جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

اشترط أستاذ في جامعة ماليزيّة على طلّابه أن يقوم كلٌّ منهم بإسعاد شخصٍ واحد طوال أربعة أشهر، كي ينجح في مادّته.
لتنفيذ المطلوب، كان أحد طلاّبه يضع هديّةً صغيرةً يوميًّا أمام باب غرفة زميله في سكن الجامعة، وهو شابٌّ هنديٌّ بعيدٌ عن بلده وأهله، جاء لدراسة الطب في ماليزيا. اختار الطالب هذا الزميل تحديدًا، لأنه شعر بأنه وحيد ولا يملك أصدقاء ، وكان يبدو دائمًا حزينًا وبائسًا. أوّل هدية كانت رسالة صغيرة من دون توقيع وضعها تحت باب شقّته جاء فيها: “كنت أتطلّع صغيرًا إلى أن أصبح طبيبًا مثلك، لكنّي ضعيفٌ في مواد العلوم، أمّا أنت فقد منحك الله ذكاءً ستسهم عبره بإسعاد البشريّة”. وفي اليوم التالي اشترى الطالب الماليزي قبّعة تقليديّة ماليزيّة ووضعها خلف الباب ومعها رسالة: “أتمنى أن تعجبك”. في المساء شوهد الطالب الهندي يعتمر القبعة ويرتدي ابتسامة لم تظهر على وجهه من قبل. ليس ذلك فحسب، بل أنّه عرض على صفحته على الـ»Facebook» صورة للرسالة الأولى، وأخرى للقبعة، فجاءه تعليقٌ من والده يقول: “زملاؤك في الجامعة يرونك طبيبًا ماهرًا، فلا تخذلهم واستمر”.
واصل الطالب الماليزي الكتابة وتقديم الهدايا السريّة إلى زميله يوميًّا، وكانت ابتسامة الطالب الهندي تكبر كل يوم، وصفحته على الـ «Facebook» تزدحم بالأصدقاء الجدد. لقد تغيّرت حياته تمامًا، إذ تحوّل من انطوائي وحزين إلى مبتسم واجتماعي بفضل زميله الماليزي. وقد أخبر أصدقاءه أن الرسالة الأولى التي تلقّاها جعلته يعدل عن قراره في الإنصراف عن دراسة الطب وتجاوز الصعوبات التي كان يتعرّض لها!