أمر اليوم

في امر اليوم الصادر بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الجيش

العماد ميشال سليمان يدعو العسكريين الى اليقظة والارتقاء في الأداء كي يبقى الجيش

عطاء يختصر الزمن

 

بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الجيش اللبناني في الأول من آب، وجّه قائد الجيش العماد ميشال سليمان امر اليوم الى العسكريين، داعياً اياهم الى رفض أي شكل من أشكال التفرقة او الفيدرالية الطائفية، والتفاني في الحفاظ على الوحدة الوطنية، والاستنارة بمبادئ الشرف والتضحية والوفاء... كي يبقى الجيش عطاء يختصر الزمن.

 

أيها العسكريون
تحيط بوطنكم أخطار جسيمة وتهديدات متنوعة، أدعوكم إلى الوقوف بوجهها الوقفة التاريخية التي دأبتم عليها منذ سنوات عديدة، وليس دليلاً على ذلك أكثر من التطورات المتسارعة والحرجة، خصوصاً مع الجريمة التي أودت بحياة دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. هذه التطورات التي أحدثت هزة كبيرة في البلاد، تم تدارك تداعياتها بفضل وعيكم وتفانيكم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وضمان حرية التعبير وتوفير الأمن للجميع، ودوركم المشهود في نجاح الانتخابات النيابية التي جرت مؤخراً.
ورغم ما شهدته البلاد من تفجيرات في غير مكان، وجرائم أودت بحياة شخصيات وطنية رفيعة، ونجا منها دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأستاذ الياس المر والوزير مروان حمادة، فإن وحدتكم وتماسككم وأداءكم المميز في مختلف المهام، كانت السبيل الكفيل بمنع تحقيق الأهداف المرسومة من قبل مخططي هذه الجرائم ومنفذيها، وستبقى في طليعة أولوياتكم، متابعة هذه الجرائم لكشف فاعليها وتقديمهم للعدالة.

 

أيها العسكريون
ما زال العدو الإسرائيلي يمعن في رفض السلام العادل والشامل، ويهمل قرارات الشرعية الدولية، ويستمر في احتلال مزارع شبعا، فيما حرب الإرهاب تزداد شمولية وتضرب في أنحاء العالم كافة. ولهذا أدعوكم إلى اليقظة ورفض أي شكل من أشكال التفرقة أو الفيدرالية الطائفية وسواها، والتصدي للعدو دفاعاً عن حقنا وأرضنا ومقاومتنا، ومواجهة تهديداته بالتعاون والدعم المتبادل مع الجيش العربي السوري الشقيق، حفاظاً على كرامة وأمن واستقرار لبنان وسوريا.
إن التزامكم عقيدة وطنية راسخة، وتقيّدكم بقرارات السلطة الإجرائية، يحددان دوركم الوطني، ويرسمان سياسة جيشكم واستراتيجيته، التي تنبع من المصلحة الوطنية العليا ومن إرادة الشعب الجامعة.

 

أيها العسكريون
إن ثقة المواطنين بكم، والتفافهم حولكم، في عيدكم الستين، لأبلغ تعبير عن دوركم الوطني الجامع، وهذا ما يحتم عليكم بذل المزيد من الجهد والارتقاء في الأداء ونكران الذات، والاستنارة بمبادئ الشرف والتضحية والوفاء، لتحققوا تطلعات شعبكم وآماله، ويبقى جيشكم... عطاء يختصر الزمن.