احداث واصداء

عملية وادي الأرانب

دقة، فعالية، جهوزية وشجاعة

 

شكّلت العملية التي قام بها الجيش في محلة وادي الأرانب- عرسال، إنجازًا نوعيًا، وأكّدت جملة من الحقائق في ما يتعلق بأداء الجيش اللبناني المتميّز بالدقة والكفاءة والاحتراف والشجاعة...


تفاصيل ميدانية
بعد حصول مديرية المخابرات على معلومات ومعطيات تفيد عن مخطط شديد الخطورة لمجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، يقضي بمهاجمة مراكز الجيش من خلال سيارات مفخّخة وعمليات انتحارية، للربط بين مراكز هذه المجموعات في الجرود وبلدة عرسال، بغية فرض أمر واقع جديد، عمدت قوى الجيش إلى تعزيز استعداداتها الميدانية وتكثيف مراقبتها نشاطات الإرهابيين على امتداد جبهة الحدود الشرقية، فرصدت ليل الثالث من شهر شباط تحرّكات مشبوهة لمجموعة إرهابية كبيرة في منطقة وادي الأرانب، تزيد عن 50 عنصرًا. وخلال وقت قصير وضعت الوحدات العسكرية خطّة سريعة لمهاجمتها والقضاء عليها بالسرعة القصوى. وهذا ما حصل بالفعل، إذ هاجمت فجرًا وحدات من الجيش، بقعة تجمع الإرهابيين، بعملية خاطفة ومحكمة، تمكّنت خلالها من تطويق المجموعة، ثم اشتبكت معها بمختلف أنواع الأسلحة، لتنقضّ عليها وتقتل 6 من عناصرها وتتابع ملاحقة باقي أفرادها الذين جرح عدد منهم، ولاذ الباقون بالفرار باتجاه الجرود. إلّا أنّ العملية لم تنته عند هذا الحد، بحيث هاجمت قوى الجيش بعد ذلك مستشفىً ميدانيًا تابعًا لـ«داعش» كان قد لجأ إليه بعض عناصر المجموعة، وتمكّنت من توقيف 11 إرهابيًا مسلّحًا، فيما كانت وحدات المدفعية خلال العملية، تدكّ المواقع الخلفية للإرهابيين وخطوط انسحابهم.
بنتيجة العملية أيضًا، صادرت قوى الجيش من بقعة المعركة آليتين وكمية كبيرة من العبوات والأحزمة الناسفة، والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، وأعتدة عسكرية متنوعة كانت بحوزة المسلّحين.


مؤشرات العملية
إنّ هذه العملية الباهرة والنظيفة التي نفّذها الجيش والتي تأتي من ضمن خطة وضعتها القيادة، عنوانها المبادرة إلى ضرب الإرهابيين استباقيًا قبل ترجمة مخطّطاتهم إلى أفعال، تشير في حيثياتها، وفق آراء العديد من المحلّلين العسكريين إلى الحقائق الآتية:
- دقّة الرصد العسكري وفعاليته وجهوزية الوحدات العملانية لمواجهة أي طارئ.
- امتلاك قوى الجيش القدرة والمعنويات والشجاعة والإرادة الكاملة لضرب الإرهاب مهما كان حجمه وتسليحه.
- الحرفية العالية للوحدات المهاجمة والتي تجلّت في سرعة حسم المعركة، والعدد الكبير من الموقوفين، وعدم وقوع أي إصابة في صفوفها على الرغم من تواضع السلاح الذي كان بحوزتها.
- قدرة الجيش على المناورة والتحكّم والسيطرة، في الظروف الجغرافية والمناخية الصعبة، كتلك التي تتميّز بها جرود عرسال. وهذا يعود إلى التدريب النوعي والخاص الذي يثابر عليه الجيش.
- توجيه رسالة حازمة للإرهاب، بأنه من المستحيل عليه خرق أي منطقة حدودية، وبالتالي طمأنة المواطنين إلى أنّ أرواحهم وأرزاقهم هي في عهدة الجيش.
- إنّ الجيش اللبناني لا ينقصه سوى توفير المزيد من السلاح النوعي الذي يمكّنه من مواجهة أي خطر يتعرّض له لبنان.


أصداء العملية
لاقت هذه العملية وبشكل منقطع النظير، تنويه السلطات اللبنانية واللبنانيين جميعًا، وكذلك الأوساط الإقليمية والدولية، سواءً بالنسبة إلى النجاح الباهر للعملية بحدّ ذاتها، أو لكفاءة الجيش في مواجهة الإرهاب عمومًا، قياسًا على المصاعب التي تواجهها أكبر جيوش العالم في مواجهته. وفي هذا الإطار أشاد القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز لدى زيارته وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، بالإنجاز الكبير الذي حقّقه الجيش، ومما قاله: «لقد هنّأت دولته على الإنجاز الذي حققه الجيش في عرسال، الأمر الذي يدلّ على أنه بلغ مرتبة عالية من التقدم، وعلى أنه يقوم بعمل ممتاز في مجال حماية الشعب اللبناني والانتصار على الإرهابيين. وقد سررت جدًا حين علمت أنه لم يتم تسجيل أي خسارة في الأرواح في صفوف الجيش اللبناني، الأمر الذي يدل على درجة عالية من المهنية... الذي يستحق التهنئة فعلاً هو الجيش اللبناني ومعالي الوزير وقائد الجيش وخصوصًا الجنود الذين نفّذوا هذه العملية الناجحة».
في الختام، تمثّل هذه العملية انتصارًا جديدًا يضاف إلى سجل انتصارات الجيش في مواجهة الإرهاب. هذا الانتصار المدوّي بالنسبة إلى الجميع، يتلقّفه الجيش كعادته بصمت الواثق من نفسه، وبمزيدٍ من الاستعداد للتضحية والإرادة الصلبة لكسر شوكــة كــلّ معتدٍ على لبنان.