جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط - ليال صقر
رسومات: غدير صبح

الفأر الطمّاع

كان الفأر الطمّاع يعيش في مزرعةٍ كبيرةٍ. وفي أحد الأيام، وجد سلّةً مليئةً بحبوب القمح بالقرب من وكره، فأحدث ثقبًا صغيرًا في السلّة، ودخل من خلاله، ثم أكل بعض القمح وأحس بالشبع، لكنّه لم يتوقّف عن الأكل وظلّ يلتهم الحبوب المقرمشة حتى أحسّ بالتخمة. عندئذٍ، أراد الخروج من حيث أتى لكنّه لم يستطع بسبب انتفاخ بطنه. غضب الفأر وراح يشكو لنفسه: ما الّذي فعلته! لقد أكلت اكثر من طاقتي والآن سأبقى مسجونًا داخل هذه السلّة. في هذه الأثناء، مرّ أرنبٌ بالقرب من السلّة، فسمع شكوى الفأر وقال له: لا تجزع يا صديقي، انتظر حتى الصباح حيث تكون قد هضمت الطعام فيعود حجمك إلى طبيعته وتخرج سالمًا من سجنك.
في صباح اليوم التالي، استيقظ الفأر مرتاحًا بعد أن لاحظ أن بطنه لم يعد منتفخًا. وإذ هم بالخروج من السلّة، قال في نفسه: لم لا أستفيد من وجودي هنا فآكل بعض القمح قبل مغادرتي المكان. ولكنّه كرّر ما فعله سابقًا، فلم يتوقّف عن التهام القمح حتى كاد بطنه ينفجر. حينئذٍ، قرّر الخروج، لكنّه لم يستطع بسبب انتفاخ بطنه مرّةً أخرى. لم يخف الفأر هذه المرّة، بل قال في نفسه: سوف أنام وأرتاح إلى أن أهضم طعامي فأخرج من السلّة. إلّا أنه أخطأ في حساباته لأن الطمع أعمى قلبه فأنساه وجود هرٍّ في الجوار. وما هي إلّا دقائق، حتى مرّ الهرّ الجائع بالقرب من السلّة، فاشتم رائحة الفأر وانقضّ عليه والتهمه!