أمر اليوم

قائد الجيش في «أمر اليوم» عشية الاستقلال

خيارنا العمل دومًا كي يجمع هذا العيد اللبنانيين حول رمزيته

عشية الذكرى السبعين لاستقلال لبنان، وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العسكريين «أمر اليوم»، الذي شدّد فيه على دور الجيش في حماية «روحية لبنان ومفهومه الحقيقي».
في ما يلي نص «أمر اليوم».

 

أيها العسكريون
قدرنا كلبنانيين أن نحتفل في معظم الأحيان بعيد الاستقلال، وسط المخاطر والتحديات الأمنية والسياسية، التي يعيشها وطننا ومنطقة الشرق الأوسط.
لكنّ خيارنا كعسكريين، أن نستمرّ في العمل للحفاظ على هذا الوطن، وأن نواجه العدو الاسرائيلي وشبكاته التجسسية وأطماعه، وأن نحارب الإرهاب في مختلف أشكاله، ونلاحق منفّذيه العاملين على العبث بوحدتنا.
وخيارنا كعسكريين وكمواطنين، أن نعمل دومًا كي يجمع هذا العيد العائلات اللبنانية حول رمزيته، وأن نقدّم التضحيات كي نصون العلم، ونحافظ على الدستور الذي يحمي الجمهورية.

 

أيها العسكريون
إن الأحداث التي تمرّ بها دول الجوار، اختبرناها طوال خمسة عشر عامًا، عرف فيها لبنان أقسى أيامه، وانتهت بعقد اجتماعي أعاد إلى البلد وحدته وحقّق السلم والاستقرار. إن الدستور الذي اختصر في مقدمته روحية لبنان ومفهومه الحقيقي، أكّد أهمية العيش المشترك كأساس متين لقيام لبنان، وشدد على أن «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك».
اليوم، وفيما تتجه دول المنطقة إلى متغيرات وصياغة مواثيق جديدة، تجري محاولات لتدمير الوفاق الوطني، وتخريب العيش المشترك.
في هذه اللحظة المصيرية، قدرنا وخيارنا أن نحمي هذا العقد ونحصّنه، ونبذل جهودنا لحل أزماتنا من خلاله، لا أن نذهب إلى حلول خارجة عنه، فتودي بنا إلى المجهول.

 

أيها العسكريون
لقد بذلتم وتبذلون كل يوم، التضحيات من أجل الحفاظ على روحية وثيقة الوفاق الوطني، القائمة على احترام العيش المشترك، وخصوصيات جميع المكونات التي يتألف منها الوطن، وبعملكم هذا إنما تحافظون على الإرث الذي استودعنا إياه الذين بنوا الوطن وأرسوا استقلاله. وفي عيد الاستقلال هذا، نستعيد كلبنانيين ما قاله المفكّر ميشال شيحا: «لبنان دولة عريقة بدروس الماضي، ولبنانيو اليوم هم ذاتهم لبنانيو الأمس. وقد لا نتمكن من تغيير مجرى الأحداث، ما لم نثابر على تجاوز المخاطر بالإرادة والجرأة والإيمان، فمهمتنا الأولى أن نصون الوجه النبيل لما في بلادنا من حرية وروحانية وتسامح واستقلال».

 

أيها العسكريون
هذه الرسالة هي مهمتنا.