- En
- Fr
- عربي
من الميدان
يسابق جيشنا الخطر منذ سنوات. يعرف في كل مرّة أن الربح أكثر من هدف له، إنه خياره الوحيد والأكيد، ليبقى الوطن.
السباق مستمر، فالإرهابيون ما زالوا يحاولون التسلل لزرع الموت والدمار، لكنّ قواعد اللعبة تغيّرت إلى حدّ بعيد. فالضربة القاضية تحلّ بالإرهابيين قبل أن يتحركوا. هذا ما حصل فجر الجمعة 30 حزيران المنصرم في عرسال، وقبله في تواريخ وأماكن أخرى. وهذا ما سيحصل في كلّ مرّة يحاول فيها أعداء لبنان والإنسانية زرع جرائمهم وأحقادهم وغدرهم في مدننا وبلداتنا وشوارعنا... والأهم، أنّ خبرة عسكريينا وحرفيتهم المعقودتين على عزم وشجاعة لا تنال منها الصعوبات مهما قست، رفعت مستوى أدائهم بوضوح. فهم ينفّذون عملياتهم ويعودون منها من دون خسائر في صفوفهم، أو بخسائر محدودة، على الرغم من صعوبة هذه العمليات وارتفاع نسبة خطورتها.
ماذا حصل فجر 30 حزيران؟
تجمّعت لدى الجهات المعنية في الجيش معلومات تتعلق بتجهيز انتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل اللبناني. حُدّد الهدف واتجهت قوة من الجيش إلى مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال. وفي أثناء قيام القوة بمهمة التفتيش، أقدم انتحاري على تفجير نفسه أمام إحدى الدوريات المداهمة، ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة.
تابعت القوة تنفيذ مهماتها، فأقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم، وكان أحدهم وسط أفراد عائلة نازحة، ما أدى إلى وفاة طفلة للعائلة. كذلك فجر الإرهابيون عبوة ناسفة، لكنهم لم يفلحوا في إلحاق الأذى بأي من العسكريين، فيما ضبطت القوة أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فورًا في أمكنتها.
في المنطقة نفسها، كانت قوة أخرى للجيش تقوم بعملية تفتيش في مخيم القارية. هناك أيضًا كان ثمة إرهابيون جاهزون لارتكاب جرائمهم. أحدهم فجّر نفسه بواسطة حزام ناسف، مات بحقده، ونجا العسكريون، لكن قنبلة رماها إرهابي آخر أصابت أربعة بجروح طفيفة.
قائد الجيش في الميدان
قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي توجّه إلى عرسال عقب العمليّة، التقى الضباط والعسكريين الذين نفّذوا المهمة. نوّه بتضحياتهم، متمنيًا الشفاء العاجل لرفاقهم الجرحى، وأثنى على شجاعتهم في مواجهة الإرهابيين، وعلى أدائهم المهمة بدقة واحتراف عاليين، مشيدًا بحرصهم التام على تجنيب سكان المخيّمين وقوع خسائر في صفوفهم، وأكّد التزام القيادة الدائم حماية المدنيين في جميع العمليات العسكرية.
وإذ أشار إلى أن ما جرى، يؤكد مرّة أخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها، لفت العماد عون إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعية لاقتلاع هذا الشرّ الخبيث، داعيًا العسكريين إلى مزيد من اليقظة والجهوزية والاستعداد للتضحية، دفاعًا عن الوطن وحفاظًا على أمنه واستقراره.
وفي مناسبة مرور عام على التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها بلدة القاع، زار قائد الجيش مبنى البلدية فيها، حيث التقى أعضاء المجلس البلدي والمخاتير وعددًا من الأهالي، الذين أعربوا عن تقديرهم لجهود الجيش وتضحياته في سبيل حماية أهالي القرى والبلدات الحدودية. من جهته، طمأن العماد عون الأهالي إلى أنّ الجيش سيبقى إلى جانبهم ولن يسمح للإرهاب بتهديد أمنهم وسلامتهم.
كذلك، تفقّد قائد الجيش العماد عون في مستشفيي رزق والروم، العسكريين الجرحى الذين أصيبوا خلال العملية، واطّلع على أوضاعهم، منوّهًا بتضحياتهم وشجاعتهم، ومتمنيًّا لهم الشفاء العاجل.