جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

الشّجرة السحريّة
كان سامر شابًّا طيّبًا يعيش مع شقيقه الأكبر غالب في قريةٍ صغيرةٍ، وكان الشقيقان يعملان في الحقل لتحصيل رزقهما اليومي. لم يكن عملهما هذا يدرّ عليهما المال الوفير، لكنّ سامر كان يكتفي بما يناله ويشكر الخالق على نعمه، على عكس شقيقه الطمّاع الّذي كان دائم التذمّر، تارةً يتأفّف من قلّة المال، وتارةً من قلّة الطّعام، ولم يكتفِ بذلك، بل أنّه كان لشدّة جشعه، يسلب أخاه ماله وطعامه.
في يومٍ من الأيّام، كان غالب يقطع الأشجار اليابسة في الحقل ليبيع خشبها، وحين اقترب من شجرة التفّاح العتيقة، خافت الشجرة وقالت له: اسمع يا سيّدي الحطّاب، أنا شجرة سحريّة، إذا رحمتني ولم تقطع أغصاني سأكافئك وأعطيك الكثير من التفّاح اللّذيذ. وافق الشّاب، وبالفعل أمطرت الشجرة عشرات الحبّات من التفّاح الشهيّ. فكّر الشّاب وقد تغلّب عليه الجشع» لمَ لا أطلب المزيد من التفّاح فأبيعه في المدينة وأجني منه المال الكثير؟» عندئذٍ هدّد الشجرة قائلًا:» أريد مئات الحبّات من التفّاح، وإلّا فسوف أقطع جذعك بالكامل». غضبت الشّجرة بسبب طمع غالب، وبدلًا من أن تعطيه التفّاح، أمطرت عليه مئات الإبر الصغيرة. استلقى الشّاب على الأرض وهو يبكي من الألم الّذي سبّبه وخز الإبر، وراح يترجّى الشّجرة أن تفعل شيئًا لإنقاذه، إلّا أنّها لم تعره اهتمامًا. أخيرًا، وبعد ساعاتٍ من البكاء والألم، جاءه الفرج عن طريق أخيه سامر الّذي كان يبحث عنه بعد أن قلق لغيابه الطويل. ما إن شاهد الأخ أخاه يئنّ، حتى جن جنونه من شدّة خوفه عليه، وهرع إليه يسحب برفقٍ ومحبّةٍ الإبر المتغلغلة في جلده. عندما رأت الشّجرة هذا المشهد، عطفت على الأخ الطيّب، ووعدته أن تمطر عليه كلّ يومٍ مئات الحبّات من تفّاحها الشهيّ كي يبيعه في الّسوق ويجني منه ما يكفي من المال ليعيش حياةً كريمةً.

 

محطّة ضاحكة
المعلّم للتلميذ: معك خمس تفّاحات وأعطاك رفيقك خمسًا أخرى، فماذا يصبح معك؟
التلميذ: وجعٌ في بطني يا أستاذ!