودها
* كيف يتم تطبيق الشباك الموحد برأيكم، وكيف كانت تتم عمليات التصدير في السابق؟
-بكلام بسيط، إن الرسوم التي تستوفيها الدولة من عمليات التصدير على كل مستوعب تتراوح بين 70 و75 دولاراً. وقد تصل رسوم النقل من 50 الى 150 دولاراً، اذا كان المعمل في منطقة البقاع. وبالتالي فإن الكلفة الإجمالية تتراوح بين 150 و200 دولاراً. ولكن هناك مصاريف اخرى يتكبدها الصناعي، جراء تخليص معاملات ورشاوى، تتراوح بين 300 و350 دولاراً، وهذه المبالغ تدفع من دون فواتير.
وبعض الخبراء الإقتصاديين يقدّرون ما يذهب هدراً في عملية التصدير يومياً بنحو 20 الف دولار.
وما يجري حالياً في مرفأ بيروت، هو وضع 23 معاملة في شباك واحد. بكل بساطة، يمكن إختصار 23 مرحلة معقدة، بمرحلتين أو ثلاث على أبعد حدّ، حتى يمكننا اعتبار أنه فعلاً بدأ العمل فعلياً بالشباك الموحد في مرفأ بيروت.
* كيف تقيّم المردود الإقتصادي للصادرات الصناعية في حال طبق الشباك الموحد بمفهومه الصحيح؟
- يوفر تطبيق الشباك الموحّد على كل صناعي ومصدّر كما ذكرت سابقاً، نحو 250-300 دولار أميركي لكل مستوعب؛ هذه المبالغ تذهب هدراً لمعقّبي المعاملات و«مفكّكي» العقد... ومعالجة هذا الواقع تشجع الصناعيين على الانفتاح على أوروبا والعالم، لا سيما في المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، حيث ادى إقفال الحدود البرية الى خسائر جمة.
* ولكن تمّ تخفيض رسوم التصدير لمساندة التجار والصناعيين، ألا يساعد ذلك في تطوير عمليات التصدير؟
- لقد تمّ تخفيض رسوم المرفأ لفترة وجيزة، ولكن مشكلتنا ليست برسوم المرفأ، وانما هي بالكلفة الأخرى غير الشرعية، التي تذهب هدراً.
* ما هي الخطوات العملية التي تقوم بها الجمعية اليوم، لحلّ هذه المعضلة؟
-هناك أمر يعنينا جداً، ويتعلق بتنمية صادراتنا، وعلينا حل عقدته قبل حل قضية كلفة التصدير والشباك الموحد، وهو يتمثل بضرورة تدريب الصناعي اللبناني على كيفية التفكير صناعياً والتوضيب أوروبياً، لمعرفة الذوق الانكليزي والفرنسي والإيطالي... إسوة بالدول الأخرى كتونس وقبرص.
وختم عبود بالقول:
ان معركة الشباك الموحّد هي معركتنا، نحمل لواءها ولقد ناضلنا من اجلها ولن نتراجع قبل ان نربحها.
تصوير:المجند ايلي ملّو