- En
- Fr
- عربي
جمعيات اهلية
«الخط الأخضر»:نسعى بالتنسيق مع الدولة الى مقاضاة اسرائيل
«الخط الأخضر» اسمها يشير بوضوح الى هويتها، جمعية تضع سلامة البيئة هدفاً محورياً لنشاطاتها، لكن اطار العمل يتسع الى اكثر من ذلك. فـ«الخط الأخضر» تسعى الى ترسيخ مفهوم يراوح بين التنمية وسلامة البيئة، بحيث تكون تنمية مستدامة تحترم الطبيعة ومواردها.
وعبر نشاطاتها التثقيفية والميدانية تعمل «الخط الأخضر» على جعل الحفاظ على البيئة خطاً ممتداً بوضوح في لبنان من اقصاه الى اقصاه.
السيد وائل حميدان، منسّق الحملات في «الخط الأخضر»، حدّثنا عن الجمعية وتأسيسها ونشاطاتها خصوصاً تلك التي نفذتها في الآونة الأخيرة.
مبادئ الجمعية
بداية قال حميدان:
«الخط الأخضر» جمعية غير حكومية، مستقلة، ويرأس مجلس إدارتها حالياً الدكتور علي دويش.
تحتضن الجمعية مبادئ التنمية السليمة بيئياً في الدول النامية وهي تشكل ملتقى لكل المهتمين بالحفاظ على الماضي، وعلى الحاضر، واعطاء المستقبل فرصة افضل.
تأسست الجمعية العام 1991 عندما قررت مجموعة من المتخصصين والمهتمين من الجامعة الاميركية في بيروت واصدقاء لهم، ترجمة قلقهم حول البيئة الانسانية، والطبيعية والثقافية التي أصيبت بالكثير من الدمار بسبب الحرب، الى عمل منظّم لتحقيق الاهداف التالية:
- عرض المخاطر البيئية.
- تعميم الوعي البيئي.
- المساهمة في خلق اطار علمي لسياسة تنمية بيئية مستدامة.
* ممن تتألف الجمعية؟
- ليس لدى جمعية «الخط الأخضر» موظفون متفرعون، وينفذ المشاريع متطوعون، تقوم الجمعية بتغطية نفقاتهم خلال فترة التنفيذ.
وفي الوقت الراهن تستقبل الجمعية متدربين جامعيين من دول مختلفة يساهمون في إنجاز مشاريعها او في تطوير مشاريع جديدة، ما يشكل تنمية لقدرات الجمعية ولمقدراتهم في آن.
يستغرق تنفيذ بعض المشاريع بضعة شهور بينما قد يستغرق تنفيذ مشاريع اخرى عدة سنوات، وفقاً لطبيعة كل مشروع واهدافه.
واضاف قائلاً:
يستطيع اي شخص يتمتّع بالحماسة للعمل وبإرادة الانجاز ويهتم بعمل الجمعية واهدافها ان يصبح عضواً فيها. ومنذ تأسيسها، استطاعت «الخط الاخضر» ان تجذب العديد من الأشخاص من مختلف الاختصاصات العلمية والاجتماعية.
ويمكن لمن يريد ان يكون عضواً داعماً للجمعية من خلال المساهمة المادية او المعنوية في اعمالها ونشاطاتها. بدورها تتيح الجمعية لأعضائها الاستفادة العلمية والتقنية من خلال حضور دورات تدريبية وورش عمل واجتماعات مختلفة. كما بالامكان الاستفادة من مكتبة الجمعية واللقاءات الاجتماعية والرحلات الترفيهية التي تلائم جميع الاهتمامات.
تمويل الحملات
* كيف يتم تمويل الحملات التي تقومون بها؟
- هنالك عدة مصادر لتمويل الجمعية ومنها، الرسوم التي يدفعها الاعضاء، وحملات التبرع الدورية التي تقوم بها. كذلك هناك تقديمات ومساهمات خاصة محلية.
اما عندما تدعو الحاجة لمبالغ ضخمة لتمويل حملات كبيرة، فالجمعية تطلب المساعدة من مؤسسات وجمعيات مساهمة اجنبية، تؤمن المساعدة المادية، او التقنية حسب الحاجة.
* ما هي ابرز المواضيع التي ركزت عليها الجمعية حتى الآن؟
- منذ تأسيسها تعاملت «الخط الأخضر» مع مشاكل بيئية تؤثر على اوجه الحياة كافة. وهذه الاهتمامات المختلفة تم جمعها في خمسة اقسام اساسية: التوعية والتعليم، المساعدة وتنمية القدرات، الأبحاث البيئية، وتنمية قدرات التواصل والتخاطب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت الجمعية بتنفيذ عدة حملات تهدف الى تحسين الوضع الانساني والبيئي في لبنان ومنها:
- حملة المحافظة على البيئة البحرية وتسليـط الضـوء على مشـكـلـة الامـلاك البحرية.
- التوعية من اخطار النقل البرّي الملوّث للهواء.
- حملة ادارة النفايات الصلبة، اضافة الى ذلك هناك حملات تشجيع السياحة البيئية والتغذية الصحية في المدارس، والزراعة العضوية، وتربية الدواجن بطريقة سليمة والاستعانة بمواد الطاقة المتجددة.
الكوارث البيئية
*مشكلة التسرّب النفطي كارثة بيئية ضخمة، كيف كان تعاملكم معها كجمعية بيئية لبنانية؟
- عندما قُصف معمل الجية في تموز الماضي وانتشرت مادة النفط في المياه وعلى الشواطئ اللبنانية، ألّفنا فريق عمل للقيام بمسح للشاطئ اللبناني، ومراقبة انتشار البقعة النفطية. بعد المسح الأول قمنا بإصدار خرائط تبيّن وضع التلوّث ومدى انتشاره في مياه البحر ورمول الشاطئ وصخوره.
على الأثر، وضعنا امكاناتنا بتصرف وزارة البيئة ونسقنا مع الهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية لتقييم حجم المشكلة ومقارنتها مع كوارث مشابهة حصلت في دول أخرى.
ولقد استعنّا بالخبير الاميركي (من جامعة ألاسكا) البروفسور ريتشارد شتاينر الذي سبق له ان تعامل مع كارثة من هذا النوع حصلت في ولاية الاسكا بعد تسرّب حصل في حاملة للنفط تسبّب بتلوّث في المحيط.
شتاينر زار المناطق المنكوبة ووضع خطة تحرّك سريعة لتدارك الحالة الخطرة التي وصل اليها التلوث في المياه وعلى الشاطئ، كما انه وضع خطة طويلة الامد مع تقييم للأثر البيئي والاقتصادي لهذا التسرّب النفطي على المدى البعيد.
وقد اخذ بعين الاعتبار اتفاقية جنيف والتي تصف عملاً كهذا جريمة بيئية خطيرة جداً بحق الانسانية والبيئة في البلد.
بعدها قدّم الخبير شتاينر تقريراً مفصلاً عن الكارثة البيئية التي حصلت وعن تداعياتها المباشرة وغير المباشرة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية وتأثيرها على المواطن. وحمّل مسؤولية هذه الجريمة للحكومة الاسرائيلية، مقدراً تكلفتها بحوالى مليار دولار، وهو مبلغ ينبغي حسب القوانين الدولية ان تتحمّله وتدفعه الدولة التي تسببت بهذا الضرر.
وفي هذا الإطار يتم العمل على تحضير دعوى قضائية ضد اسرائيل في موضوع التلوث النفطي، علماً ان الخبير الاميركي أرسل المعلومات مع التقرير والدعوى الى الهيئات المختصة في المجتمع الدولي، مطالباً بتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجاني على جرائمه البيئية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة.
مهمات وعمل ميداني
* ما هي المهام التفي نفّذتها الجمعية من الناحية النظرية والتنفيذية، وفي اية مواقع؟
- بعد ان اجرى فريقنا المتخصص مسحاً شاملاً للشاطئ والمياه، كانت اولوية العمل لبدء التنظيف في المسبح الشعبي الوحيد في لبنان، وهو المتنفّس الأوحد لأبناء الطبقة الفقيرة في العاصمة: شاطئ الرملة البيضاء الذي اضافة لكونه مسبحاً شعبياً، سيكون في الصيف، ملاذاً للسلاحف البحرية التي تأتي لتبيض على الشاطئ.
في البداية جرت اجتماعات مكثفة للجمعيات والهيئات ومن ضمنها جمعيتنا، مع المدير العام لوزارة البيئة السيد بيرج هاتجان للتنسيق، وتمّ توزيع العمل وتقدير حجم المشكلة، بهدف احتواء هذه الكارثة البيئية.
* ماذا عن العمل الميداني؟
- بدأنا العمل على الأرض بواسطة المتطوعين الذين ارسلنا بطلبهم بشكل عاجل، وقد تجمّع لدينا عدد كبير من المتطوعين الجدد الذين وضعوا إمكانياتهم ووقتهم وجهودهم بتصرف الجمعية المساعدة على حل هذه المشكلة التي تمسّ الوطن بأكمله.
في منطقة الرملة البيضاء جمعنا الرمل الملوّن في أكياس خاصة وعزلناه عن الرمل النظيف بواسطة بلاستيك سميك. وقد استخدمنا لهذا الغرض الجرافات والرفوش والدلاء وذلك بحسب الموقع الذي نعمل عليه. فقرب اعشاش السلاحف كانت ايدي المتطوعين تحفر الرمل بكل ثقة ووعي كي لا تخرّب او تعبث بالبيض. اما في الأماكن الفسيحة والبعيدة فكانت الجرافة تحفر وتنقل طبقات الرمل الملوث الى اماكن من الشاطئ بعيدة عن الماء كي لا تؤدي إلى تلوث باقي الشاطئ النظيف.
استمرينا في هذا العمل الشاق لمدة اسبوعين، نـظّفنا خلالها مساحة لا بأس بها من شاطئ الرملة البيضاء الى ان قام الجيش اللبناني، وبعد انتهائه من تنـظيف بقعة ملوثة مجاورة، من تسلّم العمل، فأسندنا له هذه المهمة ليكملها بما يملك من قدرات وعديد وعتاد وامكانات تفوق امكاناتنا المتواضعة.
* بعد توقّف عمليات التنظيف، ما هو الدور الذي تقومون به كجمعية بيئية للمساعدة على ايجاد حلّ لكارثة التسرّب النفطي؟
- اننا بصدد اكمال وضع خطة مستقبلية مع خبرائنا للحد من المخاطر البيئية التي سببتها هذه الكارثة، بعد ان قمنا بتقييم شامل للأثر البيئي لها.
اما العمل الميداني فلا يزال متمثلاً بفرق من متطوعينا يراقبون اعمال التنظيف على البقع الملوثة، وذلك حرصاً منا على تأمين تنظيف بيئي سليم للمياه والشاطئ، لا يمكنه ان يؤدي الى الإضرار او ايذاء اي محيط آخر.
والجدير ذكره اننا وفي أثناء مراقبتنا لعمليات التنظيف، قمنا بضبط مخالفات بيئية خطيرة.
وفي النهاية نحن نسعى جاهدين مع الوزارة والحكومة اللبنانية للمساعدة على إقامة الدعوى القضائية على دولة اسرائيل لتجريمها وتكبيدها ثمن جرائمها ضد البيئة والاقتصاد في لبنان.