- En
- Fr
- عربي
مناسبة
دعم الدول الصديقة للجيش اللبناني دليل على ثقتها بدوره
أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي «العزم على مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوّة وحزم، وصولًا إلى استئصال جذوره من الوطن»، معتبرًا أن «مسارعة الدول الصديقة إلى دعم الجيش، دليل واضح على تضامنها مع لبنان الذي يشكّل نموذجًا إنسانيًا وحضاريًا رائدًا، وعلى ثقتها بدور مؤسستنا العسكرية في حماية هذا الوطن وإنجازاته الباهرة في مكافحة الإرهاب الذي يشكّل خطرًا شاملًا يتهدد الإنسانية جمعاء».
كلام العماد قائد الجيش جاء خلال لقائه مع الملحقين العسكريين العرب والأجانب، في مناسبة حلول العام الجديد. تقدّم الوفد الملحق العسكري النمساوي العميد أندرياس ميمبور، إلى جانب ممثلي هيئة مراقبة الهدنة وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ومساعديهم.
وقد ألقى العماد قهوجي كلمة ترحيبية قال فيها:
«كما جرت العادة، ألتقي وإياكم في مطلع العام الجديد، كممثّلين عن جيوشكم الصديقة في لبنان، فأغتنم فرصة هذا اللقاء، لأتوجّه إليكم ومن خلالكم إلى قادة جيوشكم وسلطات بلادكم، بأحرّ التهاني وأطيب الأمنيات لمناسبة حلول السنة الجديدة، آملًا أن تعود على الجميع بمزيد من الخير والرفعة والتقدّم.
أهلًا وسهلًا بكم في بلدكم الثاني لبنان».
وقال العماد قهوجي: «شهد العام المنصرم على المستوى الإقليمي، استمرارًا للأزمات السياسية والأمنية التي عصفت بالمنطقة العربية منذ مطلع العام 2011، ولا يزال العديد من بلدانها يتأرجح بين مخاض التغيير السياسي الصعب وبين الحروب العبثية الدموية، التي يسعى من خلالها الإرهاب إلى تنفيذ مخططاته التدميرية. ومع تشكّل التحالف الدولي لمحاربته، بدأت النتائج بالظهور تدريجًا على أرض الواقع، من خلال الضربات المركّزة التي تلقاها تنظيم «داعش» الإرهابي، وأدّت إلى تراجع مناطق نفوذه وتكبيده الكثير من الخسائر».
أما على الصعيد المحلي، فلاحظ قائد الجيش أنه «بالإضافة إلى المصاعب السياسية وعدم التوصّل إلى انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، فضلًا عن المصاعب الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، خصوصًا مع تدفّق نحو مليون ونصف لاجىء سوري إلى أرضه، فقد واجه الجيش اللبناني بدوره، هجمة شرسة وغير مسبوقة من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء في منطقة عرسال على الحدود الشرقية خلال شهر آب الفائت، أو في منطقة الشمال خلال شهر تشرين الأول. لكنّ الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه، إذ أحبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده، مخطط هؤلاء الإرهابيين الهادف، باعتراف القياديين الموقوفين منهم لدى القضاء، إلى إقامة إمارة ظلامية تمتدّ من الحدود الشرقية إلى البحر. وبالتالي حال الجيش دون إشعال نار الفتنة في البلاد، وتعريض وحدة اللبنانيين لأخطار جسيمة، مجسدًا التزامه اتفاق الطائف، وإرادة العيش المشترك بين أبناء وطننا الواحد». وأضاف: «تبقى قضية العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية أولوية مطلقة بالنسبة إلينا، ولن نألوَ جهدًا أو وسيلة في سبيل تحريرهم، وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم».
وتوجّه إلى الملحقين العسكريين بالقول:
«إننا نتطلّع بكلّ احترام وتقدير، لوقوف بلادكم إلى جانب الجيش في مواجهة الإرهاب، والحرص على وحدة لبنان واستقراره في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه، كما نثمّن عاليًا جهودكم أيضًا في هذا الإطار، وفي نقل الصورة الحقيقية عمّا يجري في بلدنا، خصوصًا المهمّات التي يقوم بها الجيش، وحاجاته القتالية المختلفة في ضوء الأخطار والتحديات الراهنة».
ورأى قائد الجيش في «مسارعة الدول الصديقة إلى دعم الجيش، دليلًا واضحًا على تضامنها مع لبنان الذي يشكّل نموذجًا إنسانيًا وحضاريًا رائدًا، ودليلًا أيضًا على ثقتها بدور مؤسستنا العسكرية في حماية هذا الوطن، وإنجازاتها الباهرة في مكافحة الإرهاب الذي يشكّل خطرًا شاملًا يتهدد الإنسانية جمعاء». مؤكدًا أنه «سيكون لهذه المساعدات وخصوصًا الهبة السعودية، بالغ الأثر في تعزيز قدرة الجيش على حسم الأمور لمصلحة لبنان».
وختم العماد قهوجي:
«نجدد اليوم ما أكّدناه أمامكم سابقًا، عزمنا على مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوّة وحزم، وصولًا إلى استئصال جذوره من وطننا، كما نؤكد التزامنا الكامل قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بمختلف مندرجاته، والحرص على إقامة أفضل علاقات التعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لمعالجة الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية، والحفاظ على الاستقرار المحلّي والإقليمي. إن ثقتنا بقدرتنا على تخطي مصاعب المرحلة، هي فعل إيمان بحقّنا المقدس في الدفاع عن أرضنا وشعبنا، كما أنها فعل قناعة راسخة بإرادة بلادكم الصادقة، في مواصلة مساندة الجيش وتوفير مقوّمات الصمود للبنان».