- En
- Fr
- عربي
أمر اليوم
لن نسمح بانتقال الفتنة إلى لبنان ولا بإقامة منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة
عشية الأول من آب، وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العسكريين «أمر اليوم» الرقم 63 مشددًا فيه على أن الجيش سيمنع الفتنة من الانتقال إلى داخل لبنان وتحويل الوطن إلى ساحة تترجم فيها الخلافات السورية والإرادات الإقليمية، كما أنه لن يسمح بإقامة أي منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة. في ما يلي نص «أمر اليوم».
أيها العسكريون
في وقت تشهد المنطقة العربية تطوّرات وتحدّيات غير مسبوقة، يستمرّ العدو الإسرائيلي في إطلاق تهديداته ضدّ لبنان، وخرق سيادة أراضيه، وإعداد الخطط لشنّ عدوان جديد عليه، فالمواجهة ستبقى قائمة مع هذا العدو لإحباط مخططاته الإجرامية، وحتى تحرير آخر ذرّة تراب من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، كما أنّ الجيش وبموازاة التزامه الدقيق القرارات الدولية، والتنسيق الدائم مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لن يسمح بتكريس الخط الأزرق خطًا حدوديًا، وسيتصدى للعدو بكلّ القدرات ومهما كانت التضحيات، في حال إقدامه على تهديد أمن القرى الحدودية تحت ذريعة وجود مسلحين هنا أو هناك، وسيقف إلى جانب شعبه المقاوم سدًّا منيعًا أمام أطماعه المعلنة في الثروات الطبيعية للوطن، سواء ضمن مياهه الإقليمية أم في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
أيها العسكريون
اعلموا أنه مهما آلت إليه الأحداث الجارية في سوريا، فالجيش سيبقى على أتمّ الاستعداد للاضطلاع بدوره وتحمّل مسؤولياته الوطنية كاملةً، وفق قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها، وذلك بهدف الحدّ من تداعيات تلك الأحداث على لبنان، وحماية أهالي المناطق الحدودية، ومنع انتقال الفتنة إلى الداخل، وهو لن يسمح بتحقيق رغبات الكثيرين في تحويل الوطن إلى ساحة تترجم فيها الخلافات السورية والإرادات الإقليمية، أو في إقامة أيّ منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة، وسيكون ردّه حاسمًا وفاعلًا، عبر خطّة محكمة ستظهر تباعًا على أرض الواقع وفق مسار الأحداث والتطوّرات.
أيها العسكريون
يخطئ من يعتقد أن مؤسستكم تواجه تحدّي الحفاظ على وحدتها في أي ظرف من الظروف، فهذه الوحدة التي تعمّدت بدماء رفاقكم الشهداء وترسّخت بمناقبيتكم وإيمانكم برسالة هذا الوطن، هي اليوم أكثر تماسكًا وصلابة من أي وقت مضى، ولن تنجح محاولات البعض الاصطياد بالماء العكر للإيقاع بين الجيش وأهله، أو الإيحاء بأن في صفوف المؤسسة أحزابًا وتيارات سياسية، فهؤلاء لا يعلمون أنّ الجيش جسم واحد، وعسكرييه كافة يدينون بالولاء للوطن وحده.
أيها العسكريون
إن وطنكم مقبل على استحقاقات دستورية تمثّل محطة مهمّة في مسيرة الحياة اللبنانية، وإني على ثقة تامة، بأن جيشكم سيكون الضامن الأساسي لإجرائها، وسيثبت مرّة جديدة أنه الحارس الأمين للاستقرار ولقيم الديمقراطية والحرية والعدالة التي ينعم بها لبنان، تمامًا كما أثبت ولا يزال، أنه القدوة للمؤسسات في التزام القانون والحفاظ على وحدة الدولة.
في الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش، أحييكم في أيّ موقع كنتم، وأحيي من خلالكم شعب لبنان الأبي.
فكونوا إلى جانبه في السرّاء والضرّاء، حماته الأشدّاء وقلبه النابض بالكرامة والعنفوان.