- En
- Fr
- عربي
بطاقة ملوّنة
في حبّات القمح: رغيفنا، وفي السنابل هندام حقولنا، وفي عناد الأرض: حبّ لبناننا، وفي الأعالي أباؤنا، وفي التواضع كبرياؤنا، وفي الإخاء: تعاوننا، وفي الضيم: همتنا، وفي المحبة: أبجديتنا.
تلكم، ثقافة لبناننا في أريافنا ومدننا وجامعاتنا، ومعاهدنا، ونوادينا، ومنابرنا، لا جهل أو تجهيل، ولا بغضاء، أو فتنة، ولا استبعاد أو إلغاء، ولا تهميش أو تجريح، ولا نفاق أو نميمة، ولا استعلاء أو إدعاء، ولا ركوض إلى الوراء أو الهروب إلى الأمام في مواقفنا.
إنها الثقافة اللبنانية، في التفكير والكتابة والخطاب والعلاقات، ما يؤكد، أن أية مفردات ومصطلحات وطروحات من خارج هذا السياق، إنما هي دخيلة ومتطفلة ومعتدية على ثقافتنا وقيم سلوكنا.
وهي ثقافة الحوار والتفاعل مع مختلف المدارس والنظريات الثقافية الأخرى، من دون الذوبان فيها، أو مقاطعة لها، فنأخذ ما لا يتعارض مع أصول ثقافتنا، لأن الحفاظ على الأصالة، ليس إنغلاقًا على الذات، ولأن الإنفتاح على ثقافة الغير، لا يلغي الذات الثقافية للأمة.
القطيعة أو المقاطعة والتباعد والتنابذ بين الأفراد والجماعات وشرائح المجتمع، هو نوع من ثقافة العداء، ما يجعل الفرد مأزومًا، والمجتمع منقسمًا والمصير مشتتًا.
وفي المعادلة، أن الإنكفاء ساعة الحضور، والتشرنق ساعة الوئام، والكسل ساعة العمل، واللامبالاة ساعة الأزمات، هو أعلى درجات العدوان على الذات.
الآهات، لا تصنع فرحًا، واليأس لا يلغي قلقًا، والتصفيق لا يبدع فكرًا، والمجاملة لا تؤسس ودًا، والثرثرة لا تحمل بلاغة، والنميمة لا تبني صداقة، والإرتماء لا يصبح صعودًا، والوجوه المستعارة لا تأتي بالوجاهة.
فالمتأوهون واليائسون، علة على ذواتهم وعلى مجتمعهم، والمصفقون المجاملون، هامشيون في حياتهم، والمثرثرون والنمامون: باعة لألسنتهم، والواقفون على الأبواب: باعة لجباههم، والباحثون عن المظاهر لا ظل لهم.
المنطق: سيد الكلام.
والعدالة: سيدة الأحكام.
الشجاعة: صانعة الانتصار.
التهور: صانع الفشل.
البخل: صانع الفقر.
والكرم: سيد العطاء.
الثقة: مظلة للمودة.
المصالحة: بالمصافحة.
المصافحة: بالمصارحة.
كتب إليها يقول:
نسجت من جدائللك عباءة الشعر لقصائدي.
وابحر إلى الغزل من موانئ الفرح في السفر إلى دارتك.
وأجعل من موعد لقائنا ميلادًا جديدًا ليوم ميلادنا.
كتبت إليه تقول:
أنت المعنى لكل حرف.
انت المغنى لكل عزف.
أنت الصدى لكل صوت.
أنت المبتدأ والخبر والمنتهى لكل حب.
شخصان يتساويان في الفشل والسقوط هما:
من يعتلي أكتاف غيره للوصول ومن يتعالى على غيره للوجاهة.