جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

 العصفور المشاكس

كوكو عصفورٌ صغيرٌ يعيش مع والديه وإخوته في عشٍّ جميلٍ دافىء على غصن شجرةٍ ضخمة. في صباح كلّ يوم كان الأبوان يخرجان لجلب الطعام لصغارهما، وكانت الأم توصي صغارها بعدم مغادرة العشّ لحين عودتهما، لأنها ما زالت ضعيفة، طريّة العود، وقد تقع بين براثن الحيوانات المعتدية.
عاشت العصافير الصغيرة عدّة أسابيع على هذا المنوال، فكانت تلعب مع بعضها البعض على أغصان الشجرة لحين عودة والديها، حيث يطير الجميع في نزهةٍ في الحقل للتعرّف إلى الحياة خارج العشّ. وفي يومٍ من الأيّام، فكّر كوكو في نفسه قائلًا: لماذا يمنعني والديّ من مغادرة العشّ لوحدي؟ لن يحدث لي شيئ إذا غادرته ولعبت مع عصافير الحقل لحين عودتهما. وهذا ما حصل بالفعل، حيث طار كوكو منفردًا في صباح اليوم التالي متجاهلًا توصيات والدته وتوسّلات إخوته بعدم المغادرة. في أثناء نزهته، تعرّف العصفور الصغير إلى مجموعة من العصافير وصار يطير إليها كلّ يومٍ ليلعب معها، ثم يعود إلى عشّه قبل عودة والديه من دون أن يخبرهما بمغامرته. بعد مرور عدّة أيامٍ، وبينما كان كوكو يطير في الحقل، هاجمه طائرٌ كبيرٌ، فخاف العصفور المسكين وراح يصرخ مستغيثًا برفاقه، وإذ جاء سربٌ من العصافير لمساعدته، أفلته الطائر المعتدي بعد أن أصابه بجروحٍ موجعة.
عندما عاد الوالدان بالطّعام وجدا صغيرهما يبكي من الألم والخوف، فأخبرهما بكلّ ما حصل وطلب منهما السّماح قائلًا: لقد أخطأت بحقّ نفسي عندما خالفت تعليماتكما وكذبت عليكما، لم أكن مقتنعًا أنكما تمنعاني من الخروج لحمايتي، أمّا الآن فقد أدركت ذلك، أرجو أن تسامحاني وأعدكما بألّا أكذب عليكما مرّةً أخرى!