جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

في يومٍ مشمسٍ، قرّرت الأسرة الذهاب في نزهة في الطبيعة. أسرع زياد ورلى لمساعدة والديهما في تحضير أغراض النزهة، فيما راح أخوهما زاهي يلعب بالكرة غير آبهٍ بمساعدة أفراد أسرته. وكان كلّما طلبت منه أمّه المساعدة، يشغل نفسه بالّلعب، وكأنه لا يسمع نداءها.
وصلت الأسرة إلى المنتزه، وبدأ الجميع حمل الأغراض إلّا زاهي، الذي أخذ الكرة وبدأ يلعب بها في الحقل. ناداه والده للمشاركة في إعداد مكانٍ لجلوسهم، لكنّه رفض المساعدة وتابع الّلعب.
غضب الجميع من تصرّفات زاهي، وعاتبته أمّه قائلةً:«لا تكن أنانيًّا يا بنيّ، ساعد أباك أوّلًا كما يفعل أخواك، ثم العب كما يحلو لك». لكن زاهي ، كالعادة، لم يصغِ لكلام أمّه. بعد قليل، أنهت العائلة التحضيرات الّلازمة وجلس الجميع للاستمتاع بدفء الشمس. فجأة، أقبل زاهي باكيًا وأخبر والديه أنّه ركل الطابة بقوّة فوقعت في الهشيم، وقد عجز عن استعادتها لأنها محاطة بالأشواك. ربّت الوالد على كتف ابنه، وطمأنه قائلًا: «لا تخف، سآتيك بطابتك». وفي الحال، هبّ أخوه وأخته لمساندة أبيهما، فتمكّنوا بفضل تكاتفهم من استعادتها. حمل زاهي طابته بخجلٍ، وطلب من عائلته السّماح لأنّه كان أنانيًّا ولم يفكّر سوى في نفسه.
منذ ذلك اليوم، تعلّم زاهي درسًا مهمًّا في المحبّة والتعاون، فأصبح إنسانًا عطوفًا يساعد الآخرين ويهتمّ بجميع من حوله.