جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

فكّر جيّدًا قبل أن تتكلّم

في صباح أحد الأيّام، كان حشد من الناس في محطّة سكّة الحديد ينتظرون وصول القطار، وكان بينهم مجموعة من الشبّان الأصدقاء يحدثون صخبًا وضجيجًا. ما إن تمّ الإعلان عن وصول القطار، حتى ركض هؤلاء مسرعين للحصول على مقاعدهم، فصادف وجودهم إلى جانب رجلٍ عجوز يرافقه صبيٌّ يبلغ من العمر حوالى الخامسة عشر. وإذ بدأ القطار في التحرّك، بدا الصبيُّ مندهشًا لكلّ ما يراه، إذ هتف قائلًا  «أبي، القطار يتحرّك والأشياء كلّها تتحرّك إلى الوراء!». ابتسم والده ولم يتكلم. ثم بدأ القطار يسير مسرعًا، فصرخ الصبيّ بذهولٍ: «أبي، الأشجار كلّها خضراء الّلون ومرتّبة كما أنّها تجري إلى الوراء بسرعةٍ!».وهنا رد عليه والده مبتسمًا: «نعم يا عزيزي». كان الصبيّ يراقب كل شيء بحماسةٍ غريبة وسعادةٍ لا توصف كما لو أنه طفلٌ صغيرٌ.
بعد قليل، مرّ بين الركّاب بائع الفاكهة وكان يبيع التفاح والبرتقال، فطلب الصبي من والده أن يشتري له تفّاحًة، ثم راح يقضمها باستمتاعٍ وهو يقول «التفاح يبدو شهيًّا جدًّا، إنّه من أجمل الأشياء التي تذوّقتها ، وأنا أحبّ لونه كثيرًا» .
كانت مجموعة الشباب تراقب تصرّفات الصبي باستغرابٍ، فسأل أحدهم الوالد «ما خطبه ابنك؟ لماذا يتصرّف بهذا الغباء؟» ، وقال شابٌّ آخر من المجموعة بسخرية «لا بأس، من الواضح أنّه مجنون» أمّا الوالد، فتنهّد بصبرٍ، وأجاب عن أسئلة الشابّين بهدوءٍ: «ولد إبني أعمى، وقبل أيّام قليلة فقط أُجريت له عمليّة مكّنته من رؤية العالم من حوله، لذا فهو متحمّس، لأنّه يرى عدّة أشياء للمرّة الأولى في حياته». صُدِم الشبّان ممّا سمعوه، فوضعوا أعينهم في الأرض خجلًا، ثم اعتذروا من الصبّي ووالده، وتعلّموا درسًا مهمًا: يجب أن نفكّر قبل أن نتكلّم كي لا يسبّب كلامنا الأذى للغير.


محطّة ضاحكة
القاضي: أما سمعت ضميرك وهو يوبّخك على السرقة؟
المتّهم: لا والّلـه يا سيّدي، فأنا أعاني ضعفًا في السّمع!