- En
- Fr
- عربي
في ثكناتنا
الأمل أن تظلّل راية الشرف والتضحية والوفاء كل أرجاء البلاد
بالأمس ثكنة عسكرية في صغبين، واليوم ثكنة أخرى في بيت الدين، وغداً في مكان آخر، على أمل أن تظلّل راية الشرف والتضحية والوفاء، كل أرجاء البلاد!
وقائع الإحتفال
برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضوره افتتحت في بيت الدين ثكنة عسكرية جديدة، تحمل إسم العقيد الركن الشهيد عبد المجيد شهاب. العماد قهوجي اعتبر قيام الثكنة في عروس الشوف وقلعته الوطنية، تحية لروح الشهيد، وتأكيداً للإعتزاز بهذه المنطقة.
حضر الاحتفال الى قائد الجيش رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وأعضاء المجلس العسكري، وممثلون عن قيادات الأجهزة الأمنية، على رأسهم مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وعدد من الشخصيات الرسمية، وفعاليات بلدية واختيارية من منطقة الشوف وعائلة الشهيد شهاب.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة الرائد أنيس الخوري الذي شرح مراحل إنشاء الثكنة منذ استملاك الأرض العام 1979، مروراً بوضع المخطط التوجيهي لبناء ثكنة نموذجية العام 1980 وتلزيم المرحلة الأولى من البناء العام 2002، وصولاً الى افتتاح المرحلة الأولى من بنائها.
بعدها قدّم مصمم المشروع الملازم الأول المهندس شربل أبي نجم شروحات فنية عن الثكنة، ثم قام العماد قهوجي برفقة عائلة الشهيد بقصّ الشريط وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية قبل أن يلقي كلمته.
كلمة العماد قهوجي
استهل العماد قهوجي كلمته متوجهاً الى الحضور بالقول:
«بالأمس القريب، افتتحنا ثكنة عسكرية في بلدة صغبين، واليوم، نفتتح ثكنة أخرى في بيت الدين، بإسم العقيد الركن الشهيد عبد المجيد شهاب، وغداً يتجدّد الموعد في مكان آخر، على أمل أن تظلّل راية الشرف والتضحية والوفاء كل أرجاء البلاد، من حرمون الى الساحل، ومن أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، ليصبح الجيش أكثر التصاقاً بأهله وارتباطاً بأرضه، وفي المقابل، يشعر اللبنانيون بمزيد من الطمأنينة والإستقرار، في حمى مؤسسة تذود عن أرواحهم وأرزاقهم، وتشكّل سندهم المتين في عملية النهوض والإنماء، وظهيرهم القوي في مواجهة الكوارث الطبيعية والإنسانية على أنواعها».
وتابع قائد الجيش:
«إن لبناء هذه الثكنة، وعلى وجه التحديد في بيت الدين، عروس الشوف وقلعته الوطنية الشامخة، أكثر من دلالة ومعنى، فهو لفتة تكريم من القيادة الى روح الشهيد البطل، العقيد الركن عبد المجيد شهاب الذي سقط في ساحة الشرف، دفاعاً عن وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وهو ايضاً تأكيد على الإعتزاز بموقع هذه المنطقة، التي تعتبر من الوطن بمثابة القلب من الجسد، والإعتزاز بتاريخها الناصع، حيث انبعثت من تلالها وسفوحها النابضة بالكرامة والعنفوان، أولى طلائع الرجال الأحرار، الذين خطّوا بحبر التضحية والبطولة، السطور الأولى من كتاب نشأة لبنان، وتكوين هويته الوجودية والحضارية. كذلك فإن هذا الإنجاز، يعبّر عن عرفان قيادة الجيش بمواطنية أهالي الشوف، ومحبتهم لجيش الوطن، وهم الذين لم يبخلوا يوماً بتقديم خيرة أبنائهم للإنضواء تحت رايته، كما لم يستسلموا لرياح الفتن التي ألمّت بهم من كل اتجاه، محاولة تشويه إرثهم الوطني، وصيغة عيشهم المشترك، فكان أن استعادوا زمام المبادرة، مثبتين مرة أخرى عمق أصالتهم، ورسوخ إيمانهم بقيم الحرية والتنوع والإنفتاح.
كما أن بناء هذه الثكنة، يجسّد إرادة المؤسسة العسكرية في المضي قدماً بمسيرة النهوض والتطوير، وصولاً الى المستوى المنشود، الذي يليق بتضحيات عسكرييها وكفاءاتهم، ويتيح لها القيام بواجباتها ومسؤولياتها كافة، بما يتناسب مع الأخطار المحدقة بالوطن».
وإذ تطرّق الى ما تتعرّض له المنطقة العربية من تحديات في ظل رفض العدو الإسرائيلي السلام العادل والشامل، اعتبر أن مواجهة الواقع الصعب تقتضي توحيد المواقف العربية ورصّ الصفوف داخلياً، مشدداً على دور الجيش البارز في هذه المرحلة.
وختم قائلاً:
على قدر محبتنا للبنان وإخلاصنا له، تبدو مسيرتنا طويلة وشاقة، لكن عزائمنا لن تهون أمام الصعاب، فمن إيماننا الراسخ برسالة هذا الوطن، نستلهم روح التضحية والعطاء، ومن ثقة الشعب بنا، نستمد القوة ونحصد النجاح.
وفي الختام، قام العماد قائد الجيش والمدعوون بجولة في أرجاء الثكنة، تلاها حفل كوكتيل شرب خلاله الجميع نخب الجيش والوطن.
العقيد الركن الشهيد عبد المجيد شهاب
تطوّع عبد المجيد شهاب في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتباراً من 1/1/1946، ورقي الى رتبة ملازم اعتباراً من 1/10/1948 وتدرّج في الترقية حتى رتبة عقيد في 1/1/1972 الى أن استشهد بتاريخ 11/3/1976 في أثناء عملية حفظ أمن في محلة نهر ابراهيم، وقد كان آنذاك يشغل وظيفة قائد اللواء الثاني وقائد منطقة الشمال.
تميّز العقيد الشهيد عبد المجيد شهاب بصلابة ولائه للمؤسسة والوطن، وبروح الفروسية والإقدام، والإستعداد الدائم للتضحية والشهادة، فكان بحق مثالاً للقائد الناجح، وعَلَماً من أعلام الجيش.