جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

قصّة الزّرافة زوزو

زوزو زرافةٌ لطيفةٌ جدًّا، لكنّ رقبتها الطّويلة تخيف الحيوانات الصّغيرة. فهي من طولها لا ترى الأرنب والسلحفاة عندما يمرّان من أمامها. وإذا مرّت بجانب بستانٍ جميل داست جميع الزّهور، ممّا كان يُغضب الفراشات والنّحل. شعرت جميع حيوانات الغابة بالضّيق من تصرّفات الزرافة على الرّغم من طيبة قلبها، وعندما علمت زوزو بحقد الحيوانات عليها حزنت حزنًا شديدًا وصارت تبكي، لأنّها تحبّ الجميع، ولكنّهم لا يصدّقون ذلك. وفي يومٍ من الأيّام رأت الزّرافة زوزو عاصفةً رمليّةً تقترب بسرعةٍ من الحقل؛ وكانت الوحيدة الّتي رأتها لأن طول رقبتها يساعدها في رؤية الأشياء البعيدة. فصاحت محذّرةً الحيوانات كي تهرب وتختبىء في بيوتها أو في الكهوف، قبل أن تأتي العاصفة وتدمّر كلّ شيء، فنفّذت الحيوانات ما طلبته منها الزرافة. وبعد انتهاء العاصفة اعتذر الجميع من زوزو، واعترفت الحيوانات بأنّها كانت مخطئة في حقّ الزرافة الطيّبة لأنّها حكمت عليها من خلال المظهر الخارجي فقط. منذ ذلك الحين، نشأت صداقة قويّة بين زوزو والحيوانات الصغيرة التي صارت تحبّها وتثق بها.