- En
- Fr
- عربي
أمر اليوم
في «أمر اليوم» الذي وجّهه للعسكريين لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نوّه قائد الجيش العماد رودولف هيكل بتضحيات العسكريين وتحمّلهم مسؤولياتهم بمهنيةٍ عالية واستعدادٍ كامل لبذل أقصى الجهود وملاقاة التحديات بعزيمةٍ لا تلين.
وفي ما يأتي نص «أمر اليوم»:
أيها العسكريون
في عيد المقاومة والتحرير، نقف أمام مناسبة تاريخية بإنجازاتها، متمثلة بتحرير الجزء الأكبر من أرضنا، بعد عقود من احتلال العدو الإسرائيلي، وهو إنجاز وطني يحمل رمزية كبيرة عبر استعادة معظم أراضي الجنوب، بفضل صمود اللبنانيين وثباتهم. اليوم، نستعيد بكل اعتزاز تضحيات الشهداء التي جعلت هذا الإنجاز ممكنًا، وظلّت ماثلة أمامنا، تمدّنا بالقوة والعزيمة أمام المحن والشدائد.
يأتي هذا العيد في ظلّ مرحلة ثقيلة بصعوباتها وأخطارها، عَقِب عدوان شامل شنّه العدو الإسرائيلي على لبنان، ولا سيما الجنوب، موقعًا آلاف الشهداء والجرحى ومسبّبًا دمارًا واسعًا في الممتلكات والبنى التحتية. هو عدوان لا تزال آثاره الكارثية حاضرة أمامنا، لكنّه أظهر في الوقت نفسه تمسُّك اللبنانيين بروحهم الوطنية، واحتضانهم أبناء وطنهم خلال العدوان. وسط كل ذلك، تحملتم مسؤولياتكم بمهنية عالية، واستعداد كامل لبذل أقصى الجهود، وسارعتم إلى ملاقاة التحديات بعزيمة لا تلين، وها أنتم تؤدون واجباتكم رغم الصعوبات المضاعفة والظروف المعقّدة. إننا نتوقف بإجلال وإكبار عند تضحيات جرحانا، وشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم على درب الشرف والتضحية والوفاء، كي يبقى الوطن.
أيها العسكريون
لقد بات من الواضح والمؤكد، أنّ صمودكم هو أحد أهمّ أسباب استمرار لبنان ووحدة اللبنانيين وسلامة أمنهم، وقد ظهر ذلك جليًّا في عملكم المكثف، بهدف بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، والانتشار في الجنوب ومواكبة عودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم. تُضاف إلى ما سبق الإجراءات الاستثنائية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها، فضلًا عن حفظ أمن الانتخابات البلدية والاختيارية، التي تجسد إرادة لبنان وعزم أبنائه وتمسُّكهم بالأنموذج اللبناني الفريد، وتطلُّعهم إلى مستقبل أفضل. يجري ذلك فيما يُصرّ العدو الإسرائيلي على انتهاكاته واعتداءاته المتواصلة ضدّ بلدنا وأهلنا، ويواصل احتلال أجزاء من أرضنا، ويعرقل الانتشار الكامل للجيش في الجنوب، ما يُمثّل خرقًا فاضحًا لجميع القرارات الدولية ذات الصلة.
أيها العسكريون
أنتم تعطون بإرادتكم وتضحياتكم المثال الرفيع والمشرّف في التفاني المطلق من أجل لبنان، وتُبقون الأمل حيًّا في نفوس اللبنانيين، وترسّخون الثقة المقدّرة من جانب الدول الشقيقة والصديقة بدور الجيش وكفاءته واحترافه. ابقوا كما عهدتكم سدًّا منيعًا يقي وطننا رياح الفتنة ويضمن السلم الأهلي، ويشكّل بارقة أمل لكلّ المؤمنين بهذا الوطن. في المقابل، تبقى القيادة على عهدها لكم، مُسخِّرة كامل إمكاناتها للوقوف إلى جانبكم وتحسين ظروف حياتكم بمختلف السبل.
التحديات كبيرة، لكنها تصغُر أمام عزيمتكم وتضحياتكم، فلنعمل معًا بقوة وثبات لبناء الوطن الذي يستحقّه اللبنانيون.