سينما

فيلم أميركي طويل لزياد الرحباني
إعداد: ريما سليم ضومط

الإبداع يتخطّى الوقت

 

بعد مضيّ أكثر من ثلاثين عامًا على عرضها على خشبة المسرح، عادت مسرحية «فيلم أميركي طويل» للفنّان زياد الرحباني لتُدهش الجماهير والنقّاد، ولكن هذه المرّة على شاشات السينما اللبنانيّة. وقد استقطب هذا العمل عددًا هائلًا من معجبي الفنان اللبناني الّذين اشتاقوا إلى إبداعه، وهم الذين ما زالوا يتفاعلون بشكلٍ يومي مع أعماله المسجّلة صوتيًّا.


من المسرح... الى السينما
الفيلم الذي عُرض كمسرحيّة على مسرح البيكاديللي في العام 1980، يتناول موضوع الحرب الأهلية اللبنانية من خلال يوميات سبعة مرضى داخل مستشفى للأمراض العصبية، يعانون أمراضًا نفسية نتيجة الحرب، إضافة إلى مدمنين اثنين على المخدرات. وعلى الرغم من اضطراباتهم العصبية، تبدو هواجس المرضى مشروعة وواقعية جدًا، وهذا ما يؤدّي إلى تعقيد عملية العلاج. وما يزيد الطين بلّة، وقوع الطاقم الطبّي المعالج في فخّ النقاشات والخلافات الطائفيّة، لينجرّ جميع من في المستشفى إلى الأجواء العبثيّة.
في ختام الفيلم، وبعد فشل جميع طرق العلاج التقليدية، يتمّ اللجوء إلى الحلّ الجذري الوحيد، وهو العلاج بالكهرباء، فهل ينجح هذا الحلّ؟

 

المسرحيّة الفيلم
جسّد الأدوار في المسرحيّة- الفيلم: جوزيف صقر، بطرس فرح، سامي حوّاط، محمد كلش، زياد أبو عبس، جوزيف أبي حيدر، غازاروس ألطونيان، وتوفيق فرّوخ.
الجدير بالذكر، أن المسرحية- الفيلم هي التجربة الثانية لشركة «أم ميديا» للإنتاج، التي سبق لها أن عرضت، في كانون الثاني الماضي، مسرحية «بالنسبة لبكرا شو» سينمائيًا، وذلك كي يتاح للأجيال الجديدة الاطلاع على أعمال أصبحت اليوم تصنّف ضمن «التراث الفني اللبناني والعربي»، وفق ما أعلنت الشركة على صفحتها على الفايسبوك.
على غرار مسرحية «بالنسبة لبكرا شو»، استدعى تجهيز «فيلم أميركي طويل» للعرض السينمائي جهدًا تقنيًا جبّارًا، جرت من خلاله عملية ترميم للقطات من المسرحيتين، صوّرتها شقيقة زياد، المخرجة الراحلة ليال الرحباني، بكاميرا سينما صغيرة، وذلك بعد عملية مونتاج أوليّة قامت بها الشقيقة الثانية المخرجة ريما الرحباني، فيما تولّى رالف كسلر الإشراف على عملية تنقية الصوت عبر برنامج معقّد طوّره فريق بحثي ألماني من جامعة هلموت شميت في هامبورغ.